غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل
آخر تحديث GMT14:54:40
 العرب اليوم -

الخبراء يرجِعون سبب ازدياد الإصابة للأسلحة المُحرَّمة وكثرة الانفجارات

غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل

مرض التوحُّد
بغداد – نجلاء الطائي

يفتقر الأطباء في العراق إلى القدرات الكافية لتشخيص مرض التوحُّد أو حتى معالجته بالطرق السليمة سواءّ البدائيّة منها أو تلك المكتشفة حديثًا، وسط غياب الاهتمام الحقيقي من قِبل الجهات المعنيّة بالتبعات الخطيرة الناتجة عن تطور المرض في العراق وتزايد معدلاته، بحسب تصريحات مدير المركز العراقي لأطفال التوحُّد، خالد عبدالمنعم الدباغ.

غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل

ويعزو المتخصِّصون ازدياد الإصابة بالتوحُّد بين أطفال العراق إلى التلوث البيئي بعد الغزو الأميركي العام 2003، واستخدام الأسلحة المحرمة وكثرة الانفجارات، وفي زيارة إلى المعهد العراقي للتوحُّد، وهو معهد أهلي أنشئ لاستقبال الأطفال المصابين لتقويم سلوكهم وتعليمهم قدر الإمكان، التقى "العرب اليوم" المعاونة الإداريّة للمعهد، منال علي، التي قالت إنهم لا يستقبلون جميع الحالات، بل فقط تلك القابلة للتطوير، إشارة إلى أن المعهد يستقبل 22 حالة فقط، وفقًا للإمكانات المادية المتوافرة.

غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل

وأكدت علي أن الحالات التي استقبلوها بغالبيّتها كانت لأطفال يتعرضون للعنف الأسري، ويعانون من عدم إدراك أسرهم لطرق التعامل معهم، فهؤلاء يُنظر إليهم على أنهم مختلّون عقليَّا، وتحدثت عن إحدى الحالات في المعهد بحزن واضح، موضحة أنه وقبل استقباله في المعهد كان يُحبس في غرفة فارغة ويضرب باستمرار من قِبل والدته عند إصداره ضجّة ما، حتى أن آثار الضرب كانت واضحة على جسده، مشددة على أن التخلف المجتمعي والأسري فيما يتعلّق بالتوحُّد أمر منتشر ولا يمكن احتوائه بسهولة.

غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل

ولا تتوافر في العراق حتى الآن إحصائية رسمية دقيقة حول التوحُّد، ولا توجد مراكز حكومية متخصِّصة لعلاج المرض أو مدارس حكومية ومعاهد متخصِّصة لتعليمهم، ويقتصر الأمر على إنشاء مراكز ومعاهد خاصة، وهي لا تخضع بأي حال لأي إشراف من قِبل جهات رسمية، لمعرفة ما إذا كانت الطرق المستخدمة في متابعة الأطفال الذين تستقبلهم سليمة أم لا.

وأضاف مدير المركز العراقي لأطفال التوحُد، خالد عبدالمنعم الدباغ، أن من أهم الأسباب التي دفعت مجموعة المؤسسين إلى التفكير في إنشاء هذا المركز هو الافتقار إلى وجود جهة رسمية أو شبه رسمية تعنى بالمرضى المصابين، إذ يعد المرض من الأمراض المعقدة التي يصعب التعامل معها من دون وجود خطة مدروسة مبنية على أسُس علمية تعتمد التجارب السابقة التي تم الاعتماد عليها في مختلف بلدان العالم التي خاضت هذه المعاناة الإنسانية واكتشفت الحالة مبكرًا، بالاضافة إلى عمل مراسلات مع مختلف الجهات العالمية ذات العلاقة لتبادل الخبرات والتجارب في تسهيل التعامل مع الطفل التوحدي وذويه ومجتمعه بغرض التخفيف من حِدة العزلة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال ومحاولة توظيف طاقاتهم وتحسين مستوى أدائهم وتعايشهم مع المجتمع.

 وأشار الدباغ إلى "أنه ليس هنالك من علاج للتوحُد وعلى أي حال فإن أهل الاختصاص يجمعون على أهمية التدخل العلاجي المبكر الذي يتضمن برامج تدريبية لتطوير المهارات اللغوية والاجتماعية والسلوكية والمعرفية للأطفال، حيث أشارت تقارير عدة إلى أن بعض الفيتامينات والأملاح المعدنية "فيتامين ب - 6 والماغنيسيوم" حققت نجاحًا كبيرًا في معالجة 40 إلى 50% من حالات التوحُد، وأتأسف على عدم وجود مجموعة العقاقير والأدوية المساعدة في العراق، وأن الحصول عليها ضرب من الخيال، حتى أن علاج الحمية والفيتامينات التي تساعد كثيرًا في تهدئة الكثير من حالات التوحد غير معمول بها في البلاد خلافًا لكل دول العالم".

أما فاجعة المرض واختلاجاته وإرهاصاته التي طالت، بحسب إحصائية المركز العراقي، لأطفال التوحد 4000 طفل في بغداد وحدها عدا الإصابات الأخرى في بقية المحافظات، والتي لم يكشف النقاب عنها فإن القيام بحملة إعلامية واسعة تشمل القنوات المكتوبة والمرئية والمسموعة منها بهدف التعريف بالمرض وتمكين العائلات من تشخيص الحالات المماثلة لأطفالهم ومطالبة وزارة الصحة باستخدام مركز صحي لتشخيص المرض من قِبل اختصاصيين، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات الطبية العالمية التي قطعت أشواطًا متقدمة في إنشاء مثل هذه المراكز التخصصية لتقديم المساعدة المطلوبة.
وبإمكان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن تقدم يد العون والمساعدة لهؤلاء المعوقين ورعايتهم عبر إنشاء مركز تخصصي للمرض يقدم المعلومات والتوصيات والبرامج مثل باقي مراكزها التخصُّصية المنتشرة في بغداد والمحافظات، كما يجب عدم إغفال دور منظمات المجتمع المدني وضرورة وقفتها في دعم هذا المشروع الخيري الإنساني؛ بهدف التواصل مع المنظمات الإنسانية والعالمية خدمة للأطفال.

ويطمح المركز العراقي الخيري لأطفال التوحُد لإقامة معهد إيوائي وبأجور زهيدة، وفي حالة حصول المعهد على المساعدات اللازمة، يسعى إلى أن تكون الخدمة خيرية وشبه مجانية لتخفيف الجهد الواقع على العائلة اقتصاديًّا ونفسيًّا، وقد وضع المركز في الحسبان أن الطفل التوحدي مكلف جدًا ويشغل كاهل العائلة اقتصاديًّا لذا فإنه يسعى إلى إيصال صوته إلى الجهات الرسمية الحكومية لإدخال برنامج تعليمي ضمن معاهد الدولة وتقديم الخبرات المساعدة لعائلات المصابين وشمولهم بالرعاية الاجتماعية واحتساب رواتب لهم بعد التشخيص من قِبل لجان طبية متخصِّصة وبمساعدة وزارة الصحة.

وذكرت رئيس منظمة "أطفال اليوم"، الدكتور أشواق عبدالرحيم، أن وزارة الصحة لا تولي الاهتمام اللازم للأطفال المرضى بمرض التوحُد فليست هناك رعاية حتى لو كانت في أدنى مستوياتها، وأضافت أن البلد يخلو من معاهد ترعى هؤلاء الأطفال.
 
وأفادت دراسة أجراها معهد الدراسات في جامعة كامبريدج عن مرضى التوحُد في العراق، بأنه انتشر بنسبة كبيرة مقارنة بالأعوام التي سبقت الغزو الأميركي ووصل عدد الحالات إلى 400 طفل من الأعمار ما بين 5 أعوام و11 عامًا، ويتم اكتشاف غالبية الحالات متأخرة، من خلال أطباء الأطفال من دون أن يستطيعوا تقديم العلاج المناسب لها لعدم تخصُّصهم بهذا المرض، وأن جميع هذه الحالات تعالج في مؤسسة ذوي الحاجات الخاصة، من دون أيّة إحصائات دقيقة عن أعداد المصابين بهذا المرض.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل غياب المراكز الحكوميّة المتخصِّصة لعلاج التوحُّد في العراق يهدِّد مستقبل 400 طفل



GMT 16:27 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

هجوم بـ"سكين" يصيب 3 أشخاص في مترو بفرنسا

GMT 05:29 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

مصرع 15 شخصا في أميركا بسبب أعاصير تكساس

GMT 00:03 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

سقوف حوار افتراضي مع «حزب الله»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab