لندن ــ العرب اليوم
مرض "الخرف" كما يعرف علمياً، هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل: الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة.
وتفيد بعض الأبحاث التي نشرها موقع "بي بي سي" بأن من يشربون ماء غنياً بالليثيوم أقل عرضة للإصابة بالخرف. ويوجد الليثيوم في مياه الصنبور، بكميات متفاوتة. وليست نتائج الدراسة التي أجريت على 800 ألف شخص واضحة تماماً، حيث لوحظ أن المستويات العالية من الليثيوم تقلل الخطر، أما المستويات المعتدلة فلها تأثير أسوأ من المستويات المنخفضة. ويقول الخبراء إن تلك الدراسة مثيرة للاهتمام، لأنها تشير إلى طريقة محتملة لتقليل خطر الإصابة بالخرف.
وتناولت الدراسة التي قامت بها جامعة كوبنهاغن السجلات الطبية لـ73731 شخصاً من الدنمارك يعانون من مرض الخرف و733653 لا يعانون منه. وفحصت مياه الصنبور في 151 منطقة من البلاد. وتبين من الدراسة أن نسبة معتدلة من الليثيوم (5.1 - 10 ميكروغرامات في اللتر) تزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 22 في المائة، مقارنة بالنسبة الأقل من الليثيوم في الماء (أقل من 5 ميكروغرامات).
في المقابل، فإن من يشربون ماء يحتوي أكثر من 15 ميكروغراماً من الليثيوم ينخفض احتمال إصابتهم بالمرض بنسبة 17 في المائة.
وأفاد الباحثون بأن هذه هي الدراسة الأولى التي تبين العلاقة بين الليثيوم في مياه الشرب والخرف. فيعرف عن الليثيوم أن له تأثيراً على الدماغ، ويستخدم في علاج مرض ثنائي القطب، لكن نسبة الليثيوم في مياه الشرب أقل من المستوى المستخدم طبياً.
كما أظهرت التجارب أن الليثيوم يغير عدداً كبيراً من العمليات البيولوجية في الدماغ. ولا يوجد أي دواء حالياً يستخدم لعلاج الخرف أو حتى إبطاء تطوره.
وتحدث الدكتور ديفيد رينولدز، من مؤسسة أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة، قائلاً: «إنه لأمر مثير أن جرعات قليلة من علاج متوفر قد تستطيع تقليل عدد الأشخاص الذين يصابون بالخرف».
وأضاف: «تحليلنا بأن علاجاً يستطيع تأجيل الإصابة بالخرف لمدة 3 سنوات يعني أن عدداً أقل بـ666 ألفاً سيصاب بالمرض حتى عام 2250».
--
أرسل تعليقك