لندن ـ كاتيا حداد
تعتبر اضطرابات الطعام هي الأكثر شيوعًا بين الفتيات والنساء، ولكن الآن أصبح الوضع مختلفًا، فقد ارتفع عدد الرجال الذين يعانون منها في المستشفات بنسبة 70 %على مدى الأعوام الست الماضية، وهو نفس معدل الزيادة بين النساء، وقد كشفت البيانات الرقمية "نهس" أن عدد التشخيصات في المستشفيات لدى الذكور قفزت فوق عمر 19 عامًا من 480 في 2010-2011 إلى 818 في 2015-2016.
وكان معدل الزيادة أعلى قليلًا بين كبار العمر من الرجال في الأربعين والخمسين من العمر، ومن هنا يلوم الخبراء ضغط الأقران للحصول على العضلات وكذلك الرجال في محاولة لنسخ ما يرونه عن الجسد المثالي من المشاهير الذكور، ويعتقد الخبراء أن زيادة الوعي عن اضطرابات الأكل قد شجعت المصابين على التقدم للحصول على المساعدة.
وقال الدكتور ويليام ريس جونز، من الكلية الملكية للأطباء النفسيين لـ"الغارديان": "إن الضغط المستمر من أجل الحصول على الجسم المثالي في ارتفاع بين الرجال من جميع الأعمار، وهو عامل خطر لتطوير اضطراب الأكل"، مضيفًا أن هناك صورًا غير صحية لأجساد الرجال المثالية في وسائل الإعلام، فهي تعتبر ضغطًا لا لزوم لها على الأشخاص الضعفاء الذين يسعون جاهدين للقبول بين الأفراد من خلال هذه الطريقة.
وتابع الدكتور ويليام: "أن الافتقار إلى الفهم والتعاطف مع الرجال الذين يعانون من اضطرابات الأكل - والتي يمكن أن تشمل فقدان الشهية العصبي، الشره المرضي واضطراب الأكل الحاد - يمكن أن يكون عائقًا لأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة ولأن من يعانون من اضطرابات الأكل عادة ما يفترض أن يكونوا الإناث، وكثير من الرجال قد يشعرون بالخجل أن يعترفوا أن لديهم مشكلة، ويتأثر أكثر من 725،000 رجل وامرأة في المملكة المتحدة من اضطرابات الأكل.
وكان معدل الزيادة أعلى قليلًا بين كبار العمر، حيث بلغ 70 في المائة للفئة العمرية 41-60 عامًا، ويقارن ذلك بنسبة 67 في المائة في الفئة العمرية 26-40، و63 في المائة في الفئة العمرية من 19 إلى 25 عامًا، وفي الفترة نفسها، ارتفعت الحالات بنسبة 61 في المائة بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و25 عامًا، وبنسبة 76 في المائة بين النساء في منتصف العمر.
وتظهر الأرقام أن الرجال ما زالوا أقلية في الحالات الإجمالية للمرضى المشخصين في المستشفى، ففي الفترة 2015-16، كان هناك 098 1 من الذكور البالغين والأطفال، و054 12 من الإناث البالغات والأطفال، وقد تم نقل أكثر من 300 طفل دون عمر الثانية عشرة - من الفتيان والفتيات الذين يعانون من اضطراب في الأكل خلال هذا العام - إلى المستشفى.
وأوضح سام توماس: "أنه في اضطرابات الأكل قد يجد الرجال المتضررون صعوبة مضاعفة في الحصول على التشخيص والعلاج الصحيح، حيث أن العديد من المهنيين الصحيين يربطون اضطرابات الأكل بالنساء، وفي الواقع، يعتقد أن اضطراب الأكل تؤثر على الرجال والنساء على حدِ سواء ، في حين أن فقدان الشهية والشره المرضي هو في الأساس اضطرابات متعلقه بالإناث".
وأشار توماس، إلى أن كثيرًا من الرجال لا يدركون أن لديهم اضطراب الأكل، فسوف يعرفون أن لديهم مشاكل مع الطعام، ولكن في كثير من الأحيان لن يعتقدوا أنهم يمكن أن يعانوا من اضطرابات الطعام والتي تحتاج إلى مساعدة مختص، وعلاوة على ذلك، تشير البحوث الأخيرة إلى أن هناك اتجاه متزايد مقلق بين الرجال في منتصف العمر، وهو أخذ المنشطات التي يشيع استخدامها من قبل محترفي كمال الأجسام.
ووفقًا لتقرير كلية الطب في جامعة هارفارد، هناك حاليًا ما يقدر بـ 2.9 مليون إلى 4 ملايين مستخدم لالستيرويد في الولايات المتحدة، وفي المملكة المتحدة، تظهر أرقام وزارة الداخلية 60،000 شخص استخدموا الدواء في عام 2014، ولكن الخبراء يؤكدون أن العدد أعلى بكثير ويقترب من مليون .
وأظهرت الدراسة أن استخدام المنشطات على المدى الطويل فى بناء العضلات قد يضعف عمل القلب عن طريق انسداد الشرايين وترتبط أيضًا بارتفاع ضغط الدم وزياده مستويات الكوليسترول.
أرسل تعليقك