أبلغت ولاية كيرالا جنوب الهند عن أول حالة وفاة ترتبط بتفشي جديد لفيروس «نيباه»، بعدما لقي صبي يبلغ من العمر 12 عاماً حتفه بسبب المرض المعدي يوم الأحد، حتى في الوقت الذي تكافح فيه الولاية موجة قاتلة من فيروس «كورونا». كما أصيب اثنان على الأقل من العاملين الصحيين في الولاية، وفقاً لتقارير محلية.
وهذه هي أول حالة وفاة يتم الإبلاغ عنها بسبب المرض الفيروسي في ولاية كيرالا بعد ما يقرب من ثلاث سنوات، مما دفع مسؤولي الصحة فيها وفي الولايات المجاورة إلى حالة من التأهب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وعادة ما يكون سبب المرض هو استهلاك أغذية ملوثة من قبل الحيوانات، ومعظمها من الخفافيش. ومعدل الوفاة بالفيروس مرتفع، إذ يتراوح من 40 إلى 75 في المائة.
وحدد مسؤولو الصحة مصدراً محتملاً واحداً على الأقل للعدوى: رامبوتان، وهي فاكهة تشبه الليتشي يستهلكها السكان المحليون. قال تقرير لـ«هندوستان تايمز»، إن المسؤولين يحاولون تحديد ما إذا كانت العدوى قد انتقلت من خلال الفاكهة بعد أن لوثتها الخفافيش.
وحدد المسؤولون أيضاً 18 من أفراد الأسرة والأقارب الذين كانوا على اتصال بالصبي البالغ من العمر 12 عاماً، ووضعوا 150 مخالطاً ثانوياً في الحجر الصحي.
وأضاف التقرير أن مسؤولين من المركز الوطني للسيطرة على الأمراض في دلهي حاولوا تحديد الثمار التي ربما أكلها الصبي وأي حيوانات كان يمكن أن يتفاعل معها.
تم نصح السكان المحليين باتباع البروتوكولات بعد أن أعلنت إدارة ولاية كيرالا المنطقة المحيطة بمنزل الضحية منطقة احتواء وفرضت قواعد تشبه الإغلاق في دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات.
وأثارت حالة فيروس «نيباه» مخاوف من تفشي مرض آخر بعد «كوفيد - 19»، حيث إن ولاية كيرالا مسؤولة عن 50 - 60 في المائة على الأقل من حالات «كورونا» اليومية في البلاد.
كما أبلغت الولاية الجنوبية وحدها عن أكثر من 26 ألف حالة إصابة و74 حالة وفاة في غضون 24 ساعة يوم الأحد، وفقاً للبيانات الرسمية، مما يبقي سلطات الولاية في حالة تأهب لأنها لا تزال حذرة من موجة ثالثة محتملة.
*ما هو فيروس «نيباه»؟
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر «نيباه» فيروسا حيواني المصدر، مما يعني أنه ينتقل من الحيوانات إلى البشر. يمكن أن ينتقل الفيروس أيضاً عن طريق الطعام الملوث وقد ينتقل مباشرة بين الناس في بعض الحالات.
يسبب فيروس «نيباه» مجموعة من الأمراض. يظل بعض المرضى بدون أعراض، لكن البعض الآخر تظهر عليه أعراض تنفسية حادة والتهاب دماغي قاتل. ومن المعروف أيضاً أنه يصيب عدداً من الحيوانات، وخاصةً الخنازير، مما يؤثر على تجارة الماشية المحلية بين المزارعين.
وتم التعرف على الفيروس لأول مرة في عام 1999 في ماليزيا بعد الإبلاغ عن تفشي المرض بين مربي الخنازير. المرة الثانية التي ظهر فيها فيروس «نيباه» كانت في عام 2001 في بنغلاديش، وهي أيضاً جارة للهند.
ويصاب الشخص في البداية بأعراض مثل الحمى والصداع وآلام العضلات والقيء والتهاب الحلق. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، «يمكن أن يتبع ذلك دوار ونعاس وتغير في الوعي وعلامات عصبية تشير إلى التهاب الدماغ الحاد».
يعاني الشخص المصاب أيضاً من التهاب رئوي غير نمطي ومشاكل تنفسية حادة. تقول منظمة الصحة العالمية: «يحدث التهاب الدماغ والنوبات المرضية في الحالات الشديدة، وتتطور إلى غيبوبة في غضون 24 إلى 48 ساعة».
وفي الوقت الحالي، لا توجد أدوية أو لقاحات مصممة خصيصاً لمواجهة فيروس «نيباه». وأوصت هيئة الصحة العالمية بالرعاية الداعمة المكثفة لعلاج المضاعفات التنفسية والعصبية الشديدة لهذا «المرض ذي الأولوية» في إطار مخطط البحث والتطوير الخاص بها.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك