لندن - العرب اليوم
عزز عقار تجريبي فائدة العلاج المناعي لمحاربة سرطان البنكرياس في الفئران عن طريق زيادة عدد الخلايا المناعية في المنطقة المجاورة مباشرة للورم، ما أدى إلى انخفاض نمو الورم؛ وفي بعض الفئران القضاء عليه. وتقدم النتائج التي توصل إليها باحثون في مركز جورجتاون لومباردي الشامل للسرطان وشركة "بيوكسل ثيرابيوتك" دليلًا مبكرًا على أن العقار يمكن أن يحفز استجابة مناعية ضد سرطان البنكرياس؛ وهو مرض كان حتى الآن مقاومًا للعلاج المناعي. وتأتي البيانات من تجارب "BXCL701"؛ وهو مثبط تجريبي لـ dipeptidyl peptidase (DPP) تم تطويره بواسطة شركة "بيوكسل ثيرابيوتك" ونشرت بمجلة "ImmunoTherapy of Cancer" ، اليوم (الخميس)، وذلك حسبما ذكر موقع "ميديكال إكسبريس" الطبي المتخصص. وحسب الموقع، "لم يشف هذا العلاج المركب بعض الفئران فحسب، بل أظهر أيضًا أنه غرس ذاكرة للخلايا المناعية بحيث أنه عندما حُقنت الفئران المعالَجة بالخلايا السرطانية بعد أشهر تعرفت أجهزة المناعة في 10 من 13 فأرًا على الخلايا السرطانية وقتلتها.
وفي هذا الاطار، قال الدكتور أليسون فيتزجيرالد العامل في "جورج تاون لومباردي" المؤلف الأول المشارك في الدراسة ان "الفئران باتت خالية من السرطان مرة أخرى...إذا كانت هذه النتيجة صحيحة في البشر فهذا يعني أن العلاج قد يكون لديه القدرة على تقديم علاجات طويلة الأمد لمرضى سرطان البنكرياس". ويقدر المعهد الوطني للسرطان أنه سيكون هناك 60430 حالة جديدة من سرطان البنكرياس تم تشخيصها في عام 2021 مع ما يقدر بـ 48220 حالة وفاة؛ يعيش حوالى 10 في المائة فقط من مرضى سرطان البنكرياس خمس سنوات أو أكثر، مما يجعله أحد أكثر أنواع السرطانات فتكًا. وتعد البيئة المكروية المحيطة بمعظم أورام البنكرياس فعالة للغاية في منع هجمات الجهاز المناعي، لذلك تحول الباحثون إلى BXCL701، وهو مثبط تجريبي فموي لمضاد DPP. حيث لوحظ أن الدواء المرشح يساعد في تعزيز فعالية العلاجات المناعية في بعض التجارب السريرية بالمراحل المبكرة. ويوضح مؤلف الدراسة المناظرة لويس إم وينر مدير جامعة جورج تاون لومباردي مدير المختبر حيث تم إجراء البحث ان "ما وجدناه فريدًا في دراستنا هو كيف يبدو أن هذا الدواء المرشح يعزز فعالية الاستجابة المناعية في سرطان البنكرياس، وهو أمر رائع لأن العلاجات المناعية القياسية لم تنجح حتى الآن".
وخلال الدراسة الجديدة درس العلماء مجموعتين من الفئران التي تم حقنها بخلايا تحاكي عن كثب سرطان البنكرياس البشري، ثم تم إعطاء الفئران العلاج المناعي مع BXCL701، فعزز الجمع بين العلاجين فعالية العلاج المناعي من خلال تعزيز مكونين رئيسيين لجهاز المناعة هما الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية. كما وجد المحققون أن الخلايا القاتلة الطبيعية تساهم بشكل كبير في البقاء على قيد الحياة لفترة أطول. حيث تلعب الخلايا القاتلة الطبيعية دورًا رئيسيًا في الدفاع المناعي ضد السرطان بطريقتين؛ فهي تتعرف على الخلايا السرطانية وتقتلها بشكل مباشر، على غرار الخلايا التائية. لكنها تطلق أيضًا جزيئات إشارات صغيرة يمكنها التأثير على أجزاء أخرى من الجهاز المناعي وتنظيمها. ويعتقد المحققون، بناءً على هذا البحث وغيره، أن العديد من أنواع الخلايا المناعية تعمل معًا لإبقاء الخلايا السرطانية في مأزق.
وفي ذلك، يقول فيتزجيرالد "نود إجراء دراسات إضافية على الفئران من أجل فهم أفضل لبيولوجيا سبب نجاح هذا العلاج وكيف يمكننا جعله يعمل بشكل أفضل. كما نأمل أيضًا بتطوير تجربة سريرية بناءً على نتائج هذه الدراسة لمعرفة ما إذا كان هذا العلاج المركب يعمل بشكل جيد مع البشر كما هو الحال في الفئران".
قد يهمك ايضا
علامات تحذيرية تدل على الإصابة بسرطان البنكرياس
وفاة أشهر قاضية أميركية من جراء مضاعفات سرطان البنكرياس
أرسل تعليقك