ارتبطت العديد من الاهتمامات الصحية بالنساء الحوامل البدينات، والآن يحذر أطباء القلب من السمنة والبدانة على أساس أنها يمكن أن تتسبب في تحطيم قلوب الأجنة قبل ولادتهم، بما يسبب تشوهات لعضلة القلب.
وتعتبر النساء البدينات عرضة لعدد لا يحصى من المشكلات تؤثر على أجنتهم قبل ولادتهم، وكثيرًا ما ناقش العلماء واحتجوا إلى المشاكل الصحية ومخاطر الوزن الزائد التي يتعرض لها أطفال النساء البدينة، بدءًا من السكر إلى الوزن الزائد، إلا أن دراسة جديدة ظهرت وأضافت مخاوف جديدة إلى هذه القائمة,
وحذر أطباء القلب في نيويورك الأمهات من الوزن الزائد، وكذلك من مرض السكري حيث أن لكليهما مخاطر تسبب تلف قلوب الأجنة، إذ تقول طبيبة القلب للأطفال من برونكس الدكتورة آبرانا كولارني، أنه تم اكتشاف تغيرات في قلوب الأجنة لدى مجموعات من النساء الحوامل من البدينات أو مريضات السكري.
وأضافت كولارني: "إن الفكرة الأساسية وراء هذه الدراسة هي البرمجة الجنينية، ويشير هذا إلى التغيرات التي تحدث في بنية وسيكولوجية الأربطة في قلب الجنين كنتيجة لصحة الأم، وتعتبر البدانة والسكري هي الأوبئة الرئيسية للقرن الحالي، وقد رأيت العديد من الأمهات بحالة واحدة أو الاثنين معًا في تجربتي السريرية وأردنا التحقق مما إذا كانت هذه الشروط لها أي تأثير على قلوب الأجنة، وفي 2014 كان هناك 387 مليون إنسان يعاني من السكر بالعالم، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم إلى 600 مليون إنسان تقريبًا بحلول عام 2035".
وتتضاعف السمنة إلى أكثر من النصف منذ عام 1980، وفي 2014 أصبح أكثر من 600 مليون بالغ عرضة لها، وتخضع النساء الحوامل من البدينات أو مريضات السكري في الولايات المتحدة لمستوى معين من الرعاية وعمل موجات فوق الصوتية لقلوب الأجنة (ECG) والتي تعطي صورة لقلب الجنين، ومن 2012 حتى 2015، سجل الباحثون 82 امرأة حامل مريضة بالسكري و26 أمًا حاملًا وزنها زائد ممن لديهن مؤشر كتلة الجسم.
كما تم عمل مقارنات للنتائج مع 70 امرأة حامل بصحة جيدة، ممن تطوعن لعمل موجات فوق الصوتية لقلوب أطفالهن، واختبر أطباء القلب الموجات الصوتية لمعرفة كيف ستكون عضلة القلب لكل طفل منكمشة ومسترخية، وفي ما بعد، كانت معالجة الصور باستخدام طريقة تسمى تتبع الرقطة، لتوليد المزيد من التفاصيل حول وظائف عضلة القلب، بتطوير حركة عضلة القلب.
وأوضحت الدكتورة كولارني: "تتبع الرقط لضربات القلب يمكن ن تكشف عن تشوهات القلب في مستوى سريري معين، وبمعنى أخر فإن تقنيات ضربات القلب يمكن أن تكشف عن التشوهات، وفي دراستنا يتم التركيز على هذه التشوهات دون مشاكل وظائفية في مشكلات القلب في الأجنة".
واكتشف الباحثون أن التغيرات السريرية في عضلة القلب لأجنة الأمهات المريضات بالسكر تكون نفس الحال لأجنة الأمهات البدينات، ولم تكن التغيرات واضحة بتقنيات الموجات فوق الصوتية الروتينية.
وتابعت: "لم يظهر أي شيء لتأثر هذه القلوب في الموجات الصوتية الروتينية لضربات القلب، ولكن باستخدام تتبع الرقط لضربات القلب أصبح لدينا أدلة على أن وظيفة عضلة القلب تغيرت بالسلب في قلوب أجنة الأمهات البدينات أو اللاتي يعانين من مرض السكري".
وزادت: "تتضمن استنتاجات دراستنا أثارًا فاعلة في العالم، حيث أن كلا من السكري وزيادة الوزن كانت تزيد بسرعة الصاروخ"، مؤكدة أن المزيد من الدراسات مطلوبة لاستكشاف أثر التغيرات على قلوب الأطفال أصحاء القلب أو الأطفال عندما يكبرون إلى مرحلة الطفولة والبلوغ. وبالإضافة لذلك، مطلوب المزيد من الأبحاث لتوضيح متى تحدث التغيرات أثناء الحمل، وإذا ما كان أي شيء يمكن عمله لاستبدال هذا التغير.
وكتوسعة لدراستهم الحالية، سيختبر فريق الدكتورة كولاري قلوب الأطفال عند السنة الأولى في العام المقبل، لمعرفة ما إذا كانت التشوهات مازالت موجودة أو اختفت.
وأشارت كولاري إلى أن "هذه نتائج هامة جدًا، ولكن إذا لم توافق المرأة الحامل المريضة بالسكري أو السمينة التفكير في أن شيئًا ما قد يحدث أو خطأ سيقع في الحمل، ونريد المزيد من الإجابات حول أثر السكري والبدانة لدى الأمهات ممن ينتظرن مولد الأطفال، قبل التأكيد على النتائج النهائية حول صحة الأطفال".
أرسل تعليقك