خبز التنور والصاج يتسيّد موائد أرياف بلدة عامودا في الحسكة
آخر تحديث GMT04:48:19
 العرب اليوم -

أكّد متخصّصون في علوم التغذية أهميته صحيًّا وغذائيًّا

خبز "التنور والصاج" يتسيّد موائد أرياف بلدة "عامودا" في الحسكة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خبز "التنور والصاج" يتسيّد موائد أرياف بلدة "عامودا" في الحسكة

خبز "التنور والصاج"
دمشق - لامار أركندي

البساطة والألفة الاجتماعية والتعاون ارتبط برغيف الخبز البلدي في أرياف بلدة "عامودا" التابعة إلى محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، الذي يرمز إلى الحنين إلى الوطن وأحضان الأمهات، ولم تستطع المخابز الحديثة وأرغفة الخبز السياحي أن تسرق من رغيف التنور رونقه الخاص وشعبيته الجارفة، فقد حافظ على حضوره المستمر في موائد الفقراء والأغنياء على السواء.

فمع شروق شمس الصباحات الريفية في تل عروس في ريف عامودا تنتشر رائحة خبز "التنور والصاج" اللذيذ، والمقمر على الحطب لتملأ أرجاء القرية، وما زال مشهد تجمع الأولاد حول أمهم وهي تخبز على التنور ينتظرون خروج الرغيف الساخن حتى توزعه عليهم. مشهد تعيشه فاطمة أنور مع إشراقة كل صباح في قريتها, تتحدث لـ"العرب اليوم" عن تحضير العجين وتهيئة التنور وفق درجة حرارة مناسبة, مشيرة إلى أن الخبز على التنور يتطلب خبرة ومهارة، كما أن السرعة أساسية كون لصق الرغيف داخل التنور وسحبه بعد نضجه يتطلب سرعة كبيرة تفاديا لحرق اليدين لأن درجة الحرارة داخل التنور تكون مرتفعة جدا.

وكثيرا ما يختلف طعم الخبز بين سيدة وأخرى، وسابقا كانت النساء يتنافسنّ في ما بينهنّ في صناعة وجودة رغيف التنور، وكانت الفتاة التي تتقن الخبز في تلك السنوات مرغوبة جدا للزواج، حسب رواية خديجة شقيقة فاطمة لـ"العرب اليوم" التي تتقن بمهارة فائقة صناعة خبز الصاج والتنور وتضيف: "في ساعات الفجر الأولى نبدأ بعجن الطحين المتخمر وذلك باستخدام طشت معدني بغية تهيئة العجينة للخبز، وكلما عجنا الطحين أكثر كان خبزه أسهل ونتج عنه رغيف أجود، بعد الانتهاء من تجهيز العجينة نغطيها بقطعة قماش ونتركها لمدة نصف ساعة حتى تستريح، وخلال هذه الفترة يتم إيقاد النار في التنور باستخدام الحطب، وتأتي بعدها التحضير لتقريصات العجين وهي قطع كروية الشكل من العجين كل قطعة يصنع منها رغيف واحد".

خبز التنور والصاج يتسيّد موائد أرياف بلدة عامودا في الحسكة

وحسب حجم الرغيف الذي ترغب بتحضيره العجانة، حيث تمدها وترققها بحركة دائرية باليد ثم توضع العجينة على قطعة قماش دائرية محشوة ببعض القطع القماشية بسماكة 10 سم توضع عليها قطعة العجين بعد مدها لتلصق بأحد أطراف التنور من الداخل ومهمتها حماية اليد من النار أثناء لصق الرغيف، بعد لصق الرغيف على جدار التنور يترك حتى ينضج ثم يسحب باليد أو باستخدام ملقط بساق معدنية طوله نحو 25 سم، وبعد إخراج الخبز من التنور يعرض للهواء حتى يبرد.

ومن منطلق الفلكلور والتراث والتنوع وإرضاء رغبات الزبائن، لم تتأخر المحلات الشهيرة ومطاعم مدن الجزيرة في تأسيس تنانير داخل محلاتهم ومطابخ مطاعمهم وجعلها ظاهرة أمام المارة والمرتادين كمحل أبوديروك في مدينة القامشلي الذي يتهافت الزبائن لشراء خبزه اللذيذ ذات الرائحة العبقة، ويعتقد أن مشاهدة إنتاج الخبز وبشكل مباشر في هذه التنانير، تجذب الناس وتدفعهم لتناول خبز التنور الذي يتراوح ثمن خمسة أرغفة منه الـ500 ليرة سورية ما يعادل الدولار الواحد، إضافة لقيمته الغذائية والصحية.

ويؤكد الكثير من المختصين في علوم التغذية أهمية الخبز البلدي الأسمر صحيا وغذائيا، حيث يعتبرونه غذاء متكاملا يحتوي على القمح وقشوره ونخالته ويحتوي على العديد من المواد المعدنية والفيتامينات التي يحتاجها الجسم البشري كما أنه مفيد للمعدة والأمعاء ولمرضى السكري ولأصحاب الأوزان الثقيلة ولمرضى الجهاز العصبي، فهو يساعد على الامتصاص وهضم المواد الغذائية وطرح السموم من الجسم، كذلك يفيد الرجال ومرضى القولون العصبي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبز التنور والصاج يتسيّد موائد أرياف بلدة عامودا في الحسكة خبز التنور والصاج يتسيّد موائد أرياف بلدة عامودا في الحسكة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 العرب اليوم - ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab