أبرز المناطق الترفيهية والسياحية الموجودة في لبنان
آخر تحديث GMT20:58:12
 العرب اليوم -

أسبغ عليها الخالق من عندياته جبلاً وساحلاً

أبرز المناطق الترفيهية والسياحية الموجودة في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أبرز المناطق الترفيهية والسياحية الموجودة في لبنان

محمية جزر النخل في شمال لبنان قبالة مدينة طرابلس
بيروت ـ العرب اليوم

جماليات رائعة في لبنان أسبغ عليها الخالق من عندياته، جبلاً وساحلاً، براً وبحراً، ومن الغريب في هذا المضمار أنّ جلّ اللبنانيين لا يعرفون معظم هذه المناطق! ومن المفيد في هذه العجالة الذكر أنه لولا المجتمع المدني الذي يضم جمعيات ومراكز وأندية وأفراداً يهتمون بما أغدقه الله من جمال، لكانت تلك المناطق في خبر كان في ظل الإهمال الرسمي. وهنا لا بد من ذكر إدارة محمية جزر النخل في شمال لبنان قبالة مدينة طرابلس، وعلى رأسها البروفسور غسان رمضان جرادي، ولجنة إحياء البيئة في المدينة.

أما على مستوى لبنان ككلّ، فيبرز دور المركز اللبناني للغوص الذي يديره الغطاس اللبناني العالمي يوسف الجندي، الذي ساهم في استكشاف أعماق لبنان، وهو يقوم بتنظيم زيارات استكشافية لجزر النخل ومياهها ومغاورها البحرية. ولمن يرغب في التعرف إلى «جزر لبنان» يمكنه التنسيق مع المركز اللبناني للغوص @lebanondivingcenter، حيث تحمل الرحلة فائدة سياحية وعلمية واستكشافية في آن.

قصة زواج أميرين

عندما قرّر أمير إنطاكية «بوهيمند» عقد قران ابنه على أرملة أمير قبرص «هيوغ الأول» عام 1224م، أصدر أمراً ببناء كنيسة على «جزيرة النخل» المعروفة قبالة شاطئ مدينة طرابلس اللبنانية اليوم. وهكذا تبقى آثار هذه الكنيسة الصليبية من أهم المعالم الأثرية الموجودة على»جزر لبنان» حيث قصدها كثير من الأوروبيين لإقامة المناسبات في ما بعد، مما يدلّ على أن الجزر كانت مقصداً للعبادة يأتيها المتنسكون من بلاد البلقان وقبرص وغيرها من أقطار أوروبا والبحر المتوسط.

وإذا كانت لهذه الجزر أهمية تاريخية وسياحية وأثرية وجمالية ونباتية وحيوانية وحتى عسكرية استراتيجية، إلا أنها بقيت مهملة ومستباحة من جانب المتطفلين والعابثين حتى عام 1992 حيث اعتبرت محمية سميّت بـ «محمية جزر النخل الطبيعية». وعملت الوزارات اللبنانية المعنية ومشروع الأمم المتحدة للتنمية UNDP على تأهيلها بيئياً وبيولوجياً وحياتياً وسياحياً، فكان التوجه لجعلها مقصداً للسياح والزوّار ضمن خطة خمسية لم تر النور حتى اليوم... وإن كان المشروع لا يزال قائماً، حيث يلحظ ربط الجزر بواسطة جسور وإنشاء مشاريع سياحية وجمالية تعمل على الطاقة الشمسية وتراعي الحدّ من التلوّث من دون المسّ بمكوناتها الطبيعية والبيئية التي صنّفت على أنها محمية طبيعية.

تبعد «جزر النخل» من شاطئ طرابلس/ الميناء نحو 5.5 كلم، وتبلغ مساحتها الكلية بما في ذلك المياه الصخرية المحيطة بها 2.4 كلم مربع تقريباً. ووفق الدكتور غسان رمضان الجرادي ابن منطقة الشمال والخبير في الحياة البحرية، فإن "تكوّن هذه الجزر كان في الفترة التي تكونّت خلالها مدينة طرابلس/ الميناء، ومنذ شرع الشعب الفينيقي باستخدام الميناء كان استعماله للجزر أيضاً. وكانت لها أهمية استراتيجية، إذ إنها تقع قريباً من الشاطئ وكان بعضها يستخدم لصيانة وإصلاح السفن، وملجأ من الأنواء والعواصف خلال فصل الشتاء".

ومن المعروف أن جميع الشعوب التي توالت على حكم طرابلس والميناء تنبّهت لأهمية هذه الجزر، وكان بعضها مكاناً للتعبّد. وقال المؤرخ الإدريسي في معرض حديثه عن أسماء الجزر: وتقابل مدينة طرابلس أربع جزائر في صفّ فأولاها مما يلي البرّ جزيرة «النرجس» وهي صغيرة خالية وتليها جزيرة «العمد» ثم تليها جزيرة «الراهب» ثم جزيرة "أرذقون"، ومما يظهر، فإن جزيرة «الراهب» هي نفسها جزيرة النخل، وذلك ما يؤكده وجود بقايا الكنيسة.

توجد روايتان تتناولان تسمية «جزيرة الأرانب»: الأولى تقول إن سفينة هولندية وضعت عدداً من الأرانب على الجزيرة فتكاثرت بسرعة. أما الرواية الأرجح فمؤداها أن القنصل الفرنسي في طرابلس كان قد وضع عليها عدداً كبيراً من الأرانب البرية وذلك لممارسة هواية الصيد في أوائل القرن المنصرم!

مياه حلوة وأخدود صخري

وبصرف النظر عن صحة هذه المعلومات، فإن إدارة المحمية جهدت ومنذ انطلاق عملها على مطاردة آلاف الأرانب البرية وترحيلها وذلك حفاظاً على التوازن البيولوجي. فكثرة الأرانب أدت إلى انقراض أشجار النخيل المتوسطي، وهذا ما عمل القيّمون على استدراكه فقاموا بإعادة تشجيرها ووضعها داخل إطارات كي لا تلتهمها الأرانب، والحديث عن شجر النخيل يقودنا إلى السؤال عن الطريقة التي تروى بها هذه الأشجار في عرض البحر.

ينعقد لسانك حين تعلم أن على سطح الجزيرة بئراً أثرية عمقها 30 متراً ومنها تتم عملية سحب المياه الحلوة. وهذه البئر تابعة للكنيسة التي تحدّثنا عنها آنفاً حيث تبقى منها أطلال عمود وجدار أثري عليه كتابات على شاكلة أسلاك حديدية. وهنالك أخدود صخري طويل تتخلله بعض الأجران تحوّل إلى مرتع للطيور والحيوانات حيث تغبّ منه مياه الأمطار.

ولحظ مشروع تأهيل المحمية إعادة تأهيل البئر والأخدود، وأقيم خزان مرتفع لسحب المياه وتوزيعها في شكل أنابيب على جذع كلّ شجرة. وكذلك أقيمت بركة للمياه العذبة تشرب منها الطيور والبط والحيوانات. أما على الجهة الغربية فيلحظ الزائر وجود أطلال لملاحات قديمة، ولكن الملفت أن قيادة الجيش اللبناني قامت بعمليات مسح واستخراج لمئات القنابل من على سطح الجزيرة ومعظمها يعود إلى اعتداءات وقصف الطائرات الإسرائيلية. وهذا ما استدعى إقامة ممرات خاصة لمرور الزوار، كما أقيم مرسى باطوني لرسو السفن على شاطئ الجزيرة.

ومن «الأرانب» إلى جزيرة «السنني» الواقعة على مسافة 500 متر جنوب شرقها ومساحتها 4 هكتارات وأرضها صخرية وشاطئها يشبه شواطئ «نهر الأولي» في صيدا بجنوب لبنان، وقد سميّت بالسنني لأن طيور النورس البيضاء تقف على شاطئها الرملي فتبدو من بعيد في شكل أسنان. وبصورة عامة، فإن أهميتها البيولوجية أقل من «الأرانب» لكن هنالك 24 نوعاً من الطيور تعشش فيها.

فنار ومرابض مدفعية

على بعد نحو 600 متر إلى شمال غربي جزيرة الأرانب، تقع جزيرة «رمكين» التي يشدّك إليها وجود بناء ضخم على سطحها. وهذا البناء فرنسي من زمن الانتداب حيث شكّل ثكنة عسكرية أو ما شابه وتعلوه منارة لإرشاد السفن قامت وزارة النقل اللبنانية بتأهيلها منذ سنوات لتعمل على الطاقة الشمسية. والجدير ذكره أن عائلتين طرابلسيتين هما الصيداوي والمصري كانتا تتناوبان على إدارتها أيام الفرنسيين. وفي شمال الجزيرة، هناك مرابض مدفعية تحت الأرض تعود لعهد الانتداب الفرنسي ولوحة عليها بلاغ لقيادة الجيش اللبناني تعلن الجزيرة منطقة عسكرية في ذلك الوقت.

طبيعة «رمكين» صخرية فيها نتوءات ومغاور تشكّل مهجعاً لائقاً للحيوانات البحرية المتوسطية مثل فقمة البحر المتوسط النادرة وكلاب البحر والدلافين وأيضاً السلاحف البحرية النادرة والمهددة بالانقراض مثل «لجأة البحر» و «السلحفاة الخضراء». وقد شارك مدير المحمية الدكتور الجرادي على رأس وفد في مؤتمرات عالمية علمية لدراسة حياتها. كما أن الشواطئ الرملية للجزر الثلاث تشكّل مركزاً لتعشيش أنواع الطيور المهاجرة مثل: خطّاف البحر - الخرشنة - الدغبر - خطاف الشواطئ - الكرسوع - أبو قشش. ويقصدها 24 نوعاً من الطيور الزائرة في الشتاء منها: جلح الماء - النورس الفضي - صقر شاهين - العنبوط الأحمر - صقر الفئران - نسر البحر.

وتنمو في الجزر نباتات نادرة مثل: الندوة الكريتية - الشرنب - القصب - حشيشة البحر - القلقة - الزنبق البحري - النبتة الإسفنجية - القنطريون - الكبار - خريس - القعبول - الشمرة البحرية، وما يميّز الجزر الثلاث أنها كانت مركزاً للنخيل المتوسطي.

وقد خصصت إدارة المحمية مراكب خاصة للمراقبة والاستكشاف بحيث يمنع الصيد فيها وتحررّ محاضر الضبط بالسفن المخالفة، ويصار إلى جمع عيّنات يومياً لإجراء الأبحاث اللازمة بإشراف اختصاصيين. ويبقى أن نذكر أن هنالك العديد من الجزر الصغيرة التي لا تشملها المحمية تنتشر قبالة مدينة طرابلس وتشكّل مهجعاً لزيارات بحرية حيث قامت بلدية طرابلس بإنشاء جسر باطوني ضخم يربط الساحل بجزيرة «الفنار» بهدف تعزيز السياحة وزيارة الجزر وتعريف الناس بها.

وانتزعت محمية جزر النخل (الأرانب ورامكين وسنني) في كانون الأول (ديسمبر) 1991 اعترافاً دولياً بأهميتها كموقع طبيعي في البحر الأبيض المتوسط، يمتاز بخصائص بيئية فريدة من نوعها ومياه نظيفة ونباتات وطيور نادرة، وذلك من خلال قبول عضويتها في «شبكة المحميات الطبيعية البحرية في المتوسط - ميدبان».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبرز المناطق الترفيهية والسياحية الموجودة في لبنان أبرز المناطق الترفيهية والسياحية الموجودة في لبنان



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فقدان 3 بحارة وإنقاذ 6 آخرين بعد غرق قارب مصري قبالة ليبيا
 العرب اليوم - فقدان 3 بحارة وإنقاذ 6 آخرين بعد غرق قارب مصري قبالة ليبيا

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
 العرب اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 20:38 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل
 العرب اليوم - شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab