أكدت طبيبة أمراض النساء الأسترالية، لارا بريدن، أنَّ معظم النساء يعانين من آلام طبيعية أثناء الدورة الشهرية التي تتم كل 28 يومًا تقريبًا وتستمر من 4 إلى سبعة أيام، موضحة "إذا زادت المتاعب التي تعاني منها المرأة أثناء فترة الحيض، فيمكن أن تكون مؤشرًا سيئًا لمرض خطير للغاية وهو "انتباذ بطاني رحمي" أو ما يعرف باسم "بطانة الرحم المهاجرة".
وأضافت بريدن "يتم تسكين آلام الدورة الشهرية الطبيعية، بالمسكنات المعروفة مثل "الايبوبروفين"، أو عن طريق الوصفات الطبية، لأدوية مضادة للالتهابات"، مشيرة إلى أنَّ ظهور أعراض أشد قوة مثل الغثيان، وآلام في الظهر أو الساق أو نزيف في أوقات غير متوقعة من الشهر، يمكن أن تنبئ بظهور هذا المرض.
وأوضحت أنَّ بطانة الرحم المهاجرة، هي حالة مرضية تنمو فيها أجزاء من بطانة الرحم في أماكن أخرى خارج الرحم مثل المبيض والمثانة و الأمعاء، وأضافت "تتعرض النساء لألام طبيعية في فترة الحيض، ناجمة عن مادة "البروستاجلاندين" التي تساعد الرحم على التقلص ليتخلص من البطانة الرحمية، التي يمكن علاجها عن طريق مضادات الالتهابات والمسكنات والنظم الغذائية".
وتابعت "يستمر الألم في اليوم الأول والثاني من النزيف، وهناك عدد من المؤشرات التحذيرية التي تؤكد ضرورة توجه المرأة إلى الطبيب المختص، منها استمرار الآلام إلى أكثر من يومين، أو ظهورها قبل ذلك، أو زيادتها عن معدلاتها الطبيعية التي تدفع المرأة إلى التقيؤ".
وبيَّنت بريدن "يظهر الألم الطبيعي في منطقة أسفل البطن حيث الرحم، ولكن إذا امتدت الآلام إلى أسفل الظهر أو الساقين ، فلا تعتبر هذه أعراض طبيعية".
ولفتت إلى أن معاناة المرأة من آلام أثناء أو بعد ممارسة الجنس يمكن أن يكون أيضًا أحد الأعراض الرئيسية الخطيرة لهذا المرض، التي تستوجب الذهاب إلى الطبيب، وقد لا يشعر المرضى بألم عميق في كل مرة يمارسن فيها الجنس، قد تأتي الآلام المبرحة في منتصف الشهر أو في أي وقت، وليس فقط خلال فترة الحيض".
وأبرزت أنَّ النزيف بين العادات الشهرية يعتبر علامة تحذيرية أخرى على الإصابة بالمرض، مضيفة أن نزول الدم قبل يوم أو يومين من العادة الشهرية هو أمر طبيعي، ولكن نزوله خلال الشهر فهو علامة تحذيرية تستوجب استشارة الطبيب".
ونوهت بريدن إلى أنَّ العوامل الوراثية لها دور في ظهور التهاب بطانة الرحم، فغالبية السيدات اللائي لهن أم أو أخت تعاني من ألام مبرحة أثناء الدورة الشهرية تعتقد أنه أمر طبيعي، أخيرًا، ولكن من وجهة نظرها كطبيبة، تعتقد أن إصابة شخص قريب بالمرض، يدفع إلى أخذ الأمور على محمل الجد.
وتؤكد أن المشكلة الأكثر صعوبة، أنه قد يستغرق الأمر عشرة أعوام للتشخيص الصحيح بالإصابة بالمرض، وتستبعد كطبيبة في كثير من الأحيان التشخيص بهذا المرض، إلا من خلال إجراء الجراحة التنظيرية، حيث يفتح الطبيب جزءًا من البطن والنظر بالداخل لاكتشاف المرض.
وتأمل بريدن بأن يتم تشخيص المرض من خلال اختبار الدم، وترى أن القضية الأكبر من وجهة نظرها هي أن أسباب المرض مجهولة على الرغم من وجود بعض النظريات الرئيسية.
وتشرح هذه النظريات قائلة "لوقوع الدورة الشهرية أو حدوث الإخصاب بشكل طبيعي، فينبغي أن تمر البويضة من المبيض عبر قناة فالوب ثم إلى الرحم، وتفيد أحدث النظريات بأن توجه البويضة بشكل خاطئ، قد يتسبب في ظهور خلايا بطانة الرحم خارج الرحم ونموها".
واستطردت "بينما تفيد نظرية أخرى بأن معظم النساء لديهن خلايا وأنسجة خارج بطانة الرحم، ولكنها تبقى نائمة طوال حياتهن، بينما تنشط لدى أخريات وتستجيب للهرمونات".
وأشارت إلى أنه بسبب عدم وجود أي أدلة قاطعة تثبت صحة أي من هذه النظريات، فالعلاج الوحيد لهذا المرض الخطير هو خضوع السيدات اللائي يعانين من المرض، للعمليات الجراحية لإزالة خلايا بطانة الرحم المهاجرة، وتعد هذه الجراحة ناجحة جدًا بخاصة مع النساء اللائي تعانين من العقم.
وأكدت الطبيبة أنها قابلت إحدى الحالات التي تعاني من العقم بسبب "بطانة الرحم المهاجرة"، على الرغم من أن هرموناتها سليمة وزوجها سليم، وخضعت بالفعل لعملية جراحية لإزالة بطانة الرحم المهاجرة، وتمكنت بعد العملية بثلاثة أو أربعة أشهر في أن تحمل بطفلها.
ولفتت بريدن إلى إمكانية ظهور المرض من جديد، ويمكن الوقاية منه عن طريق منع تحفيز هرمون الإستروجين لنمو خلايا بطانة الرحم خارج الرحم، أو عن طريق إجراء بعض التغييرات الغذائية، التي تساعد على تحسين الوظيفة المناعية، مثل المكملات للغذائية، والأطعمة التي تحتوي على "البروبايوتك" مع البكتريا المفيدة.
أرسل تعليقك