دعوة علمية لمراقبة جودة الهواء تحاشياً لجائحات جديدة  في المستقبل
آخر تحديث GMT13:23:33
 العرب اليوم -

دعوة علمية لمراقبة جودة الهواء تحاشياً لجائحات جديدة في المستقبل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دعوة علمية لمراقبة جودة الهواء تحاشياً لجائحات جديدة  في المستقبل

امكانية تفشي أوبئة وأمراض جديدة وانتشارها عبر الهواء
جنيف - العرب اليوم

عندما كان وباء الكوليرا يفتك بالعاصمة البريطانية لندن في عام 1845، طلب الطبيب جون سنو من سلطات المدينة إغلاق البئر التي كانت تمد غالبية السكان بمياه الشرب، بعد أن تبين وجود علاقة مباشرة بين المياه الملوثة وانتشار الوباء. منذ ذلك التاريخ، تغيرت مقاربة العلوم الطبية للأوبئة وأصبحت مراقبة جودة المياه ونظافتها من التدابير الأساسية للوقاية منها.
وبعد أكثر من عام على ظهور جائحة «كوفيد - 19»، وعشرات الندوات والبحوث العلمية، أقرت منظمة الصحة العالمية بدور الرذاذ الذي يحمل فيروس كورونا المستجد داخل الأماكن المغلقة في سريان الوباء عن طريق التنشق. وبعد أيام من الإعلان الرسمي الذي صدر عن منظمة الصحة مطلع هذا الشهر، أقرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض بأن نسبة عالية من الإصابات بـ«كوفيد - 19» تحصل عبر الهواء عن طريق تنشق هذا الرذاذ الذي ينفسه المصابون عند الكلام أو السعال.
وفي دراسة مفصلة تنشرها مجلة «Science»، في عددها الذي يصدر غداً الاثنين، وتستند إلى الاستنتاجات التي أقرتها منظمة الصحة والمركز الأميركي، تدعو مجموعة من العلماء إلى وضع معايير دولية لمراقبة جودة الهواء في الأماكن المغلقة، وتكليف الأجهزة الصحية السهر على الامتثال لها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة كانت قد حذرت في بداية الجائحة من مخاطر الرذاذ في نقل الفيروس، لكن منظمة الصحة ترددت طويلاً في الاعتراف باستنتاجات البحوث التي كانت تجرى في العديد من الجامعات والمراكز حول هذا الموضوع.
وتدعو الدراسة التي تحمل تواقيع 39 باحثاً في العلوم الوبائية والصحة العامة، إلى تشديد تدابير المراقبة والوقاية منعاً لظهور وتفشي أوبئة وأمراض جديدة في المستقبل وانتشارها عبر الهواء. وتقول المشرفة على هذه الدراسة، خبيرة فيزياء الرذاذ ومديرة المختبر الدولي لمراقبة جودة الهواء ليديا موراواسكا، «في القرن الحادي والعشرين، نحتاج إلى قواعد واضحة تضمن نظافة الهواء في المباني وخلوه من الجراثيم والفيروسات ومسببات الأمراض، على غرار القواعد المعتمدة منذ عقود لمراقبة جودة مياه الشرب».
وتضيف موراواسكا، وهي كبيرة المحاضرين في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في أستراليا: «لعبت جائحة (كوفيد - 19) دوراً حاسماً في تسريع البحوث حول آليات سريان الإصابات والالتهابات التنفسية، وبات من الضروري اليوم الاتجاه نحو تغيير جذري في مقاربتنا لانتشار هذه الإصابات، وحماية مجتمعاتنا من معاناة غير ضرورية وخسائر اقتصادية فادحة. وعلى السلطات المعنية أن تتحرك بسرعة انطلاقاً من أن الهواء، على غرار المياه أو الأطعمة، هو ناقل أيضاً للأمراض والإصابات التنفسية».
ويقول مايكل هوارد، أستاذ العلوم الوبائية في جامعة هارفارد، «من الإيجابيات القليلة جداً لهذه الجائحة، أنها ساعدت على التعمق في فهم مسارات انتشار الأمراض التنفسية الناجمة عن الفيروسات. في الماضي، كان الخبراء يرفضون فكرة انتشار معظم الفيروسات عبر الهواء، لكن القرائن العلمية المتراكمة بنتيجة البحوث التي أجريت منذ بداية الجائحة، أبطلت موجبات التشكيك وأسباب التردد التي انهارت بالكامل مؤخراً عندما أعلنت منظمة الصحة اعترافها رسمياً بهذه النظرية. والمطلوب الآن هو أن تبادر السلطات السياسية والصحية إلى وضع الأطر والقواعد اللازمة لتكون مجتمعاتنا جاهزة من أجل مكافحة جميع أنواع الفيروسات التنفسية التي يرجح أن تكون هي المسبب الرئيسي للجائحات في المستقبل».
وما يزيد من أهمية هذا الاعتراف الرسمي بسريان الفيروس في الهواء عبر الرذاذ، هي نتائج الدراسات الأخيرة التي بينت أن 0.1 في المائة فقط من الإصابات بـ«كوفيد - 19» حصلت خارج الأماكن المغلقة. ويذكر أن منظمة الصحة تأخرت بتوصية استخدام الكمامات الواقية داخل الأماكن المغلقة حتى نهاية العام الفائت، وذلك رغم وجود أدلة كثيرة على حالات سريان كثيفة داخل المباني من غير تهوية كافية.
وفيما تقول أستاذة الهندسة البيئية في جامعة كولورادو، شيلي ميلير، التي شاركت في إعداد الدراسة، إن «الهواء يحمل الفيروسات وينقلها مثل المياه، وأن الهواء في المباني ليس ملكاً خاصاً، بل هو ملك عمومي، ويجب التعامل معه على هذا الأساس»، تشدد موراواسكا على أن القرائن العلمية الدامغة على سرعة سريان الإصابات التنفسية عبر الهواء تستدعي التحرك في أقرب الآجال لوضع معايير دولية للتهوية داخل المباني، وبالأخص الأماكن العامة، منعاً لانتشار الجراثيم والفيروسات والمسببات المرضية». لكنها تضيف أن ذلك لا يعني فرض المعايير المعتمد في المستشفيات على المباني والأماكن العامة المغلقة، بل يكفي أن تكون هذه مصممة ومشغلة بطريقة تحد من مخاطر انتشار المسببات المرضية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وفاة السفير الفلسطيني في دمشق إثر إصابته بفيروس كورونا

مصطفى محمد خارج قائمة جالاتا سراي بعد إصابته بفيروس كورونا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة علمية لمراقبة جودة الهواء تحاشياً لجائحات جديدة  في المستقبل دعوة علمية لمراقبة جودة الهواء تحاشياً لجائحات جديدة  في المستقبل



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء
 العرب اليوم - قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل
 العرب اليوم - أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل

GMT 10:00 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

سلوت سعيد بأداء ليفربول ويثني على محمد صلاح
 العرب اليوم - سلوت سعيد بأداء ليفربول ويثني على محمد صلاح

GMT 06:10 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح
 العرب اليوم - أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين... لبنان ثم اليمن

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إيران والخوار الاستراتيجي

GMT 03:52 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين وإسرائيل وتنفيذ حل الدولتين

GMT 22:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هنا الزاهد تخرج من منافسات دراما رمضان 2025

GMT 18:31 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الأردن يعلن تعليق حركة الطيران في مجاله الجوي بشكل مؤقت

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان فوق مستوطنات في الضفة الغربية

GMT 18:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب والنفط تقفز بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل

GMT 15:40 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة دقيقة على بيروت

GMT 18:08 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد قتلى عملية قطارات يافا إلى 8 إسرائيليين

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل فلسطيني بشظية صاروخ إيراني في الضفة الغربية

GMT 21:08 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء حول لبنان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

منى زكي خارج دراما رمضان 2025

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

سيرة التعب

GMT 17:29 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعزز قواتها في شمال سوريا بأنظمة دفاع جوي ورادارات

GMT 12:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

انفجارات تهز محيط العاصمة دمشق في سوريا

GMT 15:18 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تستهدف مواقع عسكرية في ريفي درعا والسويداء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab