جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية
آخر تحديث GMT14:58:16
 العرب اليوم -

تمَّ تشريحُها الى مكعبات ومن ثمَّ تخزينها في صناديق تحتوي على موادَّ كيميائية

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا
لندن - سليم كرم

تتكدَّسُ المئات من العلب البيضاء في إحدى الغرف في "هامرسميث"، فيما تعبق فيها رائحة المواد الكيميائية والأحواض التي تبدو وكأنها تحتوي على الطلاء أو الاسمنت، وفي الواقع فان هذه الصناديق تحمل بداخلها أدمغة بشرية لاشخاص ماتوا في الاونة الاخيرة وتبرعوا بأعضائهم للعمل.

وتُحفظ هذه الأدمغة في بنك الادمغة في "امبريال كوليدج" في لندن، والذي تموله مؤسسة مرض "باركسنون" البريطانية، والغرض منه هو ارسال الانسجة الدماغية الى الباحثين الذين يحتاجونها في الدراسات على الامراض. ويعتبر هذا البنك الاكبر في بريطانيا والتي تضم 12 أخرى، وفيه حوالي 1650 عينة. ويأمل القائمون عليه في فحص الأنسجة الحية مما سيؤدي الى تحقيق انفراجة في الأمراض المرتبطة بالدماغ في المستقبل.

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

ويدير أستاذ أمراض الأعصاب ستيف جنتلمان، البنك، ويقوم بتشريح الأدمغة التي تصله على أساس يومي، حيث يضع تقريرًا مفصلًا حول التغيرات الفسيولوجية التي يراها فيه وكيف لها أن تشير الى الأعراض التي يلاحظها الأطباء في الحالة الطبيبة للمريض.

وتعتبر واحدة من فوائد توقيع الناس على وثيقة التبرع بالدماغ، بينما هم لا يزالون على قيد الحياة، مهمة كي يحصل البنك عليه في وقت مبكر، ويشير الدكتور سيتف الى انه "لا فائدة من الدماغ ما لم نحصل عليه خلال 48 ساعة من الوفاة، فهي تبدأ بعد ذلك بالتهاوي، واذا كان كتلة وردية هلامية فإننا نجمد نصفه على الفور، ثم نقطعه الى قطع أو شرائح وبعدها نصوره ونخزنه في الثلاجات الكبيرة حتى يطلبه الباحثون من أجل دراساتهم التي عادة ما تكون في علم الوراثة."

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

ويوضع النصف الاخر في المواد الكيميائية التي تحافظ عليه للأبد مما يسمح له بالبقاء في أحواض بلاستيكية في درجة حرارة الغرفة وترسل للباحثين الذين يحتاجون الى أنسجة جديدة، وتحول هذه العملية الدماغ من اللون الرمادي في حالته الطبيعية الى كتلة صفراء أو بنية .

وتابع جنتلمان بالقول: " نقطِّعه مثل الفاكهة، مثل قطع البطيخ." ويبدأ بعد أربعة ايام بإعادة تشريحه، وأضاف " اقطعه وأبدأ بالنظر في كل التغيرات الفسيولوجية، وبعدها أخبر الطبيب العام والعائلة اذا كان المرض الذي أصيب به المريض هو الذي قتله، ويحرص الاطباء على الحصول على ردة فعل لا سيما اذا كانت حالة المرض صعبة او انهم لا يعرفون المرض حقا، وأحيانا يكون من المستحيل معرفة المرض حتى يفحص الطبيب الدماغ."

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

واذا أشار الى أن الدماغ يرسل بعد ذلك الى الباحثين الذين يحتاجون الى الانسجة، أوضح أنه "قبل ارسال الانسجة الى الخارج علي أن أتأكد من التشخيص، فانا في حاجة الى وصف التغيرات في الدماغ، فربما يكون المرض "الزهايمر" أو تلف في الاوعية الدموية، ولا يوجد شيء يسمى مرض "شلل رعاشي نقي" أو مرض "الزهايمر نقي"، فعند تشريح الدماغ يظهر مزيج من التغيرات."

ويتوجب على طبيب الاعصاب أيضا النظر في السجل الطبي للمريض ومراجعة الأدوية التي تناولها حتى وان شرَّح الدماغ، وترسل هذه المعلومات الى الباحثين الذين يسعون الى معرفة كيفية حدوث امراض الدماغ، وكيف يمكن علاجها.

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

وأكد دكتور ستيفن أنه " كبنك للدماغ، لا يقاس اداؤنا بعدد العقول التي نجمعها، انما بقياس كم استطاع الباحثون الحصول على انفراجة من هذه العقول في أبحاثهم."

ويستطيع جراحو العظم من طريقة مشي المرضى تخمين بدقة أمراضهم ويكشفون عادة بسرعة المرض من خلال فحص الدماغ، وأوضح دكتور ستيف " أضع عيني على البقعة وأستطيع التكهن بالتغيرات المعينة التي ترتبط مع الأعراض، فعلى سبيل المثال يمكني التنبؤ بمرض "باركسنون" من خلال تشريح الدماغ."

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

ويعرف أيضا جراحو العظم مرض باركنسون من خلال هزة في العضلات وبطء الحركة، بسبب فقدان الخلايا العصبية في جذع الدماغ، وعادة ما يخلف هذه الخلايا مادة سوداء فتبدو باللون الأسود، بينما الأشخاص الاصحاء لديهم خط أسود على طول الدماغ، ولكن مرضى بركنسون لا يملكون هذا الخط.

ويؤدي مرض التصلب المتعدد الى فقدان غلاف الانسولين الذي يحيط بالخلايا العصبية، وتعتمد الاعراض على أي جزء من الدماغ يتأثر، وتابع " عندما اقوم بالتشريح فإنني أرى الأجزاء المتضررة من الدماغ وأستطيع أن أرى من خلال المجهر المشكلة المرتبطة عادة بالأعراض التي ظهرت على المريض."

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

ويدرس بعض الباحثين التغيرات الجسدية في المخ، ولكن البعض الأخر يدرسون التغيرات البيوكيميائية وكذلك علم الوراثة، وأثبتت الدراسات أن وجود بعض البروتينات في السائل المخي والذي يشير الى مرض الدماغ التنكسي. ويوضح باحثون أن الابحاث تتحسن باستمرار من خلال مسح أدمغة المرضى الحية والتعرف على التغيرات التي تظهر في أدمغتهم، ويأملون في انها ستساعد على المزيد من الاختراقات في مجال أمراض الدماغ.

وختم الدكتور ستيف " نحن بحاجة للعمل على عملية كيفية حدوث المرض، والعثور على علاجات والعمل على طريقة تمكننا من انقاذ الناس في مراحل مبكرة." ويحث الناس على التبرع بأعضائهم حتى يستمر عملهم.

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية جولة في أكبر مستودع للأدمغة البشريَّة في بريطانيا لاستخدامها في البحوث العلمية والطبية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab