لندن ـ ماريا طبراني
قدمت دراسة حديثة بعنوان "الجنس كإستراتيجية لمكافحة الطفيليات سريعة التطور" إجابة مهمة على سؤال حول استمرار العملية الجنسية في زمن الاستنساخ، إذا أوضحت أن الطيور تمارس الجنس، وكذلك النحل وبطبيعة الحال البشر. لكن لماذا كان الجنس أحد أسرار العلم؟ وأجاب الباحثون في دراستهم على هذا السؤال حيث اعتبروا أن التكاثر الجنسي أكثر مقاومة للعدوى وقدرة على التكيف مع التهديدات الناجمة عن تغير البيئة مقارنة بالتكاثر عن طريق الاستنساخ، على النحو الذي تمارسه بعض أنواع الحيوانات مثل التنين كومودو ونجم البحر.
وقد يكون الاستنساخ أقل متعة، من منظور إنساني، كما يزيل الحاجة إلى إيجاد شريك، فضلًا عن التودد والوقوع في الحب بين البشر أو الحيوانات، فهناك العديد من التفاصيل المربكة لجذب الشريك، ففي البشر مثلًا قد تكون قيادة سيارات مبهرجة أو ارتداء ملابس مثيرة للجنس الآخر، أما في عالم الحيوان يكون الريش اللامع أو الاشتباكات العنيفة بالقرون عامل جذب مهم.
ومن المعروف أن الجنس يسمح بتداخل الجينات، مما يعزز للسكان بالتطور بسرعة والتكيف مع البيئة المتغيرة، إلا أنه لكي ينتصر الجنس على إستراتيجية الاستنساخ، يجب أن يكون له فوائد كثيرة تحدث فرقًا للجيل المقبل، ولتسوية هذه المسألة، درس باحثون من جامعة ستيرلينغ، كائن حي بإمكانه إنتاج ذرية عن طريق الاتصال الجنسي، وعن طريق الاستنساخ أيضًا.
وجد الباحثون أن "water fleas" التي تولد من التكاثر الجنسي لديها ضعف المقاومة للالتهابات عن التي ولدت من الاستنساخ، في حين أن بعض الأنواع الحيوانية والنباتية يمكن أن تتكاثر من دون ممارسة الجنس، مثل نجم البحر والموز إلا أن الجنس لا يزال هو النمط السائد في العالم الطبيعي.
ودرس الباحثون أكثر من 6000 كائن دقيق تم جمعها من البرية في إسكتلندا، في المختبر وأشارت النتيجة النتيجة لكلا الذريتين التي تنتج عن طريق التزاوج الجنسي والاستنساخ، والمعرضة إلى العدوى البكتيرية إلى أن المنتجة جنسيًا لديها ضعف في المقاومة للعدوى من المستنسخة.
وقال الدكتور ستيوارت أولد، من كلية علوم الطبيعية: "واحدة من أقدم الأسئلة في علم الأحياء التطوري، لماذا الجنس موجودة عل الرغم من أنه يستهلك الكثير من الوقت والطاقة؟ وتابع: "الجنس يفسر وجود ذيل الطاووس، وقرون الأيل، لكن إذا كان هناك أنثى من الممكن أن تنتج ذرية دون ممارسة الجنس، سيهيمن نسلها، لأن الاستنساخ يمكن أن يضاعف عدد السكان مع كل جيل جديد وهو الأمر الذ لن يتم من خلال التزاوج".
وأضاف ستيوارت: " الحاجة الي الهروب من المرض في الوقت الحاضر، يمكن أن يفسر استمرار الجنس في العالم الطبيعي على الرغم من تكلفته، حيث أن الكائنات المستنسخة متطابقة وراثيًا مع أمهاتهم وهو ما يعني أن أي طفيلي، أو عدوى بكتيرية، تصيب الأم يمكن أن تصيب النسل".
أرسل تعليقك