لندن - العرب اليوم
قد تكون إضافة شائعة للسكر، مستخدمة في الأطعمة الشعبية، هي القوة الدافعة وراء نمو واحدة من أكثر الجراثيم المقاومة عدوانية، وفقا للخبراء.ويأتي التحذير بعد أن حددت دراسة نُشرت في مجلة Nature، أن التريهالوز (trehalose)، الموجود في أطعمة مثل ألواح التغذية والعلكة، يلعب دورا في نشر بكتيريا خارقة خطيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وربط تريهالوز بظهور سلالتين من بكتيريا المطثية العسيرة، وهي بكتيريا مميتة قادرة على مقاومة الأدوية المضادة للمضادات الحيوية.وتُعرف المطثية العسيرة بأنها تسبب الإسهال والتهاب القولون وفشل الأعضاء وحتى الموت. ووجد الباحثون صلة بين الانتشار السريع للبكتيريا الخارقة في السنوات القليلة الماضية وزيادة استخدام التريهالوز في العديد من الوجبات الخفيفة الحلوة.
ووفقا لروبرت بريتون، من كلية بايلور للطب في تكساس: "في عام 2000، تمت الموافقة على التريهالوز كمضاف غذائي في الولايات المتحدة لعدد من الأطعمة من السوشي والخضروات إلى الآيس كريم".وقال الدكتور بريتون، وهو أحد الباحثين في الدراسة: "بعد حوالي ثلاث سنوات بدأت التقارير عن تفشي هذه السلالات في الازدياد. وقد تساهم عوامل أخرى أيضا، لكننا نعتقد أن التريهالوز هو العامل الرئيسي".وهذه "السلالات" التي أشار إليها الدكتور بريتون كانت سلالات البكتيريا المسماة RT027 وRT078.
وعندما حلل العلماء التركيب الجيني لهذه السلالات، اكتشفوا تسلسل الحمض النووي الذي مكّن الحشرة من إطعام جرعات منخفضة من سكر تريهالوز بكفاءة عالية. ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، تعد المطثية العسيرة سببا رئيسيا للوفاة المرتبطة بالأمراض المعدية في الولايات المتحدة.وفي عام 2015، أفاد مركز السيطرة على الأمراض (CDC) أن المطثية العسيرة كانت مسؤولة عن التسبب في ما يقرب من نصف مليون إصابة لدى المرضى في عام و29000 حالة وفاة تقديرية.
وتسبب البكتيريا التهاب القولون والإسهال الذي يهدد الحياة.وفي حين أن المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما هم الأكثر تعرضا للخطر، فإن معظم الالتهابات تحدث عند الأشخاص الذين تلقوا رعاية طبية ومضادات حيوية، ما يجعلها جرثومة قاتلة.ووجد الباحثون أنه داخل الأمعاء البشرية، كانت RT027 قادرة على النمو من كميات صغيرة من تريهالوز، في حين أن سلالات البكتيريا الأخرى لم تكن كذلك.وقال باحث آخر، وهو الدكتور جيمس كولينز من كلية الطب بايلور، إن هذه البكتيريا كانت منتشرة لفترة طويلة دون أي تفش كبير.
ونظرا لحقيقة أن العوامل الوراثية التي تسمح لهذه البكتيريا باستقلاب تريهالوز وزيادة إنتاج السموم كانت موجودة قبل وقت طويل من تفشي المرض، قام الباحثون بالتحقيق في ما يمكن أن يؤدي إلى انتشار الأوبئة.وأضاف الدكتور كولينز: "في الثمانينيات لم تكن هذه الأمراض وبائية أو شديدة الضراوة ولكن بعد عام 2000 بدأت في الانتشار، وتسببت في تفشي المرض بشكل كبير. إحدى المساهمات المهمة لهذه الدراسة هي إدراك أن ما كنا نعتبره في يوم من الأيام سكرا آمنا تماما للاستهلاك البشري، يمكن أن يكون له عواقب غير متوقعة".
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك