لندن -العرب اليوم
توصل فريق بحثي من جامعة كولورادو الأميركية إلى آلية يمكن استخدامها لإرسال خلايا مناعية إلى ما يشبه «معسكر تدريب»، للحصول على جرعة تدريبية تعينها على اكتشاف الخلايا السرطانية، وتم الإعلان عن تفاصيلها في العدد الأخير من دورية «أنفستجيشنال نيو درجز».
وتستخدم هذه الآلية عملية تعرف باسم «الفصادة»، التي تنطوي على إزالة الدم الكامل، ووضعه في جهاز طرد مركزي لفصل الدم الكامل إلى أجزائه الفردية، والهدف من جلسة فصل مكونات الدم في هذه الحالة هو الحصول على ما بين 5 إلى 10 مليارات من خلايا الدم المحيطية أحادية النواة (PBMCs)، وهي نوع من الخلايا المناعية، تساعد في تحفيز النشاط المضاد للورم في نوع فرعي من السرطانات التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري، وهي سرطانات الرأس والرقبة.
وكانت الخطوة التالية هي إرسال هذه الخلايا المناعية إلى المختبر لتدريبها على اكتشاف الخلايا السرطانية التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري وقتلها، حيث «يمكن اعتبار أنك ترسلهم إلى معسكر تدريب حتى يتعلموا كيفية اكتشاف السرطان ومهاجمته»، كما يقول أنطونيو جيمينو، الرئيس المشارك لبرنامج العلاج التنموي لمركز السرطان بجامعة كولورادو.
ويوضح جيمينو، في تقرير نشره السبت الموقع الإلكتروني للجامعة، أنه «في معسكر التدريب نستخدم تقنية تسمى (ضغط الخلايا)، حيث يتم إرسال الخلايا المناعية عبر قنوات ضيقة جداً تفتح المسام على سطحها، وبعد ذلك يتم تغذية الخلايا بقطعة من البروتين (ببتيد)، مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، حتى يتمكنوا من تعلم كيفية التعرف عليه وبناء ذاكرة له، والهدف من العملية هو المساعدة في ضمان أن تهاجم هذه الخلايا في المرة المقبلة الخلايا السرطانية التي يحركها فيروس الورم الحليمي البشري».
ويضيف: «بمجرد أن تمر الخلايا بعملية ضغط الخلايا، يتم إعادة ضخها إلى المرضى خلال جلسة علاج خارجية مدتها ساعة واحدة، وتحدث هذه العملية كل 21 يوماً، ولم تتطلب من المرضى تلقي العلاج المتزامن لكبت المناعة أو العلاج الكيميائي».
وبينما توجد علاجات خلوية تتطلب تعديل خلايا المريض وراثياً، فإن الآلية الجديدة لا تؤدي إلى تعديلات جينية، وهذا يجعلها أسرع وأكثر مرونة، وهذا ما أكدته المرحلة من التجارب السريرية التي استخدمت تلك التقنية.
ويقول جيمينو: «النتائج التي لاحظناها في هذه المرحلة الأولى من التجربة كانت واعدة، وحقيقة أن الخلايا من دم المريض نفسه يعني أنه لن تكون هناك مشكلة في رفضها، كما أن حقيقة أنه لم يتم إجراء أي تعديلات وراثية يجعلها أقل عرضة لجذب الانتباه غير المرغوب فيه من جهاز المناعة».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك