قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة
آخر تحديث GMT18:04:08
 العرب اليوم -

اختاروا البُعد عن المجتمع الخارجي واكتفوا بمواردهم الطبيعية

قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار "العزلة سر السعادة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار "العزلة سر السعادة"

"لا باز" في بوليفيا وجهة سياحية رائعة
نيودلهي - العرب اليوم

يعيش أفراد قبيلة من السكان الأصليين في أرخبيل آندامان الهندي، منذ قرون، في عزلة طوعية تامة، على غرار نحو مائة قبيلة أخرى لا تتواصل مع أي حضارة أخرى في العالم.

وفي صيف عام 2014، وعلى بُعد آلاف الأميال من الهند، ظهرت على الحدود الفاصلة بين البرازيل والبيرو مجموعة من الرجال العراة على ضفة أحد الأنهر، وهم يحاولون التواصل بلغة غير مفهومة. لكن الإشارات التي كانوا يوجّهونها نحو فريق من الكشّافة والباحثين على الضفة المقابلة كانت واضحة جدًا، كانوا يضعون الأيدي على بطونهم، للدلالة على الجوع الذي اضطرهم للخروج من عزلتهم السحيقة، وطلب المساعدة من العالم الخارجي.

تلك اللحظة، التي سجلتها عدسة أحد الباحثين، كانت أول ظهور معروف لمجموعة السكان الأصليين من قبيلة "ساباناهوا" التي تعيش في عزلة عن العالم داخل غابة الأمازون، قبل أن تهاجمهم مجموعة من المسلحين القادمين من أراضي البيرو، واضطرتهم لمغادرة القرى التي كانوا يعيشون فيها.

وفي مطلع عام 2015، تعرضت إحدى القبائل المعروفة باسم "آوا - غواجا" التي كانت تعيش منعزلة في ولاية "ماراناو" شمال شرقي البرازيل، لهجوم مماثل، دفعها إلى مغادرة الأراضي التي كانت تسكنها منذ قرون.

ويقول فريق من الباحثين التابعين لمنظمة "اليونيسكو"، إنّ السنوات الأخيرة شهدت نزوح كثير من قبائل السكّان الأصليين، الذين دفعهم القطع الجائر لمساحات واسعة من غابة الأمازون إلى مغادرة قراهم، والتواصل مع بقيّة السكان في الولايات المجاورة، التي يعيش بقربها أكبر عدد من المجموعات الأصلية المنعزلة في العالم.

وتفيد المؤسسة الوطنية للهنود، التابعة للحكومة البرازيلية والمكلّفة حماية السكان الأصليين الذين يقدّر عددهم بنحو 800 ألف، بأنّها سجلت وجود 107 من هذه المجموعات، وأنّها تراقب عن بعد، ثلاثين منها. لكن بعض الخبراء يقولون إنّ هذه الأرقام ليست دقيقة، بسبب صعوبة تعقّب السكان الأصليين، وتحديد مناطق سكنهم وتوزعهم.

وتدعو الباحثة فيونا واتسون، الخبيرة في شؤون السكان الأصليين إلى تخصيص موارد أكثر لتوسيع دائرة البحث، وتحديد هويّات ومواصفات أدق للمجموعات القبلية، التي تقول إنّ وجودها ليس مقصورًا على البرازيل. ففي البيرو مثلًا نجد ما لا يقلّ عن عشرين من هذه المجموعات في القسم الاستوائي من غابة الأمازون، على أطراف إقليم تشاكو، كما توجد مجموعات أخرى أقل عددًا في بوليفيا والإكوادور وكولومبيا، وفي المناطق الغربية من جزيرة بابوا وغينيا الجديدة، لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد مواطن عيشها بدقّة.

اقرأ أيضاً : اكتشاف مقبرة جماعية قديمة لحضارة منقرضة في بوليفيا

وتتحدث واتسون عن "خطورة الدخول إلى الأراضي التي تسكنها هذه المجموعات في بابوا، منذ أن اجتاحتها قوات من الجيش الإندونيسي وأعلنتها منطقة عسكرية"، وتضيف "نعرف منذ سنوات بوجود هذه المجموعات، ونتحدث إلى مواطنين تمكنوا من التواصل معها، لكننا عجزنا حتى الآن عن معرفة المزيد".

المنطقة الثالثة التي توجد فيها هذه القبائل المنعزلة هي الهند؛ حيث تعيش قبيلة "سنتينيلي" على جزيرة لم يتمكن أحد من الدخول إليها. وقد حاولت الحكومة الهندية منذ سنوات الاقتراب منها والتواصل مع بعض أفرادها؛ لكن باءت المحاولة بالفشل، مما يدلّ على أنّ هذه القبيلة مكتفية ذاتيًا، تعرف بوجود العالم الخارجي، وترفض بمحض إرادتها الاختلاط به. وتقول واتسون التي أمضت سنوات تراقب هذه القبيلة "يتبين من الصور الكثيرة التي تمكنا من التقاطها أنهم سعداء، وفي صحة جيدة كما يظهر من أسنانهم. ومن الواضح أنهم اتخذوا القرار الصائب عندما قرروا الحفاظ على عزلتهم؛ لأنهم ليسوا بحاجة إلى المجتمع الخارجي، ويكفيهم ما عندهم في الجزيرة".

وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القبائل أُجبرت على التواصل مع العالم الخارجي في السابق، وكانت التجربة مريرة. فعندما وصل المستعمرون إلى مناطق البيرو الواقعة داخل غابة الأمازون، أواخر القرن التاسع عشر، أُجبر السكان الأصليون على العمل في ظروف من العبودية في مزارع الكاوتشوك، مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة منهم. وقد بقيت تلك التجربة محفورة في ذاكرتهم التاريخية، ومتصلة بصورة الغريب الشرير.

وفي البرازيل، تعاني هذه القبائل منذ سنوات من جشع تجار الخشب، والباحثين عن الذهب، وتجار المخدرات الذين ينشطون في المناطق الأمازونية، بعيدًا عن مراقبة الدولة الغائبة. فيما تخشى المنظمات التي تهتم بالحفاظ على هذه المجموعات الأصلية من تفاقم الوضع، مع مجيء الحكومة البرازيلية الجديدة، التي أعلن رئيسها أكثر من مرة معارضته لعزل المناطق التي تسكنها القبائل الأصلية، وتأييده لاستغلال أراضي هذه المناطق لأغراض تجارية.

وكان الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو قد أعلن مؤخرًا "أن الهنود لا يمكن أن يعيشوا في مناطق منعزلة مثل البهائم في حديقة للحيوانات؛ بل عليهم أن يندمجوا مع بقية المجتمع"، مما يذكّر بالسياسة التي اتبعتها الحكومة العسكرية من أواسط الستينات إلى أواسط الستينات من القرن الماضي، عندما تعرّضت بعض القبائل الأصلية في الأمازون إلى شبه إبادة قضت على كثير منها، إذ أصيب أفرادها بأمراض كثيرة لم تكن أجسامهم مهيّأة لمواجهتها.

وفي السنوات اللاحقة عمدت الحكومة البرازيلية إلى تغيير سياستها تجاه السكان الأصليين، فوضعت قوانين، واستحدثت مؤسسات لحمايتهم ومساعدتهم، نزولًا عند طلبهم. وحذت بلدان أخرى في أميركا اللاتينية حذو البرازيل، فسنّت قوانين لحماية المجموعات الأصلية، وتعاونت معها للحفاظ على البيئة التي تعيش فيها، وفي البيرو شكّلت الحكومة جهازًا أمنيًا خاصًا لحماية السكان الأصليين، ومراقبة حدود مناطق سكنهم، منعًا لتعرّضها للاعتداءات من جهات خارجية.

قد يهمك أيضاً :

أغرب الفنادق وأكثرها استثنائية في العالم لمغامرة جديدة ومتنوعة

"روريناباك"عش مغامرات الأدغال الأكثر إثارة في بوليفيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab