وعد أولا كالينيوس، رئيس قطاع "مرسيدس – بنز" في شركة "دايملر"، بأن طراز "إيه كلاس" الجديد من الجيل الرابع الذي ستكشف عنه الشركة في معرض جنيف الشهر المقبل، سوف يأتي بباقة تقنيات جديدة توفر القيادة شبه الذاتية، وتجربة ترفيه وتواصل جديدة للمستهلك، بالإضافة إلى أحدث تجهيزات الأمان. وقال كالينيوس لدى الكشف عن السيارة في شتوتغارت هذا الأسبوع، إن أنظمة السيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي يجعل المستخدم يرتبط عاطفيا بالسيارة. وسوف تستقبل الشركة حجوزات "إيه كلاس" بعد معرض جنيف في شهر مارس/آذار المقبل، وتصل السيارة إلى الأسواق في شهر يونيو/حزيران.
وخضع الجيل الرابع إلى تحسينات في التصميم الخارجي والداخلي والتقنيات المتفوقة، التي تعتقد الشركة بأنها سوف تكون مقياسا للسيارات المدمجة في السنوات المقبلة، خصوصا أنها أدخلت على الطراز تجهيزات مستعارة من "إس كلاس" وهي أفخم سيارات الشركة.
ولكن السيارة تبقى تقليدية في استخدام محركات بترولية وديزل، من دون إتاحة خيار "هايبرد" أو كهرباء في الجيل الحالي. وهي تنافس في قطاع يزداد الإقبال عليه بعد ارتفاع أسعار الوقود، ويشمل سيارات أخرى، مثل "أودي - إيه 3"، و"بي إم دبليو" الفئة الأولى.
ويختلف الجيل الجديد عن الأجيال السابقة في أنه أقل ارتفاعا، ويقترب من شكل السيارات "هاتشباك" الأخرى في القطاع. ولكنه مع ذلك يوفر نوعية الجسم الصلب والقيادة الواثقة التي توفرها سيارات "مرسيدس" الأخرى. وهي قد تفتقر إلى الديناميكية التي توفرها سيارات الفئة الأولى من "بي إم دبليو"، ولكنها تعوض ذلك بجلسة وثيرة وتقنيات متفوقة ومساحة شحن خلفية أكبر حجما.
وتفتقد "إيه كلاس" الجديدة السقف العالي الذي كان من سمات سيارات الأجيال السابقة، ولكن المساحة الرأسية المتاحة في الجيل الجديد ما زالت مريحة لطوال القامة في المقاعد الخلفية. ويشمل التصميم الداخلي لوحة قيادة مقسمة إلى قسمين، بشاشات للملاحة وأنظمة الترفيه والتواصل تعمل باللمس. وتتخلل أجزاء لوحة القيادة أضواء مقطعية يمكن تغييرها وفق تفضيلات السائق، من بين 64 لونا مختلفا. ويمكن اختيار شاشات ذات حجم كبير يصل إلى 10.25 بوصة.
التعامل مع الوظائف المختلفة يمكن تنفيذه صوتيا، كما تظهر المؤشرات الغرافيكية ثلاثية الأبعاد على الشاشة فور تنفيذ الأوامر. ويمكن اختيار عرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية، والتحكم في الوظائف بتطبيق على الهاتف الجوال، يشمل البحث عن أقرب محطات الوقود، والعثور على أماكن شاغرة لصف السيارة. وهي مزودة بنظام جديد لحوامل الأكواب يستوعب كثيراً من الأحجام.
من معالم الفخامة في السيارة، إمكانية اختيار مقاعد يمكن تبريدها أو تدفئتها، مع إضافة خاصية المساج عليها، والتحكم الكهربائي في زواياها ونسبة ارتفاعها. كما أن مساحة الشحن الخلفية تصل إلى 370 لترا مكعبا بزيادة 29 لترا عن سيارات الجيل السابق. ولكنها مع ذلك تقل في حجم الشحن عن منافساتها في القطاع، خصوصا طراز "إيه 3" من "أودي".
وبذلت الشركة جهدا واضحا في خفض معدلات الضوضاء والذبذبة في السيارة، وتلعب مقصورة الركاب عالية الصلابة دورا في توفير نسبة عالية من الأمان، مع الهدوء وعدم الذبذبة أثناء الانطلاق.
وتحمل "إيه كلاس" الجديدة كثيرا من التقنيات التي سبق تقديمها في طراز "إس كلاس" الفاخر، مثل نظام القيادة شبه الذاتية. وتستخدم السيارة الخرائط ونظام الملاحة، كما تعمل بنظام "كروز" الفعال الذي يتحكم في تحديد المسافة الآمنة أمام السيارة. وهي تعمل أيضا بنظم التحكم في تغيير حارة السير، وتفعيل مكابح الطوارئ عند الضرورة. وللمرة الأولى تحمل "إيه كلاس" أيضا نظام "بريسيف بلس" للوقاية من الحوادث قبل وقوعها وتخفيف أضرارها إلى الحد الأدنى. وتستخدم الشركة أحدث تقنيات الوقاية من الحوادث، بناء على أبحاث الشركة وإحصاءات حوادث حقيقية، ولذلك يكفل الجيل الرابع من "إيه كلاس" أعلى درجات الحماية المتاحة لهذا القطاع من السيارات.
وتعتمد سيارات "إيه كلاس" على جيل جديد من المحركات النظيفة بنوعي البنزين والديزل. ويمكن الاختيار بين محركي بنزين سعة 1.5 لتر، ولترين، وكلاهما بأربع أسطوانات، ويرتبط بناقل أوتوماتيكي بسبع سرعات. ويمكن الاختيار بين نظامي الدفع الأمامي أو الدفع على جميع العجلات، مع مرونة في توفير عزم الدوران إلى العجلات التي تحتاجه.
ويعتقد كبير مصممي الشركة غوردون واغونر، أن "إيه كلاس" الجديدة تفتتح حقبة تصميم جديدة للشركة، تعتمد على إثارة مشاعر المشاهد للتصميم الخارجي للسيارة. كما يؤكد واغونر أن التصميم الداخلي يوفر مستويات فخامة كانت متاحة حتى عهد قريب في قطاع السيارات الفاخرة وحده.
من أهم الإنجازات التي حققها واغونر في هذه السيارة تحقيق درجة انسيابية غير مسبوقة بمعامل مقاومة هواء لا يتعدى 0.25 درجة، أي أنها أفضل انسيابية من السيارات الرياضية والكوبيه. وهي الأكثر انسيابية في القطاع، مما يساهم في هدوء التشغيل وسلاسة الانطلاق وتوفير الوقود.
وهي سيارة فاخرة بحجم مدمج، ودخل أول جيل لها إلى السوق في عام 1997، ثم تم تجديدها مرتين في عامي 2004 و2012، قبل وصول الجيل الرابع. وهي "هاتشباك" عملية تصلح للاستخدام اليومي لمن يريد سيارة عالية الاعتمادية والأمان. ولكنها لا توفر ديناميكية القيادة الرياضية التي تأتي مع سيارات "بي إم دبليو" من الفئة الأولى.
كيف تعاملت مرسيدس مع مشكلة انقلاب "إيه كلاس" في جيلها الأول؟
لدى تدشين السيارة "إيه كلاس" للمرة الأولى في عام 1997، واختبارها في الانطلاق المتعرج من الصحافة السويدية، انقلبت السيارة بسبب تصميمها المرتفع وقاعدة العجلات الصغيرة. وفي البداية أنكرت شركة "مرسيدس" المشكلة، ولكنها بعد ذلك استدعت كل السيارات المبيعة، ومنعت تسويق السيارة لمدة ثلاثة أشهر حتى يتم حل المشكلة. وأدخلت الشركة بعد ذلك نظام الاستقرار الديناميكي الإلكتروني على سيارات القطاع، مع تعديلات في نظام التعليق بتكلفة 300 مليون مارك ألماني في ذلك الوقت. ونجحت السيارة بعد ذلك في الاختبار المتعرج، وتخطت مبيعاتها المليون سيارة بين 1997 و2004.
أرسل تعليقك