لندن - كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة عن أن الأقوال المأثورة للأجداد تعد نصائح مبنية على أساس علمي خصوصا فيما يتعلّق بالإصابة بالحمى عن طريق العدوى البكتيرية. حيث أخضع العلماء ما جاء بالحكمة للاختبار باستخدام فئران المُختبر مع العدوى البكتيرية والفيروسية.
ووجد العلماء بأن الفأر المصاب بالإنفلونزا – مثل نزلات البرد الشائعة التي تسببها الفيروسات – قد ساعد تناول الطعام في علاجها وبقائها علي قيد الحياة. بينما وعلى النقيض، فإن إطعام الحيوانات المصابة بالبكتيريـا قد سارع في موتهم.
وأبدى قائد فريق البحث وهو العالم رسلان متزيتوف من كلية يال Yale للطب في الولايات المتحدة الأميركية دهشته من مدى تأثير التغذية سواء بالإيجاب أو بالسلب. ففقدان الشهية – عدم تناول الطعام – هو سلوك شائع خلال فترة المرض الذي يتعرّض له الأشخاص و جميع أنواع الحيوانات.
ففي سلسلة التجارب الأولى، إنتقلت عدوى بكتيريا الليستيريا إلي الفأر – وهو سبب شائع للتسمم الغذائي. حيث توقفت الحيوانات عن تناول الطعام بصورة طبيعية وفي النهاية بدأت تتعافى. إلا أنه وعند تناولهم للطعام فلم تستطع البقاء على قيد الحياة. واكتشف الباحثون بأن الجاني هو الأغذية الغنية بالسكر، حيث تمكّن الفأر من البقاء على قيد الحياة بإطعامه البروتين و الدهون ولكن من دون جلوكوز.
بينما أظهرت دراسة مماثلة لفئران مصابة بفيروس الإنفلونزا نتائج عكسية. حيث بقيت الفئران على قيد الحياة عند إجبارها على تناول الجلوكوز، في حين ماتت عندما رفضت تناول الطعام. ونجح عقار يسمى 2-DG الذي يمنع التفاعل الحيوي للجلوكوز في إنقاذ الفئران المصابة بالليستيريا، ولكنها لم تفلح مع الفئران المصابة بالإنفلونزا.
وأشارت أبحاث أخرى إلى ظهور نتائج مختلفة ذات صلة ما بين التفاعل الحيوي والجهاز المناعي. وقال العالم متزيتوف بأن كل شيء تقريباً يعرفونه حول العدوى يعد مبنياً على دراسات الإستجابة المناعية، وكيفية عمل نظام المناعة على إزالة مسببات الأمراض. إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة للدفاع عن الجسم تجاه المرض، وهناك حالات نتغير ونتأقلم فيها حتى لا يتسبب الميكروب في إحداث أذى.
ويبحث فريق الدراسة خلال الوقت الحالي في كيفية تأثير التغيرات في سلوك النوم أثناء الإصابة بالمرض علي طريقة أداء جهاز المناعة في محاربة العدوى. كما يريد الباحثون أيضاً التحقُّق من السبب وراء إشتهاء الأشخاص في بعض الأحيان للطعام اثناء فترة إصابتهم بالمرض.
وأجرى العلماء تجارب معملية لتقييم فوائد تناول الطعام بالنسبة لمرضى تسمُّم الدم المهدد للحياة، والذي ينجم عن الاستجابة للعدوى التي تدمٍّر أنسجة الجسم و كذلك الأعضاء. وأضاف الأستاذ متزيتوف بأن تسمُّم الدم يعد بمثابة مشكلة حرجة داخل وحدات العناية المركزة في المستشفى وتتحدى أغلب المناهج الطبية الحديثة.
أرسل تعليقك