واشنطن ـ رولا عيسى
اكتشف العلماء طريقة تنظيم الجسم لضغط الدم بشكل طبيعي، ما يساعدهم على التوصل إلى تطوير أدوية جديدة، من شأنها أن تخفض من مخاطر الإصابة بأزمات السكتة الدماغية والقلب.
وأكد قائد فريق البحث من معهد "ريكن" لعلوم المخ في اليابان، كاتسوهيكو ميكوشيبا، أنَّ الإنجاز العلمي الجديد يكشف عن آلية عمل رئيسية في الخلايا تساعد الأشخاص الأصحاء على تقليل ضغط الدم لديهم بشكل طبيعي.
وأوضح ميكوشيبا أنَّ ضغط الدم ينخفض بشكل كبير عندما تفرج الخلايا عن بروتين معين يدعى "ERAP1"، ويدخل مجرى الدم، مشيرًا إلى أنَّ هذا الاكتشاف يساهم في التوصل إلى أدوية تعالج الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، خصوصًا المعرضين بشدة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وداء السكري من النوع الثاني.
وأضاف: "في حال تمكنت شركات الأدوية من تطوير علاج يساعد على الإفراج عن هذا البروتين، فمن الممكن أن نجد وسيلة جديدة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم بسرعة"، مشيرًا إلى أنَّ البروتين يعمل عن طريق التغلب على مستويات هرمون رئيسي في الدم يدعى الأنجيوتنسين، وهي مادة ببتيد كيميائية تتسبب في انقباض الأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم.
وأشار إلى أنَّ بروتينات "ERAP1" التي تفرجها الخلايا تقاوم هذا التأثير، عن طريق استيعاب الهرمون، والحد من مستوياته في مجرى الدم، ومنعه من تقليص الأوعية الدموية، مضيفًا: "لقد مكننا الاكتشاف الجديد من معرفة طرق التخلص من مادة " الأنجيوتنسين "بشكل طبيعي لخفض ضغط الدم، وبالتالي أصبح لدينا أساس جديد نتبعه عند إجراء دراسات جديدة تتعلق بالأدوية المحتملة".
وأبرز الباحث شيهيرو إيزاتسون، أنَّ الفريق البحثي توصل إلى هذا الإنجاز العلمي، بعد اكتشاف أنَّ الفئران ذات المستويات العالية من بروتين "ERAP1" تعاني من انخفاض غير اعتيادي في ضغط الدم، قائلًا: "لاحظنا أن الفئران تعاني من خلل مماثل لهؤلاء الذين يفتقرون إلى هرمون الببتيد الذي يعمل على رفع ضغط الدم".
وأضاف: "عند قياس ضغط الدم لديهم، اكتشفنا انخفاضه بنحو 20 %، عن الفئران العادية"، مبرزًا أنَّ الكثير من الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم تستهدف الإنزيم الذي ينتج الأنجيوتنسين، مستدركًا: "نأمل بأن تسفر نتائجنا عن وضع استراتيجيات جديدة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في ضغط الدم".
ويأمل العلماء بأن يكون الدواء الجديد أكثر فعالية في تراجع تركيزه في الدم إلى مستويات طبيعية، وذلك عوضًا عن وقف إنتاجه.
أرسل تعليقك