واشنطن ـ رولا عيسى
أكدت دراسة أميركية جديدة أنَّ غالبية الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للاكتئاب لا يعانون في الحقيقة من أعراض الاكتئاب.
وكشف الباحثون أن نحو أكثر من 69% أو ثلثي الأشخاص الذين يتعاطون مضادات الاكتئاب لا يستوفون المعايير الطبية، أو لا يعانون من الأعراض الفعلية لمرض الاضطراب النفسي الاكتئابي.
ويصف أطباء الأمراض النفسية الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج اضطرابات نفسية أخرى مثل الوسواس القهري ونوبات الهلع وغيرها، كما كشف الباحثون أنَّ نحو 38% من الذين يتناولون الأدوية المضادة للاكتئاب، لا يعانون من الأعراض الفعلية وفقاً للمعايير الطبية الخاصة باضطرابات الوسواس القهري، والهلع ، والرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق العام أيضًا.
وعكف الباحثون الأميركيون على إجراء دراسة حول الذين يتعاطون أكثر أدوية الاكتئاب شيوعًا، وهو ما يعرف بمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو(SSRI)، ويشار إلى أنَّ هذا الدواء هو أكثر الأدوية التي ينصح بها أطباء الأمراض النفسية لعلاج الاكتئاب، وغيره من الأمراض النفسية، لما له من آثار جانبية أقل ضررًا، إذا قورن بمعظم الأنواع أخرى من مضادات الاكتئاب.
وخلص الباحثون وفقاً للتقرير الذي نشر في مجلة الطب النفسي الإكلينيكي، إلى أنَّ "الكثير من الأفراد الذين يتناولون مضادات الاكتئاب، بناء على وصفة طبية، لا يفون بالمعايير الحقيقة للاضطرابات العقلية"،وأضافوا "تشير البيانات التي توصلنا إليها إلى أنّ مضادات الاكتئاب، تستخدم عادة في غياب مؤشرات أو أعراض تستند إلى أدلة واضحة".
وصرَّح المدير الطبي للهيئة الطبية الاستشارية لعلاج الإدمان في مركز مونتيفيور الطبي لعلاج لاكتئاب المرضي، الدكتور هوارد فورمان، تعليقا على هذه الدراسة، بأنَّ الاكتئاب يختلف تمامًا عن مشاعر الحزن المؤقتة، مضيفًا:"نمر جميعًا بفترات نعاني فيها من الإجهاد، و الحزن، والشك الذاتي أو فقدان الثقة في النفس، وهذا لا يعني أننا مرضى، ولكنها تعني أننا أشخاص طبيعيون".
وتؤكد المبادئ الطبية التوجيهية الرسمية في الولايات المتحدة أن تشخيص مرض الاكتئاب، يعتمد على عوامل أهمها، أن الشخص يعاني من خمسة أو أكثر من أعراض الاكتئاب خلال فترة أسبوعين، ويتم ملاحظتها بشكل يومي، وتشمل الأعراض اعتلال الحالة المزاجية، وفقدان الاهتمام أو المتعة بالأنشطة المختلفة، وفقدان الوزن، وزيادة الوزن أو تغيرات في الشهية، والأرق أو زيادة الرغبة في النوم.
أرسل تعليقك