مغامر مغربي يقوده شغفه إلى 100 قمة في المغرب للتشجيع على السياحة الجبلية
آخر تحديث GMT07:25:40
 العرب اليوم -

مغامر مغربي يقوده شغفه إلى 100 قمة في المغرب للتشجيع على السياحة الجبلية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مغامر مغربي يقوده شغفه إلى 100 قمة في المغرب للتشجيع على السياحة الجبلية

قمة جبلية مغربية
الرباط ـ العرب اليوم

لا يكل ولا يمل من المشي في المسالك الوعرة، يمسح جبينه المتصبب عرقا ويستمر في التسلق إلى أن ينال منه التعب. عز الدين لمين شاب مغربي يعشق المرتفعات، ويهوى القمم، قاده شغفه إلى مئة قمة جبلية مغربية، وبهذا يكون أول شاب مغربي يصل إلى هذا الرقم. عز الدين الذي بدأ عمله في الترويض الطبي بمدينة القنيطرة، غربي البلاد، اختار هذا النوع من التحدي عكس باقي الشباب الذين استطاعوا الوصول إلى قمم دولية، وفي هذا الصدد يقول "هي مسألة اختيارات، وأنا اخترت أن أبدأ من بلدي والتعريف به أكثر، موضحا أن هناك قمما أصعب من قمة توبقال الشهيرة التي صعدها 24 مرة".
عز الدين لمين، 33 عاماً، اشتغل مروضا طبيا لمدة سبع سنوات، لكنه سرعان ما سئم العمل كموظف بدوام كامل، بحيث كان الهواء الطلق ورائحة التراب يملآن كل وجدانه. وضع الشاب استقالته من عمله، وارتمى بين أحضان الطبيعة، عازما على قضاء معظم وقته في كنفها.
يحكي الشاب أن اكتشف ولعه سنة 2014، عندما وصل للمرة الأولى إلى قمة جبل توبقال. وتعد هذه الأخيرة، أعلى قمة جبلية في المغرب وشمال إفريقيا وسابع أعلى قمة في أفريقيا بعلو يبلغ 4167 م.
يضيف لمين في حديث له، "في البداية كنت أتسلق بشكل عشوائي، إلى أن اكتشفت أن التسلق رياضة قائمة بذاتها، لها قواعدها. فشرعت في التعلم وبدأت أبحث عن أصدقاء يتقاسمون نفس الاهتمام معي؛ ومن هنا جاءت فكرة تأسيس نادٍ خاص لممارسة هذه الرياضة والتعريف بها والتشجيع على ممارستها على مواقع التواصل."
هكذا انطلقت رحلة الألف ميل، حيث قرر عز الدين أن يضع تحديات يحققها بتدرج حتى يبلغ هدف المئة قمة. تسلق الشاب أعلى جبال الأطلس، وبعدها وضع نصب عينيه القمم التي تتجاوز أربعة آلاف متر وفي كل مرة كان يدعو أصدقاء لمرافقته، بالإضافة إلى مرشدين يدلونهم على الطريق.
يقول لمين في حوار معه، "الهدف ليس فقط ممارسة رياضة نعشقها، بل التعريف بقمم منسية أو غير معروفة في المغرب، وهي جبال تقع في مناطق نائية. الجميع يعرف القمم المشهورة مثل توبقال أو مَگون، لكنهم لا يكلفون نفسهم عناء البحث عن قمم جديدة. فنحن من خلال النادي الذي أسسناه، نريد أن نقول للمهتمين بالتسلق أن ثلث مساحة المغرب مناطق جبلية، وهناك جبال يصعب تسلقها وتقع في مناطق غير معروفة."
واسترسل المتحدث قائلا "عن طريق تسلق قمم في مناطق بعيدة وتقاسم وجهاتنا مع متابعي صفحة النادي على مواقع التواصل الاجتماعي، فإننا نشجع على السياحة الداخلية بعيدا عن الوجهات المكتظة، كما أننا ندعو الناس للتنقل إلى مناطق بعيدة عن الأنظار وذلك ليقوموا بالسياحة فيها ويساهموا في تحريك العجلة الاقتصادية لسكان الدواوير الذين يحتاجون إلى الدعم وإلى الدعاية لمناطقهم."
واستدرك الرياضي الشاب قائلا "لن أنسى ما حييت شيخا كفيفا، كان يصعد إلى سفح أحد الجبال، يتشبث بذيل بغلته التي تقوده إلى مكانه المعتاد، كان في جعبته بعض الحلويات والمشروبات، ينتظر سائحا ليقتني منه بعضها، وقد يبقى يوما كاملا دون أن يبيع حتى قطعة بسكويت واحدا".
لم يكن يعرف عز الدين لمين أن حياته ستتغير عندنا سيترك عملا مستقرا لتمويل هوايته التي أصبحت أيضا مصدر عيشه. ويقول الرياضي "إن ممارسة التسلق، بالإضافة إلى كونها ممتعة، فهي مليئة بالعقبات التي تستدعي التجلد والمثابرة، وتعلم الإنسان التواضع وهي سمة لقنها لي شموخ الجبال وجبروت الطبيعة."
ويتابع المتحدث "حقاً، واجهت أنا وأصدقائي في النادي تحديات كبيرة، وأؤكد لكم أنني كدت أن أفقد حياتي في مناسبات كثيرة." أحيانا كنت أجد نفسي في مأزق بين مسالك الجبال الوعرة، وكان الطقس في أوقات كثيرة لا يساعدنا".
ويتذكر لمين أنه نجى بأعجوبة ذات يوم من موت محقق عندما أضاع سبيله، وسلك طريقا وعرة أثناء صعوده لقمة جبل الرات بالأطلس الكبير (3798 متر) ولولا الألطاف الإلهية لكان في عداد الموتى.
يقول الشاب إن تحقيق هدف "مئة قمة" كلفه حوالي 13 ألف دولار، أنفقها على أدوات التسلق والنقل والطعام والمبيت وواجبات المرشدين وغير ذلك من المصاريف. ويعتزم الشاب ابتداء من العام الجاري أن يسافر رفقة أربعة أصدقاء، بينهم متسلقة، إلى آسيا بغرض الصعود إلى قمم خمسة جبال تتجاوز قممها سبعة آلاف متر. ويتمنى الشاب الطموح أن ينال لقب "نمر الثلوج" الذي يُمنح للمتسلقين الذين يتمكنون من بلوغ هذه القمم الخمسة، وسيكون إذا تمكن من ذلك، أو متسلق مغربي وعربي يحقق هذا الإنجاز.

قد يهمك ايضا 

مراكش تشهد إقبالًا متزايدًا من السياح للاستمتاع بطبيعتها الخضراء

المغامر ناصر بن عبد الجليل يعتزم عبور مناطق المغرب بدراجته

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغامر مغربي يقوده شغفه إلى 100 قمة في المغرب للتشجيع على السياحة الجبلية مغامر مغربي يقوده شغفه إلى 100 قمة في المغرب للتشجيع على السياحة الجبلية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab