لا شك أن الرغبة الجنسية يمكن أن تتغير من لحظة إلى أخرى، ففي دقيقة واحدة قد تشعر بالإثارة، وفي الدقيقة التي تليها تشعر أن كل ما تريده هو كوب من الشاي وقيلولة, وعلى الرغم من أن الرغبة الجنسية مثيرة ومهمة جدا، إلا أنه لا بد من المزيد من الأبحاث حول متى ولماذا متعة الشهوة لدينا محدودة, فيما تسعى الأبحاث لإلقاء بعض الضوء على طبيعة الرغبة الجنسية، وكيف تختلف بين الناس وداخل نفس الشخص, بينما اختصرت الدراسة النتائج في إجابة بعض الأسئلة وهي.
·هل الرجال لديهم دافع جنسي أقوى؟ هل الرجال من ذوات الدم الحار؟ هل هم مخلوقات يحركها الجنس وتفكر في ممارسة الجنس كل سبع ثوان؟ , حيث أوضحت الدراسة أن الرجال لا يفكرون في الجنس أكثر من النساء (34 مرة مقابل 19 مرة في اليوم - ذلك عن كل 1700 ثانية)، ولكن الرجال يفكرون أيضا في الطعام والنوم أكثر من النساء, وبينت أن الرجال هم مخلوقات قائمة على الاحتياجات، ولا يحركهم الجنس في حد ذاته, كما ينبغي الإشارة إلى أن النساء أبعد ما يكون عن كونهم مخلوقات باردة جنسيًا، فإنها تجتاح حوالي 20 فكرة جنسية منفصلة في اليوم الواحد.
·هل نشعر برغبة جنسية أقل مع التقدم في السن؟, حيث يعد العمر هو آخر شيء نظن أن له تأثير كبير على الرغبة الجنسية وكشفت دراسة أجريت على البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-59 عاما، أنه كلما تقدمنا في السن نحن أكثر عرضة للاختلال في الوظائف الجنسية, وعلى سبيل المثال، الرجال الأكبر سنا أكثر احتمالا للتعرض لمشاكل في الانتصاب وأكثر احتمالا للتعرض لصعوبة التشحيم، والتي يمكن أن تؤدي إلى ألم أثناء ممارسة الجنس عند المسنين, ومع ذلك، لا يرتبط الشيخوخة بالضرورة بانخفاض الرغبة الجنسية, فيما وجدت اثنين من المسوحات الوطنية على البالغين الفنلنديين أن هناك عدد من العوامل الأخرى لذلك، بما في ذلك الأداء الجنسي، والمواقف نحو الجنس، وتقارب العلاقة، ولم يكن للشيخوخة أي تأثير على الرغبة الجنسية.
واعتبرت الدراسة أن الشيخوخة, تتعلق بممارسة الجنس بشكل أقل في كثير من الأحيان، حتى بعد التحكم في هذه العوامل, لذلك ربما كبار السن يشعرون بالإثارة كما يفعلون عندما كان عمرهم 20 عامًا، ولكن لسبب ما، هم أقل عرضة للانخراط في ممارسة الجنس.
·هل الرغبة الجنسي العالية تعني تحسين العلاقة الجنسية؟, حيث تعتبر الرغبة الجنسية مهمة لعلاقتنا والاشباع الجنسي, وفي إحدى الدراسات التي تركز على الأزواج، وجدوا أن المزيد من الناس لديهم خبرة في الرغبة الجنسية طوال اليوم، وحياتهم الجنسية أفضل, وأوضحوا أن النقطة المهمة هنا هي أننا لا ينبغي أن نوقف الجنس أثناء النهار, وحذرت من أن تؤدي حياة الخيال الصحية التي تعزز رغبتنا خارج غرفة النوم إلى وقت أفضل في غرفة النوم.
·الرغبة في ممارسة الجنس مقابل الرغبة في قيلولة, وتبرز عندما يتعلق الأمر بالعوامل التي تتحكم في الرغبة الجنسية، الهرمونات عامل مهم جدا للنظر فيه, وبالنسبة للرجال، تتبر زيادة مستويات هرمون التستوستيرون والرغبة الجنسية من المحتمل أن ترتفع أيضا, أما بالنسبة للنساء، فإن تأثير هرمون التستوستيرون وغيرها من الهرمونات التي تتعلق بالرغبة أقل وضوحا, وهناك بعض الأدلة على تغير الرغبة الجنسية للمرأة في مراحل مختلفة من الدورة الشهرية للتبويض.
ووجدت إحدى الدراسات أن ارتفاع مستويات التستوستيرون (في الغالب خلال فترة الإباضة حول الأيام من 12-15) يجعل النساء نشطات جنسيا, حيث كانت العلاقة أقوى بين النساء اللاتي لسن في علاقة مقارنة مع النساء اللاتي لديهن شريك, وبالتالي، لا يبدو أن هرمونات المرأة تلعب دورًا ما في السيطرة على الرغبة الجنسية، وهذا التأثير قد يكون قويا بشكل خاص بين النساء غير المتزوجات, وأوضحت أن الاعتقاد السائد هو أن حبوب منع الحمل تقلل الرغبة الجنسية للمرأة, ومع ذلك، لم تجد مراجعة الأبحاث الحالية أي تأثير ثابت لحبوب منع الحمل على الرغبة الجنسية للمرأة, فيما لم تشهد معظم النساء أي تغيير في الرغبة الجنسية نتيجة لتناول حبوب منع الحمل، بل شهدن زيادة طفيفة، والبعض الآخر انخفاضا طفيفا.
ولكن ماذا عن العوامل النفسية والبيئية؟ هل تتغير الرغبة اعتمادا على من نحن معه؟, وهل تتغير اعتمادا على كيف نشعر حول أجسادنا، أو الإجهاد، أو استهلاك الكحول؟
هذه الأسئلة لم يتم اختبارها، ومع ذلك في الوقت الحاضر، فيما يعد تأثير الحياة اليومية على الشهوة الجنسية لا يزال لغزا إلى حد كبير.
أرسل تعليقك