كشفت أخصائية التغذية البريطانية سالي نورتون، تفاصيل أبحاثها عن حقيقة بعض الوصفات الغذائية الصحية وفعاليتها على أرض الواقع، مجيبة بذلك عن استفسارات بعض الأشخاص الذين يتساءلون عن مدى فاعلية هذه الوصفات الغذائية.
وأوضحت نورتون: "على سبيل المثال تراود أذهان البعض الكثير من الأسئلة بشأن بعض النصائح الغذائية، لبعض الأطعمة مثل: هل يساعد تناول الشاي الأخضر أو عصير عشب القلطة من القمح على التخلص من السموم بانتظام؟، وهل يساهم إتباع نظام غذائي كامل من بذور الكتان والتوت في تحسين نسبة الكولسترول في الدم، وخفض ضغط الدم، وتقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب والوقاية من السرطان؟، وهل يؤدي تناول زيت جوز الهند على فقدان الوزن؟".
وأضافت: "يأتي ضمن أحدث الوصفات الغذائية الصحية التي ظهرت في الآونة الأخيرة، الفحم النباتي والفريك ومرق العظام، بزعم أنها تساعد على إذابة الخلايا الدهنية، وتحسن عملية التمثيل الغذائي، وتجديد وتنشيط الدورة الدموية".
وأكدت نورتون، أنَّ الكثير من مرضاها الذين يترددون على عيادتها، يسألونها حول أحدث الوصفات الغذائية والمنتجات الطبية التي تساعد على التخلص من الوزن سريعًا، مضيفة أنّ بعض هذه الوصفات ليس لها أي أصل من الصحة، ولا توجد أدلة علمية لدعمها، فضلًا عن البعض الآخر الذي يتمتع بأساس علمي سليم، لما يحتويه من مواد غذائية متوازنة وصحية، تساعد على التمتع بصحة جيدة على المدى الطويل.
وأبرزت أنَّ استخدام الفحم المنشط، ينصح بعض الأطباء باستخدامه كعلاج فعال لحالات التسمم، ويعتقد البعض أنَّ تناول الفحم النشط، في شكل كبسولة يمكن أن يساعد الجسم على التخلص من السموم، مضيفة: "مع ذلك فإنَّ الأمر ليس بسيطًا كما يبدو؛ لأن الفحم سيساعد فقط على إزالة سموم معينة، وهي التي تم تناولها حديثا والتي لم يتم امتصاصها حتى الآن".
وأشارت إلى أنَّه لا داعي لتناوله؛ لأنه أثبت فاعلية فقط في حالات التسمم الحاد مثل تعاطي جرعات زائدة من المواد المخدرة، وليس تراكم السموم مع مرور الوقت، فضلًا عن ذلك يجب تناول كل دواء يتعلق بالتخلص من السموم بشكل معتدل دون الإفراط في التخلص من السموم، وفي سبيل التخلص من السموم المتراكمة والسعرات الحرارية والدهون والكربوهيدرات، من المهم إتباع نظام غذائي صحي متوازن معتدل.
وبيَّنت نورتون أنَّ جهاز المطبخ الذي يحول الخضروات والفاكهة على شكل معكرونة "اسباغيتي"، "لقد حير الكثير من الأشخاص، حيث يحول الخضروات مثل الكوسة والجزر إلى شرائح على شكل "إسباغيتي" منخفضة الكربوهيدرات في ثوان معدودة".
وأضافت: "تعد هذه الطريقة مفيدة للصحة من ناحية أنها تساعد على تناول المزيد من الخضروات والألياف وتقليل السعرات الحرارية، فمن الضروري تناول أكبر قدر ممكن من الخضار في النظام الغذائي؛ لأنه مصدر صحي للسعرات الحرارية المنخفضة والفيتامينات والمعادن؛ لأن استبدال النشويات بالخضروات يؤدي إلى الشعور بالتعب، وعدم استقرار الوزن وضعف التركيز".
واستطردت: "من الضروري الحرص على عدم استخدام الخضروات "الإسباغيتي" كبديل الكربوهيدرات النشوية المعقدة مثل الباستا؛ لأنها تعد مصدرًا للطاقة والمواد المغذية المهمة الأخرى، ولذا تنصح "سالي" يتناول طبق المعكرونة مع الخضار، أو تناوله مع طبق اللحوم والبطاطس".
ونوَّهت نورتون إلى أنَّ حبوب الفريك "يتحدث الكثير من البريطانيين عنها وعن فوائدها، وهي عبارة عن حبوب القمح الأخضر قبل جفافها، التي تحصد ويتم إزالة قشورها، وتتعرض للحرارة عن طريق حرقها، ثم يتم جرشها، وتتمتع بنكهة رائعة، كما تحظى بشعبية في الشرق الأوسط".
وتشيد نورتون بتناول حبوب الفريك؛ لأنها تساعد على خفض نسبة السكر وتقلل مؤشر الكربوهيدرات، لما تحتويه من عدد هائل من الألياف، يعادل أربعة أضعاف ما يحتويه نبات الكينوا، الذي يشبه البنجر والسبانخ، كما يساعد الفريك على التمتع بصحة أفضل لفترة أطول، وهو مفيد لصحة القلب، لما يحتويه من الفيتامينات مثل الكالسيوم والحديد؛ ولكنه مكلف للغاية.
ولفتت إلى أنَّ الأغذية المتخمرة مثل الزبادي "مفيدة جدًا من الناحية الغذائية، لما تمتلئ به من بكتيريا جيدة، والبروبيوتيك، وهي متممات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر، ولذلك لا يستطيع الجسم الحياة دونها، وينبغي إضافة الأغذية التي تحتوي على البروبيوتيكن إلى نظامنا الغذائي لتشجيع نمو البكتيريا، مثل اللبن والجبن والمخللات الآسيوية مثل الكيمتشي (مخلل الملفوف)، وتحتوي هذه الأغذية على عدد هائل من البكتيريا الجيدة المفيدة لإتمام عملية الهضم على نحو سلس لمنع الآثار الجانبية للمضادات الحيوية".
وتطرقت إلى أنَّ الحبوب الكاملة للنباتات المورقة "تتمتع بفوائد صحية تفوق الحبوب الكاملة القياسية القديمة مثل الرز والقمح والشوفان، لما تحتويه من مواد مغذية عديدة مثل البروتين وفيتابين "ب" والمعادن مثل الحديد والكالسيوم، وتساعد على سهولة الهضم، وتؤدي إلى خفض ضغط الدم، ومكافحة مرض السكر، ولكنها مكلفة للغاية ومن المحتمل ألا تتوافر في المحلات التجارية".
واستدركت: "من الممكن أيضا العثور على هذه الفيتامينات والمعادن من نظام غذائي متنوع يحتوي على الكثير من الفواكه والخضار، ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم والحبوب الكاملة واللحوم والأسماك أو البدائل".
وأبرزت نورتون أنّ مرق العظام "يستعين به أخيرًا الطهاة الحريصون على تقديم وصفات صحية، وكانت هذه الوصفة تستخدم منذ قرون، حيث يتم تخزين مرق العظام، حتى تستخدم في طهي الحساء، أو كصلصة أو مرقة يمكن إضافتها على الأطباق، لتعطي نكهة شهية".
واستأنفت "هي معروفة لفوائدها الصحية، لأنها تمتلئ بالكثير من الأحماض الأمينية، والكولاجين لصحة البشرة والعظام ، كما تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن المهمة الأخرى، ويمكن إضافة البصل أو الكراث والجزر والكرفس، الذي يمكن أن يضيف مضادات الأكسدة إلى جانب النكهة، كما أنه يحتوي على نسبة ملح أقل بكثير من مكعبات المرقة الموجودة في المحلات، ولذلك فإنه أفضل بكثير لخفض ضغط الدم".
واختتمت الطبيبة حديثها، من خلال توجيهها بعض النصائح التحذيرية، ضد إتباع الوصفات الغذائية أو ما تسميها بالبدع الغائية، التي لا يمكن تحملها، والتي من الممكن أن تكون خطيرة، ودعت إلى توخي الحذر وإعمال العقل عند السماع بوصفة غذائية جديدة، وسؤال أنفسنا "إذا كانت هذه الوصفة تبدو صالحة للأكل؟، وهل نجد صعوبة في الالتزام بها على المدى الطويل وتحمل التغييرات الواقعة؟".
ونصحت نورتون كل شخص بتوخي الحذر عند شراء الأغذية، من متجر لبيع الأغذية الصحية؛ لأنها ليست بالضرورة تحتوي على مواد غذائية مفيدة، فقد تبيع الشوكولاته التي لا يمكن أن تصبح صحية بين يوم وليلة.
أرسل تعليقك