لندن - كاتيا حداد
حذرت دراسة بريطانية النساء الحوامل من تناول الأدوية المسكّنة الشائعة مثل الباراسيتامول؛ إذ يمكن أن تهدِّد خصوبة بناتهن في المستقبل، بينما كشف بحث سابق، أجراه علماء إسكتلنديون، أن للباراسيتامول تأثير مدى الحياة على الأطفال الذكور، ويرفع خطر تعرضهم إلى الإصابة بالعقم والسرطان.
ويعد الباراسيتامول المسكِّن الأكثر استخدامًا في العالم، والخيار الآمن للأمهات المنتظرات، كما يستخدم بشكل واسع لعلاج الصداع، ولكن التجارب البحثية وجدت أنه عندما تأخذه الأم مع عقار الاندوميثاسين مثل الإسبرين لعلاج الالتهاب وآلام الحُمى والتهاب المفاصل، يمكنها إنجاب ذرية من الإناث قليلة إنتاج البويضات عن تلك اللاتي لم تتناول هذه الأدوية.
ويرجح البحث الإسكتلندي أن الأمهات يبدين موقفًا لا مباليًّا بشأن الأخطار المحتملة للباراسيتامول، لذا يجب حثهنّ على التفكير مرتين قبل تناول الدواء، فإذا تم أخذ الأقراص ينبغي استخدامها بأقل جرعة ممكنة ولأقصر وقت ممكن.
وأجري البحث البريطاني الجديد على الفئران، ووجد أن الأمهات اللاتي يتناولن الباراسيتامول يكن أن يلدن إناث بمبايض أصغر، مما يخفض فرصهن في الإنجاب، وأن الذكور أيضًا قد يتأثرون بوجود عدد أقل من الخلايا التي تؤدي إلى الحيوانات المنوية في وقت لاحق، وأنه على الرغم من أن نمو الجنين يكون أبطأ في البشر مما تكون عليه في الفئران، يقول العلماء إن النتائج مهمة نظرًا إلى تشابه الجهاز التناسلي عند النوعين.
وأكد الباحث المشارك في الدراسة، البروفيسور ريتشارد، شارب من مركز جامعة أدنبرة للصحة الإنجابية، وجود الكثير من أوجه التشابه بين النظامين الإنجابيين للفئران والإناث، لذلك يجب فهم كيفية تأثير هذه العقاقير على نمو الجنين في الرحم حتى يتم استيعاب تأثيرها الكامل، وقد يكون السبب أن هذه العقاقير تعمل على الهرمونات التي تسمى البروستاجلاندين المعروفة بتنظيم التبويض والدورة الشهرية، وتحريض المخاض.
وذكرت الكلية الملكية للقابلات أن على الأمهات طلب المشورة الطبية قبل اتخاذ الباراسيتامول؛ لأن دراسات عدة أشارت إلى أن تلك المسكنات تتعارض مع تطور الجهاز التناسلي الذكري وهو في رحم والدته.
ويُعتقد أن هرمون التستوستيرون، والذي ينتج في الخصيتين، مفتاح العملية برمتها، لذلك أجرى الباحثون تجربة تهدف إلى إظهار ما إذا كان التعرض للباراسيتامول في الرحم يخفض مستويات الهرمون أم لا.
وإجراء التجارب على الأطفال في الرحم أمر مستحيل، لذلك درس الباحثون سابقا الفئران التي لديها قطعة من أنسجة الخصية الجنينية للإنسان، وأعطيت الحيوانات الباراسيتامول بجرعات مساوية لتلك التي يتخذها الناس وكمية من هرمون التستوستيرون لقياسها، فلم يكن لتناول الباراسيتامول ليوم واحد فقط أي تأثير على مستويات هرمون تستوستيرون، ومع ذلك، تناول العلاج 3 مرات في اليوم لمدة 7 أيام أثر على النصف تقريبًا، كما أكدت الاختبارات الثانية أن مستويات هرمون الذكورة انخفضت.
وذكر متحدث باسم هيئة الصحة أنه يجب على النساء تجنب تناول أدوية أثناء الحمل إلا عند الضرورة القصوى، وينبغي التحدث إلى الطبيب أو القابلة أو الصيدلي قبل القيام بذلك.
أرسل تعليقك