يحدث كثيرًا, أن يفقد أحد الشركاء الرغبة, في ممارسة الجنس مع شركاء حياتهم, أكثر مما يظن الغالبية من الناس، فيكون الجنس في وقت ما لديهم أولى اهتماماتهم فيما يفقدون الرغبة في وقت أخر، وهناك أسباب لا تحصي لتفسير هذا الأمر، أحدها أن أنظمة الاستجابة الجنسية لدى الانسان معقدة جدا، وفي كثير من الأحيان تكون هذه شكوى نسائية، وهناك أيضا الكثير من الأسباب, والتساؤلات, التي تطرح, لماذا تفقد المرأة الرغبة في ممارسة الجنس، بعضها يمكن السيطرة عليها, وبعضها لا يمكن.
ويعني فقدان الرغبة بشكل مؤقت, أن الانسان يحب عادة ممارسة الجنس, إلّا أنهم يمرون بأوقات قليلة يفقدون فيها الرغبة، أما فقدان الرغبة لفترة طويلة, فيعني أن العاطفة ليست موجودة بين الشريكين لوقت طويل, ربما تصل الى بضعة سنوات.
ويعني الاحساس المنخفض أن الإنسان يريد ممارسة الجنس ولكن جسمه لا يستجيب, ولا يحفز أماكن الاثارة في الدماغ، وبالتالي هناك الحاجة لزيارة طبيب لفحص طبي كامل، وعادة ما يكون السبب إستئصال الرحم أو إرتفاع ضغط الدم أو التدخين أو إرتفاع الكولسترول أو التغيرات الهرمونية بسبب الإنجاب أو الأدوية.
ويمكن التفرقة بين الامرين, في أن فقدان الرغبة المؤقت يكون مرتبطا بحدث معين، مثل أن يكون الانسان حصل على ترقية في العمل فأجهد بسببها, أو إنتقل الي بيت جديد, ويشعر بالإرهاق, أو بسبب وفاة أحد الوالدين أو التوتر من العلاقة أو أي سبب يجعل الانسان لا يرغب في الاقتراب من شريكه، فاذا تمكن الإنسان من أن يعزو إنعدام رغبته لحدث معين فان الحال عادة يكون في طرح المشاكل جانبا والتفكير في الأولويات وإعطاء الفرصة للنفس كي تشفى.
ويحتاج الإنسان إلى إبداء المزيد من الإهتمام عندما يفقد الرغبة في ممارسة الجنس لسنة أو أكثر، فتصبح هذه مشكلة يجب حلها، ويمكن أن يكون السبب الأول في اختيار الشريك الخاطئ، فالكثير من النساء تفقد الرغبة في ممارسة الجنس بسبب الشريك، ويمكن حل الامر باتصال صريح ومنفتح بين الشريكين والتعلم عن الأمر أكثر.
ويعود السبب أيضا الى أن المشكلة ربما ليست في الشريك بل في الشخص نفسه الذي لم يعد يرضى شريكه بعد اليوم، ويمكن حل هذه المشكلة بإضافة المزيد من الاثارة على الحياة الجنسية ودفع أي مشاعر سيئة والمحاولة أكثر، والكثير من الناس يتركون بعضهم البعض بسبب هذه المشكلة ويبحثون عن حب أخر أو شريك أخر، ومن المفارقات أن الاشخاص الذين يملكون أكثر الشركاء الذين يفهمونهم ويشاركونهم آرائهم يعانون من سوء العلاقة الجنسية بينهم، فالعلاقة الجيدة بين الزوجين تدفع بعيدا الرغبة الجنسية.
ويحظى الأشخاص الذين يتحدون شركائهم لتجربة أشياء جديدة في العلاقة الحميمة ورؤية الأشياء من منظور مختلف بحياة جنسية أفضل، فالتجديد مهم، ويعتبر الجنس من أدوات المساومة القوية في العلاقة، فبعض الشركاء يحجبون أنفسهم عن شركائهم بسبب الغضب منهم لأمر أخر، فالمشاكل الجنسية نادرًا ما تكون بسبب الجنس فقط, بل عادة ما تكون علامة على تذبذب العلاقة.
وتعد الرغبة خيار ولا تحدث هكذا فقط، بل على الإنسان أن يحاول إحداثها، وعليه أن يقبل بمسئولياته عن الاثارة، وعليه أن يبحث عما يحفزه ويفعله، فالشهوة العفوية تحدث في البداية بسهولة ولكنها لا تدون.
وتنصح الخبيرة "تراسي كوكس" الناس بتحديد موعد أسبوعي للممارسة الجنس، وأوقات أخرى يقضيها الشركاء مع بضعهم خارج غرف النوم، وكأنها مواعيد غرامية، وعندما يحين موعد ممارسة الجنس على الإنسان أن يتحمس حتى يجد نفسه يستمع بالفعل، وعلي الإنسان الذي لا يجد بنفسه رغبة في ممارسة الجنس محاربة هذه الفكرة، وبدلًا من ذلك بذل المزيد من الجهد لجعله متعة وليس واجبًا، واذا كانت المشكلة كبيرة فعليهم أن يزوروا معالجين مختصين جيدين ليطلعوهم على طرق لمساعدتهم.
أرسل تعليقك