لندن ـ كاتيا حداد
اجازت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية عقارًا جديدًا يستخدم فيروس موجود في جسم الانسان من أجل علاج مرض سرطان الجلد, حيث أوصى المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية, باستخدام العقار الجديد، والذي يضاعف فرص علاج مرضى سرطان الجلد، بشكل فوري للمرضى الذين لم تصلح معهم أدوية أخرى في المملكة المتحدة.
وأوضحت الهيئة أن العقار يعمل عن طريق إصابة وقتل الخلايا السرطانية من قبل صيغة معدلة وراثياً لفيروس "الهربس"، كما يقوم بتسخير قوة الجهاز المناعي في الجسم وتوجيهها ضد الأورام, مشيرة إلى أنه لا يقوم بالإضرار بالخلايا البشرية السليمة، مما يعني أن آثاره الجانبية أقل بكثير من العلاج الكيميائي وعلاجات السرطان الأخرى.
وأظهرت التجارب التي اجراها معهد أبحاث السرطان في لندن أن المرضى الذين كانوا في حالة صحية حرجة واستخدموا العقار الجديد قد عاشوا لمدة تصل إلى 41 شهراً، بينما عاش المرضى الذين تم معالجتهم بالعقارات الأخرى والعلاج المناعي الذي يُعتبر واحداً من أفضل العلاجات الموجودة لمرض لسرطان الجلد لمدة 21 شهرًا, فيما يعد سرطان الجلد هو خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في بريطانيا، حيث يصاب به سنوياً أكثر من 14,500 شخص ويموت بسببه أكثر من 2000 شخص.
وقال البروفيسور كيفن هارينغتون من معهد أبحاث السرطان: "إنه خبر مثير للغاية أن يوافق المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية على استخدام العقار الجديد للمرضى الذين يعانون من سرطان الجلد، وهذا يجعله أول عقار من نوعه يتم الموافقة على استخدامه من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية. هذا هو تتويج لعشر سنوات من العمل على هذا العقار", وأضاف: "قد لا يكون قد اثبت العلاج فعاليته، ولكنه لديه آثار جانبية أقل نسبياً للمرضى الذين لا يمكن إعطائهم بعض العلاجات المناعية الأخرى الموجودة في السوق".
ويقوم العقار بمضاعفة اعداد فيروس الهربس داخل الخلايا السرطانية من أجل مهاجمتهم من الداخل، ولكن قام العلماء بإزالة اثنين من جيناته الرئيسية لعدم السماح للفيروس بإضرار الخلايا غير السرطانية, كما يقوم العقار بتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة السرطان، مما يؤدي إلى هجوم مزدوج من داخل وخارج الخلايا السرطانية, وسيصل سعر العقار ما بين 3340 جنيه استرليني و13360 جنيه استرليني في الشهر، وهو ما سيتوقف على حجم الأورام لدى كل مريض.
وعلى الرغم من سعره المرتفع، قال مسؤولون في المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية أن فعالية العقار تعني انه لا يزال يمثل أفضل قيمة مقابل المال بالنسبة لأدوية العلاج الكيميائي, ومن المتوقع أن يستفيد 100 مريض من هذا العقار في البداية، ولكن هذا الرقم قد يرتفع في المستقبل إذا تم اثبات فعاليته للمرضى في مرحلة مبكرة.
وذكر المدير العام لشركة "أمغن" للأدوية في بريطانيا والتي تبيع العقار تحت اسم "Imlygic" جون كيرني: "سرطان الجلد لا يزال يحصد الكثير من الأرواح كل عام, وتلعب الأدوية الجديدة مثل Imlygic دوراً هاماً لمساعدة الأشخاص الذين سيتضررون من هذا المرض في المستقبل", وتابع: "إن العلماء الذين اخترعوا وقاموا بتطوير التكنولوجيا الرائدة لـ "Imlygic" يستحقون أن نتذكرهم ونحتفل بهم اليوم، لقد جعلونا فخورين للغاية".
أرسل تعليقك