واشنطن - رولا عيسى
يعرف عن تناول عجين الكعك الخام خطورته بسبب البيض النيئ، ولكن الخبير الصحي بريان زيموند يشير إلى أنه وعائلته يأكلون العجين الخام بانتظام، وإذا كان هذا الامر غير قابل للتصديق فهو يشرح ان الكثير من الناس تخاف من عجين البسكويت لأنهم يخافون من البيض النيئ، وبالفعل يمكن أن يكون البيض ملوثًا بالسالمونيلا، وتنصح توصيات السلامة الغذائية الناس بطهى البيض جيدًا لقتل كل البكتيريا.
أضاف: "وبسبب هذا القلق فعندما نأكل أنا وأطفالي العجين، لا نستخدم بيضًا عاديًا، وبدلا من ذلك نستخدم البيض المبتسر؛ لتقليل احتمالية وجود أي بكتيريا ضارة لا تموت إلا بالطبخ، لذلك فنحن لا نقلق من البيض النيئ في العجي"، ويتمثل الخطر الثاني في أكل العجين في الطحين نفسه، فعلى مدى الشهرين الماضيين اتضح أن بعض أنواع الطحين تحتوي على بكتيريا قولونية، وبالرغم من أن تلوث الطحين امر نادر الحدوث إلا انه يمكن أن يحدث في نهاية المطاف في الحقول القريبة من الحيوانات، ويمكن أن تلوث الحيوانات ببرازها القمح، وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2015 مرض حوالي 38 شخصًا ونقلوا إلى المستشفى بسبب الدقيق النيئ، الذي كان في كثير من الأحيان بسبب تناولهم للعجين، وفي إحدى الحالات مرض الشخص بفشل الكلى.وتعتبر كل هذه التحذيرات مهمة
عندما يعرف الإنسان احتمالية كون المنتج ملوث وينبغي عليه بالتأكيد التخلص منه حالما يقرأ شعار الاستدعاء، ويوضح الخبير: "حلما قرأت شعار الاستعداء راجعت كل علب الدقيق التي كانت لدي ولكنها لم تكن من الماركات الملوثة، ولو انها كانت ملوثة فكنت سأتخلص منها فورًا بدون أسئلة".
ونشرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية لاحقًا إشعار للمستهلكين تحذرهم من تناول كعكة العجين وتضمن البيان: "خلاصة القول يجب عليكم ألا تتناولوا العجين الخام، ولا تعطوا أطفالكم العجين أو الخبز الممزوج بالعجين الخام للعب فيها"، والتقطت الكثير من وسائل الإعلام هذه القصة بالرغم من عدم كون مضمونها أو لهجتها سلبيًا جدًا، فعلى سبيل المثال ذكرت صحيفة نيويورك تايمز " إدارة الأغذية تحذر الجميع من تناول العجين الخام"، فيما كان عنوان المقال في صحيفة ينستيلي " انتبهوا: لا تأكلوا العجين الخام".
ويتساءل بريان: "هل من المنساب لمسؤولي الصحة العامة أن يقولوا للآخرين أنه لا يجب أكل العجين الخام أبدًا، وهو شيء أنا والكثيرون نفعله ونتمتع به بسبب هذه المخاطر؟ ألا يوجد للناس حق في الاختيار؟، أنا أخر شخص يقول إن المخاطر الصحية العامة غير مهمة، ويتوجب على مسؤولي الصحة العامة تحذير الناس من المخاطر الصحية المرتبطة بالبيض الخام والطحين الخام، وعندما يكون لدينا دليل بأن أشخاص معينين تحت الخطر علينا العمل بنشاط لتعزيز الاجراءات لتقليل هذا الخطر، وبالقيام بذلك فإننا ندعم كل أهداف الصحة العامة ونشجع اتخاذ القرارات الفريدة".
صورة 2 إدراة الغذاء والدواء تحذر الناس بضرورة تجنب تناول العجين الخام بسبب السالمونيلا
وأكد أنه على النقيض فعندما تقول وكالة الصحة العامة لا تأكلوا العجين أبدُا، بغض النظر عن كون المكونات غير ملوثة فإن هذا ليس منطقيُا وأنا عضو في هيئة الصحة العامة، ولا أوافق على ذلك، انا أعلم أن البعض سيذعر من تصريحي ولكنني أعتقد أنهم يعرضون الناس للخوف بدون داعي، وكان يجب عليهم استخدام عبارات أخف مثل "غير ضروري" بدلًا من إصدار حكم مطلق".
ويعتقد مسؤولو إدارة الأغذية والعقاقير أن تناول العجين الخام ليس مهمًا ويمكن تناوله وهذا خيار الناس، ويمكن أن يستمتع الناس بتناول العجين الخام عندما يعلمون ويكونوا على يقين من خلوا المكونات من الأمراض بدون تعريض أنفسهم للخطر"، ويؤكد الخبير: "كخبير في مجال الصحة العامة، لا نريد من الناس التعامل مع المواد الغذائية مثل المشاكل في الرياضيات وأن يقللوا من خطر إصابتهم بالمرض، ولكن إذا كانوا يعرفون أن الطحين نظيف فلا مبرر لعدم تناوله خامُا، وهناك بالغالب احتمالات بسيطة بتلوث الطحين".
وأكد أنه لا داعي من أن ندعي أننا نعيش حياتنا من دون مخاطر، فعلى سبيل المثال أفترض المخاطر كلما ركبت السيارة ولكن نادرا ما افترض الخطر من تناول السوشي أو الهامبرغر، في كل مرة نركب الدراجة أو نلعب كرة القدم أو نأخذ دواء ما فاننا نكون معرضين للخطر أيضًا، ومع ذلك يختار الكثير من الناس القيام بهذه الأنشطة مع تقليل الخطر قدر المستطاع، من خلال ارتداء حزام الأمان أو خوذات الأمان، فنحن نختار الحياة، والقلق على المخاطر وانعدام السلامة يعوق الناس من الاستمتاع بالحياة، لذلك أنصح زملائي في مجال الرعاية الصحية العامة أن يستمروا في توعية الجمهور حول المخاطر الصحية المتوقعة، ويحفزوا الناس على اتخاذ إجراءات فورية حول التخلص من الأطعمة الملوثة لتقليل الخطر، ولكن أدعوهم إلى التذكر أن عملهم هو تقليل الخطر وتحقيق أقصى قدر من الحياة، ولكن بدون إعاقتهم من التمتع بحياتهم وتناول العجين الخام بدون خوف".
صورة 3 على مدى الشهرين الماضيين تاكد احتواء بعض أنواع الطحين على بكتيريا قولونية.
أرسل تعليقك