دراسة تؤكد أن أدمغة المصابين بالتوحد تعمل بطريقة فريدة
آخر تحديث GMT23:10:47
 العرب اليوم -

اكتشفها باحثون أميركيون من جامعة كارنيجي

دراسة تؤكد أن أدمغة المصابين بالتوحد تعمل بطريقة فريدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة تؤكد أن أدمغة المصابين بالتوحد تعمل بطريقة فريدة

طفل مصاب بالتوحد
واشنطن ـ عادل سلامة

اكتشف باحثون أميركيون في دراسة رائدة، أن أدمغة الأشخاص المصابين بالتوحد تعمل بطريقة فريدة، من خلال وجود وصلات دماغية تميزهم عن غيرهم من الأشخاص السليمين .

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثو جامعة كارنيجي ميلون الأميركية، أن الأشخاص الذين يعانون أعراضاً أشدّ حدة من التوحد، تظهر هذه الوصلات لديهم بصورة أكثر تميزاً من أنماط الوصلات الدماغية التقليدية .

وأوضح الباحثون إن اكتشافهم الجديد يتيح إمكانية وجود العديد من التشكيلات الدماغية الجانبية المتغيرة، التي تقع كلها تحت مظلة التوحد .
ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه الدراسة إلى تشخيص أفضل للتوحد وتحسين علاجاته في المستقبل القريب .

وتؤكد هذه الدراسة النتائج التي سبق أن توصلت إليها دراستان سابقتان من أن أدمغة الأطفال، الذين يعانون التوحد، فيها عدد من الوصلات الدماغية يتجاوز ما هو طبيعي، وأن هذا قد يكون السبب فيما يعانيه الأطفال من صعوبات اجتماعية .

وتتحدى هذه النتائج الاعتقاد الحالي في أن أدمغة مرضى التوحد من الأطفال ذات وصلات عصبية أقل، مقارنة مع أدمغة الأطفال العاديين .
ولفت معدو الدراسة إن النتائج يمكن أن تؤدي إلى طرق جديدة للتحري عن التوحد مبكرا، وإلى طرق معالجة جديدة .

وأكد كاوستوبه سوبيكار، من كلية الطب لدى جامعة ستانفورد: "تعالج دراستنا واحدة من أهم المسائل إثارة للجدل في مجال أبحاث مرض التوحد" .

وقد استخدم الباحثون قاعدة بيانات لتصوير أدمغة الأطفال، ووجدوا أن أدمغة الأطفال الذين يعانون التوحد ذات وصلات دماغية مفرطة، وأن الذين لديهم أكبر عدد من الوصلات الدماغية يواجهون أكثر حالات الخلل الاجتماعي شدة . وأشرف رالف أكسل مولر، من جامعة ولاية سان دييغو، على الدراسة الثانية، واكتشف فريق الباحثين وصلات دماغية مفرطة في أدمغة المراهقين الذين يعانون التوحد، خصوصاً في مناطق الدماغ التي تتحكم بالرؤية . كما وجد الباحثون أيضاً أن شدة أعراض التوحد ترافقت مع عدد الوصلات العصبية . وقال مولر: "تدعم نتائج دراستنا الحالة الخاصة للجهاز البصري عند الأطفال الذين لديهم أعراض أكثر شدة" .

واضاف: "قد يساعد قياس مستوى الوصلات، في تلك المناطق من الدماغ، على عملية تشخيص مرض التوحد، والتي تعتمد حاليا على المعايير السلوكية" .

وأوضح الباحثون إن اختلالا في توازن نشاط الدارة الكهربائية الخاصة بالدماغ شوهد عند مرضى الصرع أيضاً، ما قد يفسر لماذا يعاني العديد من مرضى التوحد مرض الصرع كذلك .

وبين سوبيكار: "انطلاقاً من تلك الملاحظات، قد لا يكون مستبعداً إلى حد كبير توقع أن تكون الأدوية المستخدمة حالياً في معالجة الصرع ذات فائدة في معالجة مرض التوحد" .

وفي السياق نفسه، وجدت دراسة قام بها باحثون من المركز الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك، أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم الكثير من نقاط الاشتباك العصبي في الدماغ، والتي يمكن أن تؤثر في وظيفة الدماغ . وإضافة إلى ذلك، يعتقد الفريق أنه قد يكون من الممكن الحد من هذا باستخدام الأدوية، ما يمهد الطريق لاستراتيجية جديدة لعلاج مرض التوحد . ولاحظ الباحثون أن نقاط الاشتباك تكون أعلى كثافة في أدمغة الأطفال الذين يعانون التوحد من أدمغة الأطفال الذين لا يعانون التوحد، وهو بالضبط ما يسبب مرض التوحد .

ويعتقد الباحثون أن هذه التشوهات تكون في بنية الدماغ ما يمنعه من أن يعمل بشكل صحيح .

وحلل الباحثون أدمغة 26 طفلاً من المصابين بالتوحد، إلى جانب 22 دماغاً لأطفال غير مصابين بمرض التوحد، ولاحظوا أن نقاط الاشتباك العصبي هي التي تربط خلايا الدماغ وتوصلها معا بحيث أن العمود الفقري يرتبط مع خلايا الدماغ من خلال الاشتباكات العصبية .

ووجدت الدراسة أن نسبة الارتباط مع الخلايا العصبية انخفضت في أدمغة الأفراد غير المتوحدين بنسبة 50% في أواخر مرحلة الطفولة، بيد أنها انخفضت بنسبة 16% في أدمغة المصابين بالتوحد .

وكشفت أن أدمغة الأطفال الذين يعانون التوحد تمتلك خلايا عصبية تتألف من مكونات قديمة وتالفة، وهذا ما يفسر وجود كثافة أعلى للخلايا العصبية المرتبطة بالعمود الفقري عن أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد، وأن خلايا المشبك غير المرغوب فيها لم تتدهور ولم تتآكل .

وحلل فريق البحث نماذج من الفئران المصابة بمرض التوحد ووجد أنه عند عدم وجود "التقليم والتآكل للخلايا" ينتج نشاطاً مفرطاً لبروتين يسمى "mTOR" واكتشف الباحثون أن هذا البروتين عندما ينشط فإن خلايا الدماغ ستعاني انخفاضاً في وظيفتها وهي "أن تأكل بعضها البعض وتنتاقص طبيعياً"، وهذا يعني تشكّل الكثير من نقاط الاشتباك العصبي التي تؤثر في وظيفة الدماغ .

ثم اختبر الفريق دواء معروفاً يدعى "rapamycin" استخدم لمنع نشاط بروتين "mTOR" على عدد من الفئران المصابة بالتوحد، ما أدى إلى إعادة الالتهام الذاتي للخلايا الكثيرة في الفئران، ما يؤدي إلى انخفاض تشكيل الاشتباكات العصبية، وهذا بدوره انعكس أيضاً على سلوكيات مثل التوحد في الفئران، ما يدل على إمكانية اتخاذ نهج مماثل يمكن أن يستخدم لعلاج المرضى الذين تم تشخيص التوحد لديهم .

وأشار الباحثون، مع ذلك، أن دواء "rapamycin" يمكن ألا يكون له آثار جانبية في البشر أو قد لا يكون مناسباً للاستخدام البشري، لكن أحد الباحثين ويدعى سولزر يقول إنه يمكن وضع استراتيجية جديدة لعلاج مرض التوحد .

الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات مؤخراً، ادعت أن ما يقارب 60% من خطر التوحد مرتبط بالجينات .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تؤكد أن أدمغة المصابين بالتوحد تعمل بطريقة فريدة دراسة تؤكد أن أدمغة المصابين بالتوحد تعمل بطريقة فريدة



GMT 20:08 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

علامات بسيطة في الجسد قد تُنذر بمرض القلب

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 06:41 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إيلون ماسك.. المقامر

GMT 14:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط مع توقع ضعف الإعصار رافائيل

GMT 17:17 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

باير ليفركوزن يمدد عقد المغربي أمين عدلى حتى عام 2028

GMT 01:38 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الصحة العالمية تترقب إجلاء أكثر من مئة مريض من غزة

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab