لندن - ماريا طبراني
ربطت دراسة حديثة نشرتها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، بين الثروة والصحة، حيث أكَدت بأن الأغنياء يعيشون عمرًا أطول من الفقراء، بفترة تصل إلى ثمانية أعوام. حيث أرجع العلماء السبب إلى الهرمونات، حيث أن الرجال ذوو الخلفيات الفقيرة وغير متعلمين لديهم مستويات أقل من هرمون تستوستيرون من غيرهم من الأثرياء.
وأظهرت دراسة في جامعة لندن أن أولئك الذين لديهم دخل أدنى من 6000 استرليني في السنة، كانت مستويات هرمون التستوستيرون لديهم أقل 10% من الرجال الذين يكسبون 30 ألف استرليني أو أكثر. حيث تم ربط انخفاض التيستوستيرون بالاكتئاب وهشاشة العظام وزيادة الوزن وفقدان العضلات.
وكشفت دراسة أجريت على 1880 رجل وامرأة في بريطانيا، أن النساء اللواتي آبائهن من العمال غير المهرة لديهم مستويات هرمون التستوستيرون 15% أعلى من النساء اللواتي لديهن آباء بوظائف مهنية. وهذ يتركهن أكثر عرضة لخطر البلوغ المبكر والعقم وتكيس المبايض. كما أن أولئك الذين لديهم مستوى تعليمي أقل لديهم أيضا مستويات منخفضة من هرمون الكورتيزول، والذي يمكن أن يؤدي إلى الألم، والاكتئاب، والأرق وخفقان القلب، وترتبط المستويات المنخفضة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وانخفاض القدرات العقلية.
وقال رئيس وحدة مجلس البحوث الطبية للصحة مدى الحياة والشيخوخة في جامعة لندن البروفيسور ديانا كوه، "في المملكة المتحدة، هناك اختلافات صحية كبيرة. فوجدنا الحرمان الاجتماعي والاقتصادي في الحياة، يرتبط بانخفاض الهرمونات، والتي تعمل على ضمان التنمية الصحية، ولها أيضا العديد من الأدوار المختلفة في تنظيم الصحة في سن الشيخوخة".
وأضاف "هذه الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية في نظم الهرمون قد تلعب دورا في تفسير التفاوتات الاجتماعية في مجال الصحة مع تقدمنا في العمر. وقد تتأثر الهرمونات التي تتعرض عبر الحياة للإجهاد، بالأحداث السلبية والمشاكل الصحية والسمنة، وأنماط الحياة غير الصحية مثل الخمول البدني وسوء التغذية والتدخين.
وبيَنت الدراسات الماضية، أن الفقر يرتبط بزيادة مخاطر أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب، وأمراض الروماتيزم والأمراض النفسية، وكذلك يؤدي إلى انخفاض وزن المواليد ومعدل وفيات الرضع بنسبة أعلى. حيث يعتقد العلماء أيضا أن الإجهاد ووجود شبكة دعم اجتماعي فقيرة والمستقبل الغامض يمكن أن يزيدوا من معدل الضرر الجزيئي في الجسم.
أرسل تعليقك