توصلت دراسة حديثة إلى أن العيش في مدينة صاخبة لمدة ثلاث سنوات فقط قد يزيد من خطر إصابة النساء بقصور القلب.
وتزايدت الأدلة الدامغة بشأن الضرر الذي يلحقه التلوث بالصحة على مدى العقد الماضي، مع ارتباط الهواء السام بشدة بالخرف والسمنة والعقم ومجموعة من المشكلات الصحية الأخرى.
وعمل باحثون دنماركيون الآن، على حساب مخاطر قصور القلب الناجم عن ثلاثة أنواع من التلوث الحضري بعد تتبع 22 ألف امرأة تعيش في كل من المدن والأماكن الريفية لما يقارب عقدين من الزمن.
وكانت النساء المعرضات لمستويات عالية من اثنين من أكثر الملوثات شيوعا، فضلا عن الضوضاء العالية، أكثر عرضة للإصابة بفشل القلب بنسبة 43%. وتزيد المخاطر لديهن مع زيادة مستوى التلوث الذي تعرضن له.
ووصفت الجمعيات الخيرية البيئية النتائج بأنها "مزعجة"، مدعية أنها قدمت المزيد من الأدلة على "الحاجة الملحة" لمكافحة التلوث.
ويحدث فشل القلب عندما يكافح العضو الحيوي لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، ما يسبب التعب والإرهاق وضيق التنفس، ويجعل حتى الأعمال المنزلية البسيطة صعبة.
ويمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى تصلب الشرايين، ويسفر عن تجلط الدم، ويزيد هذا من خطر الإصابة بمجموعة من مشاكل القلب والأوعية الدموية.
ويشار إلى أن التلوث الضوضائي يمكنه أن يعطل النوم، بالإضافة إلى أن الضوضاء المزمنة تؤثر على صحة القلب ووظائف المخ من خلال زيادة الضغط على الجسم.
وقام الباحثون بقياس المعدل السنوي لمستويات تلوث الهواء والضوضاء في عناوين النساء من وقت تجنيدهن في الدراسة في التسعينيات وحتى نهاية عام 2014.
وتحقق الفريق من مستويات التعرض للتلوث بمتوسط ثلاث سنوات، وحساب المخاطر اللاحقة لفشل القلب للمشاركات.
ووجدوا أنه مقابل كل زيادة بنسبة 5.1 ميكروغرام / م 3 في متوسط الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، يزداد خطر إصابة النساء بفشل القلب بنسبة 17%.
وتعرف PM2.5 بأنها جزيئات صغيرة ملوثة تنبعث بشكل أساسي من حرق الديزل والبنزين.
ووجد العلماء أن كل زيادة بمقدار 8.6 ميكروغرام / م 3 في متوسط التعرض لثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، النوع الآخر من التلوث المروري، يزيد خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 10%.
ولم يكن تلوث الهواء هو العامل الوحيد الذي أثر على صحة النساء المشاركات في الدراسة، حيث تسبب التلوث الضوضائي أيضا في خسائر فادحة.
ووجدت النتائج أنه لكل 9.3 ديسيبل زيادة في ضوضاء المرور بمتوسط 24 ساعة في اليوم، يزداد خطر الإصابة بفشل القلب بنسبة 12%.
واكتشف الدكتور يون هي ليم وزملاؤه أيضا أن تأثير هذه الملوثات كان أسوأ عند الجميع.
وكانت النساء المعرضات لمستويات عالية من جميع أنواع التلوث الثلاثة على مدى ثلاث سنوات أكثر عرضة بنسبة 43% للإصابة بقصور القلب.
وكانت الآثار أسوأ أيضا بالنسبة للنساء المدخنات سابقا أو المصابات بارتفاع ضغط الدم.
وأشار الباحثون إلى أن هناك قيودا معينة في عملهم، ما جعلهم يتتبعون النساء عندما بلغن من العمر 44 عاما على الأقل، بين عامي 1993 و1999.
وقالوا إنهم لم يأخذوا في الحسبان التلوث الداخلي، على سبيل المثال من الطهي، أو ما إذا كانت عوامل مثل وجود نوافذ زجاجية مزدوجة في المنزل يمكن أن تؤثر على التلوث الضوضائي المحيط الذي تعرضت له النساء.
ولكن بالنظر إلى مجموعة الأدلة الراسخة حول الآثار السلبية للتلوث على كل من الأطفال والبالغين، فلا يوجد سبب للشك في أن النتائج التي توصلوا إليها لن يكون لها آثار على الجنس الآخر، والفئات العمرية الأخرى.
قد يهمك ايضا :
دراسة تؤكّد أنّ فيتامين "E" يمنع نوبات الربو
الدكتور محمد فكري يكشف مخاطر تهدد صحة الأطفال في الشتاء
أرسل تعليقك