فنانات عربيات يحاولن إحياء المكرمية بلمسات عصرية
آخر تحديث GMT08:32:39
 العرب اليوم -

فنانات عربيات يحاولن إحياء "المكرمية" بلمسات عصرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فنانات عربيات يحاولن إحياء "المكرمية" بلمسات عصرية

فن المكرمية أو «الدانتيل العربي»
القاهرة ـ العرب اليوم

حبال متينة ناعمة تتشابك في عذوبة وانسيابية لتشكل قطعاً فنية «ديكورية» تزدان بها المنازل وتسرد حكايات عربية تمتد إلى القرن الثالث عشر، إنه فن المكرمية أو «الدانتيل العربي» الذي اختفى من المشهد لفترات طويلة، إلى أن عاد أخيراً بحضور بارز في بعض البلدان العربية على أيدي سيدات تمكنّ من تطويره بعد إضفاء لمسات وتصاميم عصرية.جذبت المكرمية عدداً كبيراً من الفنانات بالمنطقة العربية حتى تحولت إلى «ترند» أو اتجاه جديد في الديكور والإكسسوارات لقي صدى واسعاً خلال العام الماضي، وكان من ضمنهن الطبيبة المصرية الشابة حياة سامي فوزي، التي بدأت تعلمها خلال امتحانات السنة الأخيرة من دراستها بكلية الطب جامعة القاهرة (دفعة 2018)، أثناء تصفحها شبكة الإنترنت، ومن يومها أصبحت مولعة بها، «لم أكن أعرفها إلى أن شاهدتها على موقع أجنبي شهير للديكور، أبهرني روعة التصميم الذي يقدم المكرمية عملاً فنياً مستقلاً كأنه لوحة أو منحوتة؛ ولأنني مولعة بالقراءة والاطلاع، تتبعتها لأكتشف مفاجأة بالنسبة لي، وهي أنها عربية الأصل، وحينئذ تساءلت كيف تلقى كل هذا الاهتمام في الغرب، بينما نحن لا نكترث بها رغم أنها وليدة حضارتنا».

أدركت حياة من اطلاعها، أن فن المكرمية هو فن حيك الخيوط والحبال بطريقة فنية محددة، وقد توصل له الإنسان العربي لخدمة أغراض بعينها، وتضيف «ازداد شغفي بالمكرمية، لا سيما حين عرفت أن البحارة العرب هم سبب انتشاره في العالم، حيث قاموا بتطويره من وسيلة لربط المركب بالمرسى وصنع الشباك، وصنع أغطية ومفارش لهم على ظهر السفن، إلى إبداع قطع فنية لبيعها في الموانئ التي يصلون إليها، بداية من القرن الثالث عشر، ومن ثم قاموا بنشر هذا الفن في إسبانيا وإيطاليا،، ومنهما إلى أوروبا» وهو ما تؤكده الدكتورة منى عزت حامد، أستاذة بقسم الملابس والنسيج بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، قائلة «تذكر معظم المراجع الحديثة أن كلمة مكرمية عربية الأصل، ومعناها شديد الفتل من الحبال، وهي مشتقة من (مخرم)، كما تشير بعض المراجع إلى أن كلمة مكرمية مشتقة من الكلمة العربية (مقرمة)، أي (المنشفة المقلمة)، أو (أهداب الزينة)، وقد يرتبط ذلك بأن البحارة والفنانين العرب نجحوا في عقد الخيوط الزائدة على حواف الأنسجة المصنوعة مسبقاً بالأنوال، لنسج أهداب على قطع بديعة من المنسوجات، لا سيما مناشف الحمام، والمفارش والمعلقات والأرجوحات والستائر».

كل هذا الزخم الفني والتاريخي زاد من تعلق طالبة الطب في ذلك الوقت بهذا الفن، حتى أصبحت تنتج كل أنواع المكرمية، لكنها تحتفي بصنع المكرمية المدمجة مع قطع خشبية حُفر عليها أبيات شعر وأقوال مأثورة ومقتطفات من أغانٍ معروفة لفيروز وأم كثوم ومحمد عبد الوهاب «هذه القطع الأقرب لقلبي؛ لأنها تجعلني أشعر بأنني لا أعمل على إعادة إحياء فن عربي أصيل فقط، لكنني أيضاً أعمل على إحياء مشاعر حب نقية ودفء يفتقده الكثير من شباب اليوم».ترى دكتورة حياة فوزي، أن من أسباب انتشار هذا الفن في مصر أخيراً، هو تغير ثقافة المتزوجين حديثاً نحو طرز المنزل، حيث أصبحت تميل إلى الاهتمام بالطراز البوهيمي الذي يترك للمنزل حرية أكبر في اختيار قطع وألوان غير تقليدية، فبدا يهتم بإكسسوارات صغيرة عملية وغير مكلفة مثل المكرمية التي يسهل تنظيفها ولا تشغل مساحة كبيرة».

سجى نصر الله، فلسطينية تقيم في الأردن، بدأت فكرة مشروعها في ليلة شتوية حين جلست تخطط لتجديد ديكور بيتها لتستمتع بالراحة والأجواء المختلفة في أيام الشتاء ذي الطقس البارد، حيث يقل خروجها للتنزه مع أسرتها وزيارة الأهل، وكان أول ما فكرت فيه هو أن تمنحه شيئاً من دفء الذكريات، عبر قطع أثاث وإكسسوارات تعيدها لذكريات الطفولة في فلسطين، ومن ذلك المكرمية التي كانت تستخدم حاملاً للنباتات في بيت جدتها، إلى أن شاهدت بالمصادفة على الإنترنت قطع ديكور من المكرمية، ومن هنا قررت أن تتعلمه كي تصنع مكرمية جدتها.وتقول سجى نصر الله ، «لم أكن أعرف شيئاً عن أسرار هذا الفن، لكنني كنت محملة بمشاعر حنين لفن عربي أصيل ارتبط في ذاكرتي بذكريات ومشاهد لا تمحى من الذاكرة، فنجحت في تعلمه عن طريق (يوتيوب)».

برعت سجى في صنع المعلقات القديمة؛ ما شجعها على إبداع أعمال أخرى لمنزلها، ولاقت جميعها استحسان ضيوفها، إلى أن قررت أن تطلق مشروعها في أبريل (نيسان) 2020، «لم تنبع سعادتي من مجرد نجاحي في إطلاق علامة تجارية لاقت رواجاً، لكن كان اعتزازي الحقيقي بنجاحي في نشر فن عربي عريق يضفي بطبيعته وتاريخه الطويل أجواء مختلفة على المكان، فهو يمنح المنزل الدفء والألفة، وغيرها من مشاعر أصبحنا تفتقدها كثيراً في ظل التصميم الداخلي المأخوذ عن الغرب، أو في وجود تكدس لقطع الأثاث الحديثة التي تشبه بعضها بعضاً من دون روح أو طابع ينتمي إلى جذورنا» أما دنيا حسام، الطالبة بكلية التربية الفنية جامعة حلوان المصرية، فمن أحدث ما أضافته إلى فن المكرمية منذ إطلاق علامتها التجارية في بداية عام 2020 هو الأباجورات، حيث صنعت أنواع وأحجام مختلفة من الأباجورات والنجف من المكرمية، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، «أكثر ما يميز المكرمية أنه فن يدوي، وهو ما يعني أن كل قطعة لها روحها وطابعها الخاص؛ ما يجعل المقتني يشعر أنه مميز وأنه يقتني شيئاً متفرداً».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

4 قطع أثاث يتمنى خبراء الديكور اختفائها قريبًا

5 نصائح للعناية بالأثاث الجلدي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانات عربيات يحاولن إحياء المكرمية بلمسات عصرية فنانات عربيات يحاولن إحياء المكرمية بلمسات عصرية



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab