القناطر الخيريَّة مدينة سياحيَّة بناها محمد علي وأولاده
آخر تحديث GMT19:32:34
 العرب اليوم -

تُشتَهَر بمتحف الريِّ الفرعونيِّ وحدائق على النيل

"القناطر الخيريَّة" مدينة سياحيَّة بناها محمد علي وأولاده

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "القناطر الخيريَّة" مدينة سياحيَّة بناها محمد علي وأولاده

"القناطر الخيرية"
القاهرة ـ محمود حماد

تقع "القناطر الخيرية" (وهي مدينة سياحية) في محافظة القليوبية على مقربة من العاصمة المصرية القاهرة، وهي المنطقة التي يتفرع فيها النيل لفرعية (رشيد ودمياط)، وتستمد اسمها من "قناطر محمد علي" التي تتحكم في تدفق المياه للرياحات الثلاثة الرئيسية في دلتا النيل (المنوفي، التوفيقي، البحيري)، وتتميز بمساحات كبيرة جدًا من الحدائق والمتنزهات، ولكنها أٌهملت لفترات طويلة، رغم أنها تُعتَبر واحدة من أهم المعابر لوسط الدلتا، وتبعد قرابة 20 كيلو مترًا من القاهرة. وتُعَد "القناطر الخيرية"، إحدى المدن السياحية التي اكتشفتها "ثورة 30 يونيو" وبالتحديد حكومة الدكتور الببلاوي، حيث وضعتها وزارة السياحة الشهر الماضي، على مائدة التطوير السياحي، من أجل إنعاش السياحة الداخلية، ووفقًا لتصريحات المهندس محمود صديق، أحد سكان القناطر إلى "مصر اليوم"، فإن القناطر تتكدس بالزائرين خلال المناسبات والأعياد، لا سيما أعياد الميلاد وشم النسيم، وأعياد المسيحيين والمسلمين.
وأكَّد مصدر مسؤول في وزارة السياحة المصرية لـ"مصر اليوم" أن هناك لجنة من محافظة القليوبية ومن وزارات الري والإسكان والاستثمار والسياحة تبحث حاليًا سبل المخطط الذي أعدته وزارة السياحة لتطوير القناطر الخيرية، واستثمار مواردها ومقوماتها، في ضوء التراث التاريخي والعمراني والطبيعي لها.
وأوضح المصدر، أن وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبدالمطلب، قدم جميع أشكال الدعم الفني للتعاون مع وزارة السياحة لإعداد المخطط المقترح لتطوير المدينة.
وأعلن وزير الري أنه من المقرر أن يتم عقد مؤتمر موسع للمستثمرين في كبرى شركات السياحة العالمية في مدينة القناطر الخيرية لطرح مشروعات سياحية جديدة للاستثمار السياحي العالمي في المدينة ضمن خطة وضع القناطر على الخريطة السياحية المصرية والعالمية، حيث تم دعوة جميع الشركات العالمية للاستثمار في القناطر الخيرية وفقاً لشروط تم وضعها، أهمها الحفاظ على الشكل التراثي للقناطر الخيرية في جميع المنشآت الجديدة.
ووضع محمد علي الحجر الأساسي للقناطر الخيرية في احتفال فخم يوم الجمعة 23 ربيع الثاني سنة 1263 هجرية، الموافق سنة 1847 ميلادية، وكانت مدة حكمه إلى ذلك العهد 43 سنة، ولكن العمل كان قد بدأ قبل ذلك، واستمر العمل في إنفاذ المشروع، ثم اعتراه البطء والتراخي لما أصاب همة الحكومة من الفتور في أخريات أيام محمد علي، ثم توقف العمل بعد وفاته أثناء ولاية عباس الأول بحجة أن حالة الخزانة لا تسمح ببذل النفقات الطائلة التي يتكلفها إنفاذ المشروع، وارتأى عباس توفيرًا للنفقات أن تؤخذ الأحجار اللازمة للبناء من الهرم الكبير، ولكن المسيو لينان أقنعه بخطأ هذا الرأي بفكرة أن اقتلاع الأحجار من الهرم يقتضي من النفقات ما يزيد على نفقات اقتلاعها من المحاجر، وقد تم بناء القناطر وأنشئ رياح المنوفية في عهد سعيد باشا.
وظَهَر خلل في بعض عيون القناطر الخيرية سنة 1867 بسبب ضغط المياه، فوجه الخديوي إسماعيل عنايته إلى ملافاة هذا الخلل، وعهد بذلك إلى فطاحل المهندسين في عصره، وهم موجيل بك (وكان قد غادر مصر إلى فرنسا)، وبهجت باشا، ومظهر باشا، ثم المهندس الإنكليزي المستر فولر، وأنجز هذا الإصلاح في عهد الخديوي إسماعيل.
وتتمثل أهم معالم القناطر الخيرية في متحف الري، ويشمل وسائل الري منذ عهد الفراعنة حتى الآن، وفيه مجسمات للسد العالي وجميع الكباري المقامة على النيل وأدخل في المدينة الصوت والضوء، وفيه أيضًا معهد بحوث الهيدروليكا والطمي الذي يختص بالبحوث والدرسات المتعلقة بالري والصرف، وفيها محطات بحوث البساتين والدواجن والأسماك والنباتات العطرية، ومركز تدريب البساتين ومركز تنمية الإدارة للنهوض بمشروعات التنمية الزراعية، كما تضم القناطر مساحة كبيرة من الحدائق والمنتزهات تصل إلى 500 فدان على النيل مباشرة.
وكانت القناطر الخيرية التي تُشتهَر بعيون المياه، عندما أسسها محمد علي، عبارة عن قنطرتين كبيرتين على فرعي النيل يوصل بينهما برصيف كبير، وشق ترع ثلاثة كبرى تتفرع عن النيل فيما وراء القناطر لتغذية الدلتا، وهي الرياحات الثلاثة المعروفة برياح المنوفية ورياح البحيرة ورياح الشرقية الذي عُرف بالتوفيقي لأنه أنشئ في عهد الخديوي توفيق باشا، وقد شرع في العمل على قاعدة تصميم موجيل بك، وبمعاونة المهندسين الكبيرين المتخرجين من البعثات العلمية مصطفى بهجت باشا ومظهر باشا، حتى افتتحها مؤسسها محمد علي باشا في العام 1847 ميلادية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القناطر الخيريَّة مدينة سياحيَّة بناها محمد علي وأولاده القناطر الخيريَّة مدينة سياحيَّة بناها محمد علي وأولاده



GMT 09:32 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab