شح الأدوية والأزمة الاقتصادية يخنقان مرضى السرطان في لبنان
آخر تحديث GMT09:19:22
 العرب اليوم -

شح الأدوية والأزمة الاقتصادية يخنقان مرضى السرطان في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شح الأدوية والأزمة الاقتصادية يخنقان مرضى السرطان في لبنان

الادوية في لبنان
بيروت ـ العرب اليوم

يعيش مرضى السرطان في لبنان معاناتهم، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية، التي ضاعفت من آلامهم الجسدية والنفسية، إذ بدأت أنواع عديدة من الأدوية، من بينها تلك المخصصة لمكافحة السرطان، تنفد من الصيدليات والمستشفيات. ويمكن اختصار معاناة مرضى السرطان في لبنان، بأوجاع كوليت زغيب (53 عاما)، التي تحدثت عن وضعها بحرقة ويأس، لموقع  لمصدر إعلامي "، فقالت: "أصارع المرض منذ سنوات، لكنني اليوم أنتظر النهاية بلا أمل". وأضافت: "زوجي مريض مما اضطره إلى ترك عمله. وأصبت أنا بسرطان الثدي ثم سرطان الرئة مؤخرا، بعد أن تدهورت حالتي النفسية بسبب صعوبة تأمين العلاج، والظروف الصعبة التي حكموا علينا أن نعيشها في لبنان".

هاجس الموت وأضافت زغيب، وهي واحدة من آلاف المصابين: "هاجس الموت لا يفارقني. أصارع المرض كما يفعل أصدقائي مرضى السرطان في لبنان، وهم كثر. أصبح علاجنا متعذرا. حكموا علينا بالموت البطيء لأننا لا نملك المال لشراء الأدوية على نفقتنا". وأردفت بحزن: "المسؤولية تقع على كتف ابني الوحيد، الذي يعيلني من دخله الشهري، الذي لا يكفي لشراء وقود سيارته، كما أن وزارة الصحة توقفت عن مساعدتي في العلاج ". وعن كلفة علاجها، قالت: "حوالي 7 ملايين ليرة شهريا، لا قدرة لي على تأمينها، فيما الفحوصات المخبرية وحدها والتي نضطر لإجرائها لا تكفي راتب ابني، ولا تغطيها وزارة الصحة. لم يعد بإمكاننا الدخول الى المستشفى الحكومي لأن الأقسام المخصصة لنا خصصت لقسم علاج كورونا".

37  مليون إصابة جديدة في 2040 ووسط كل هذه الأوجاع التي تعانيها زغيب وغيرها من اللبنانيين المصابين بالسرطان، توقعت منظمة الصحة العالمية أن ترتفع حالات الإصابة بالسرطان بنسبة 60 بالمئة في شرق المتوسط خلال العقدين المقبلين. ومن المرجح أن تصل إلى 37 مليون إصابة جديدة عام 2040. ووفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، يحتل لبنان المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بالسرطان، قياسا بعدد السكان. إذ هناك 242 إصابة بين كل 600 ألف لبناني كل عام. وكان تقرير سابق للمنظمة، قد ذكر أن 17 ألف لبناني أصيبوا بالسرطان خلال عام 2018 فقط، وزادت معاناتهم مع اشتداد الأزمة الاقتصادية، إذ بدأت أصناف عديدة من الأدوية تنفد. وأوضحت أن "العامل الوراثي يساهم بنحو 10 إلى 30 بالمئة من حالات الإصابة، بينما تعود نسبة 70 إلى 90 بالمئة من الإصابات بالسرطان في الدول العربية إلى نمط الحياة وعوامل بيئية، كالتدخين وقلّة النشاط البدني، إضافة إلى الأنظمة الغذائية غير الصحية وشرب الكحول وتلوث الهواء والتوتر العصبي والسمنة.

"السرطان الأكثر انتشارا"

من جانبه، قال رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في الجامعة الأميركية ببيروت، البروفيسور ناجي الصغير، لموقع "سكاي نيوز عربية"، تعليقا على الأرقام: "في لبنان تعاني حوالي 40 بالمئة من النساء المصابات بالسرطان من سرطان الثدي، أما النسبة الأكبر من الرجال فيصابون بسرطان المثانة، وسرطان الرئة بسبب التدخين". وأضاف: "معدلات الإصابة بالسرطان تزيد في كل دول العالم، ونلاحظ أن 50 بالمئة من الإصابات بسرطان الثدي في لبنان تصيب من هن تحت سن الـ50، بينما هي في أوروبا وأميركا بنفس النسبة (50 بالمئة) لكنها تصيب من هن تحت سن 63 عاما". وكشف الصغير أن هناك حوالي 12 إلى 14 ألف إصابة بالسرطان سنويا في لبنان، مضيفا: "لا نملك إحصاءات دقيقة منذ عام 2015 وهنا تكمن المشكلة. وهناك حوالي 2500 حالة سرطان ثدي جديدة سنويا".

الأسباب وعزا الصغير تفشي السرطان في لبنان والعالم العربي لعدة أسباب، أبرزها وتيرة الحياة ونظام التغذية، وقال: "90 بالمئة من أسباب مرض سرطان الرئة هي بسبب التدخين". وشدد على "التوعية بشأن سرطان الثدي، وضرورة إجراء التصوير الإشعاعي في سن الـ40، لأن الكشف المبكر يقلل من عدد الإصابات". كما أكد أن الحفاظ على نظام تغذية صحي يعتمد على الفاكهة والخضروات وممارسة الرياضة، من الأمور التي تسعد على تجنب الإصابات. وتوقع الصغير زيادة نسبة الإصابة السرطان في الأعوام المقبلة، بسبب التلوث والمبيدات الزراعية، لافتا إلى ضرورة مراقبة الطعام والتأكد من خلوه من المواد المسرطنة. وختم الرجل حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، بالقول: "علينا أن نبقى على جهوزية تامة، ومن المهم جدا أن نواجه الفيروسات بالأدوية واللقاحات المطلوبة، لأن أي التهاب فيروسي يدوم لفترة طويلة يصير سرطانا يعيش في عنق الرحم، وهذا بدأ ينتشر بكثرة في بلداننا".

قد يهمك ايضا 

ميقاتي يطلب من وزير التربية تصريف الأعمال بدلاً من قرداحي

وفد من الاتحاد الأوروبي يزور لبنان استعدادًا للانتخابات

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شح الأدوية والأزمة الاقتصادية يخنقان مرضى السرطان في لبنان شح الأدوية والأزمة الاقتصادية يخنقان مرضى السرطان في لبنان



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
 العرب اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 05:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق
 العرب اليوم - استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
 العرب اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 03:03 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تواجه حمادة هلال في المداح 5 رمضان 2025
 العرب اليوم - غادة عادل تواجه حمادة هلال في المداح 5 رمضان 2025

GMT 07:37 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

على رِسلك... ما بيننا أعظم من ذلك!

GMT 09:18 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

السعودية قبل مائتي عامٍ

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

حصيلة قتلى إعصار “هيلين” ترتفع إلى 111 شخصًا

GMT 12:48 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألق في حفله بمدينة العلا السعودية

GMT 07:35 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

اليوم التالي للمنطقة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab