ذكرت دراسة جديدة إنَّ الرياضيين الذين يُعانون من إصاباتٍ في الرأس يحصلون على أذنًا طبيًا ، للعودة إلى اللعب قبل أن تلتئم أدمغتهم تمامًا ، فقد كشفت عمليات مسح الدماغ أنَّ لاعبي الإسكواش في كندا ، الذين عانوا مؤخرًا من ارتجاج كان لديهم تغييرات واضحة في بنية الدماغ ، بعد أن حصلوا على أذن بالعودة إلى الملعب.
وتتطلب الارتجاجات الناجمة عن الرياضات احتكاك بدني لها علاقة بـ"الاضطرابات العصبية" الحادة ، بما في ذلك اعتلال الصدمة المزمن في الدماغ، والزهايمر والتصلب الجانبي الضموري "ALS".
ويُحذر الخبراء من أن استمرار اللعب بعد إصابة رأسية محتملة الضرر قد يُزيد من خطر إصابة اللاعب بأمراض عصبية أكثر من ذلك ، ويُشير البحث إلى أن هناك حاجة إلى متطلبات جديدة لتحديد متى يكون الرياضي مستعدًا جسديًا للعب مرة أخرى بعد أن يُعاني من ارتجاج.
ويستند هذا التقرير إلى دراسة نُشرت الثلاثاء ، مما يدل على أنَّ ممارسة الرياضة باستمرار تؤثر بشدة على هيكل ووظيفة دماغ والرياضيين ، وكلاهما يأتي في وقت من القلق المتزايد من أن الرياضة التي تتطلب احتكاك بدني تُسبب تلف كبير في الدماغ على المدى الطويل.
وفي يوليو/تمَّوز أظهرت دراسة أجريت على لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية المتوفين أن 99% منهم ظهرت عليه علامات اعتلال الصدمة المزمن في الدماغ، والذي يسبب أعراض مثل فقدان الذاكرة والدوار والاكتئاب والخرف.
واستخدم باحثون من مستشفى سانت مايكل في نيو جيرسي وعيادة ديفيد ماسينكتوش للطب الرياضي في جامعة تورونتو ، جهاز تصوير بالرنين المغنطيسي المتقدم لقياس هيكل الدماغ ووظيفته في 27 رياضيًا في الأسبوع الأول بعد الارتجاج ومرة أخرى عندما مُنحوا أذنا طبيًا للعودة إلى اللعب.
وقورنت عمليات المسح مع دراسة مجموعة من 27 من لاعبي إسكواش غير مصابين ، ووجد الفريق أنَّ تلك التغيرات الدماغية الملحوظة ظهرت في أول تصوير بالرنين المغناطيسي بعد ارتجاج كان لا يزال موجود عندما قيل أنَّ الرياضيين يمكنهم العودة إلى اللعب.
وعلى وجه التحديد لاحظوا الفرق المستمر في هيكل المادة البيضاء في المشاركين ، وهو ما يسهل التواصل في أجزاء مختلفة من الدماغ ، كما رصدوا اختلافات في نشاط المخ المتعلقة بالرؤية والتخطيط.
وأظهر الرياضيين الذين استغرقوا وقتًا أطول للتعافي تغييرات في مناطق الدماغ المرتبطة بالحركة الجسدية ، وقد أُجرى البحث على مجموعة من الرياضيين الذكور والإناث من لاعبي الاسكواش.
وقال المؤلفون إن الهدف من ذلك هو إظهار أهمية النتائج بالنسبة إلى المجتمع الرياضي العام، وليس فقط الرياضات التقليدية عالية المخاطر مثل الهوكي وكرة القدم.
وتشير النتائج إلى أنه بعد الارتجاج، تستمر التغيرات في الدماغ حتى بعد حل الأعراض الأخرى، وفقًا لما ذكره المؤلف الرئيسي الدكتور ناثان تشرشل ، قائلًا "هذا هو أول دليل ملموس لدينا أن الدماغ لا يزال يُعاني من بعد الشفاء من الارتجاج.
وتبين الدراسة أنَّ العواقب العصبية البيولوجية للارتجاج قد تتجاوز الأعراض التي نبحث عنها عادة عند تحديد ما إذا كان الرياضي مستعدًا للعودة إلى اللعب ، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان الرياضيون بحاجة إلى مزيد من الوقت بين الإصابة الحادة والعودة للعب مرة أخرى.
وأضاف الدكتور توم شويزر، رئيس برنامج أبحاث علم الأعصاب ومؤلف مشارك في الدراسة "نريد أن نؤكد أن الفوائد الصحية للمشاركة الرياضية لا تزال تفوق بشكل عام مخاطر الارتجاج ، نتائجنا تُساعدنا على فهم أفضل لكيفية تغير الدماغ على مسار الشفاء".
وتلقت هذه الدراسة تمويلًا من وزارة الدفاع والتنمية في كندا ، والمعاهد الكندية للصحة العسكرية والمحاربين القدماء، والمعاهد الكندية للبحوث الصحية وسيمنس كندا المحدودة.
أرسل تعليقك