تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية
آخر تحديث GMT20:36:36
 العرب اليوم -

تقع في قلب الأطلس الصغير وتتمير بسحر الطبيعة

تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية

 مدينة "تافراوت" في قلب الأطلس الصغير

 مدينة "تافراوت" في قلب الأطلس الصغير المغرب ـ عبد الله أكناو تقع مدينة "تافراوت" في قلب الأطلس الصغير على بعد 160 كلم عن مدينة "أغادير" جنوب المغرب، و تستقر هذه المدينة في هدوء بين الجبال الشاهدة على تاريخ هذه الربوع الأصيلة. بتافراوت مازال الإنسان يجد ما يستنشقه من طبيعة في صورتها البكر، عذرية يكتشفها الزائر من خلال اللباس التقليدي لرجال ونساء المنطقة، ومن خلال المواد الطبيعية التي ينتجها إنسان المنطقة، وحتى من خلال التشكل الطبيعية لصخور جبالها المميزة .
تافراوت...مدينة لا يمكن الحديث عن جنوب المغرب دون استحضارها. وذلك لمكانتها وسحرها الخلاب. فزائر تافراوت يحس أنه في مكان عذري ما زال يحتفظ فيه الإنسان بموروثه، بعاداته وتقاليده ونمط عيشه وحياته. من خلال اللباس (أملحاف النساء بأنواعه الثلاثة الأبيض والأسود والأزرق الغامق)، وتلك البيوت المتشبثة بالصخور المنتظمة على شكل جبال. وتلك الطبيعة الأخاذة التي لا مثيل لها، مثل رأس السبع الذي يقف شامخا بجبال "الكست" بضاحية "أملن" كأنه حارس أمين لمدينة تافراوت. والصخور الملونة وقبعة نابليون والصخور المنقوشة التي طبع عليها الإنسان حضوره منذ قدم التاريخ.
صخور صلبة وطبيعة قاسية وخلابة ووديان فيحاء وأشجار اللوز والأركان المزهرة، إنها تافراوت ذات العمق التاريخي الغني بالصلحاء والعلماء والمجاهدين الشهداء، الذين نشروا العلم واجتهدوا وأبدعوا في تأدية أدوار تعليمية وجهادية ودعوية، وتشهد على ذلك مؤلفاتهم ومخطوطاتهم وزواياهم التي لا تزال صامدة في وجه الزمان. ومنها مدارس (أملن وتهالة وأمانوز وتمكيدشت).
ولم ينسَ التاريخ الإعتراف بالأدوار التجارية والأمنية والجهادية لسكان تافراوت، ذلك أن رجالها كانوا يقومون بتأمين الطرق التجارية، وحاربوا من أجل الإستقلال وخاضوا أعنف المعارك منها :" معركة أيت عبد الله"، وحركة الجهاد إلى جانب أحمد الهيبة.
وعند الحديث عن النخبة المثقفة السوسية لا محيد عن استحضار تافراوت باعتبارها مهد هذه النخبة، ذلك أنها أنجبت هرمين كبيرين هما محمد المختار السوسي، العلامة الوزير والمثقف الأديب. ومحمد خير الدين الأديب الهرم الذي حققت كتاباته شهرة ونجاحا تجاوزا كل الحدود. كما أن هذه الجبال الشامخة أنجبت أسماء لامعة في ميادين السياسة.
إلى جانب ذلك فإن أبناء تافراوت معروفون بنبوغهم الإقتصادي ونجاحهم المقاولاتي أينما حلوا وارتحلو، وقد تجد أهم الشركات الوطنية تعود لأبناء تافراوت. ولا يقتصر النجاح على الرجل التافراوتي فقط بل لقد كان للمرأة نصيبها من هذا النجاح، فنجد مقاولات ٍ حققن نجاحا في ميدان التجارة ، كما نجد نساء تافراوت في ميدان الإعلام والفن.
وتعرف مدينة تافراوت دينامية جمعوية مهمة تقودها مجموعة من الجمعيات التنموية والثقافية والرياضية التي ساهمت في تنشيط المنطقة وتنميتها بشكل لافت، رغم أن هناك عملا كبيرا مازال في طور الإنجاز للنهوض بهذه المدينة وإعطائها المكانة والقيمة التي تستحقها، نظرا الى تاريخها وقيمة أبنائها.
و من العادات التي تميز الحياة التافراوتية، عادة "السقير" التي تعتبر مناسبة يلتقي فيها الشباب بالشابات للتعارف قصد تأسيس مؤسسة الأسرة، وهذه العادة جد مميزة ذلك انها منظمة وفق شروط اخلاقية واجتماعية، ذلك أن "السقير" عملية تتم بضوابط أساسية، وهي أنه يتم بشكل جماعي لا انفرادي، ثم أن الشباب والشابات يجتمعون بمكان محدد و يكون مكانا عاما، ويتواصلون بلغة مرموزة تحمل آلاف الدلالات والمعاني.
تافراوت، القرية و المدينة، منطقة للاستقطاب السياحي من جهة، وخلق فرص للإستثمار في المجال السياحي، إنها حاضنة تثقيفية استثمارية بكل المقاييس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية



GMT 08:58 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات تضيف الدفء لمنزلك وتجعل أجواءه مريحة ومثالية

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:17 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab