استطاع العلماء وضع اختبار جديد يهدف للكشف عن الامراض بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية ومرض السرطان بفعالية أكبر بحوالي 10 آلاف مرة من أدوات التشخيص الحالية.
ويزيد الكشف المبكر عن معظم الأمراض بشكل كبير فرص نجاح العلاج، وفي حين أن التشخيص المبكر يأتي بمثابة الحظ لفحص المريض في الوقت المناسب، فأصبح ضروري تطوير اختبارات حساسة يمكن أن تتلقط أي تغيرات ضئيلة في مجرى الدم للكشف عن الامراض، حيث طوّر العلماء في جامعة ستانفورد هذه التقنية الجديدة ويأملون أن تكون أكثر فعالية بآلاف المرات من الوسائل المستخدمة حاليا في التجارب المخبرية، وسيجرى اختبار التقنية في التجارب السريرية الحقيقة.
ويستند الاختبار القديم الى صيد الأجسام المضادة التي يفرزها جاز المناعة عند الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية او السرطان، أو تتبع أي مؤشرات حيوية ذات الصلة من الدم الذي يعتبر أحد السبل التي يمكن للعلماء من خلاله اكتشاف وجود المرض، وهذا ينطوي على تصميم جزئ ترتبط عليه العلامات البيولوجية ووضع علامة عند وجود الخطر.
ويمكن للعلماء عزل هذه العلامة ودراسة العلامات البيولوجية الأخرى من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية المتخصصة المعروفة باسم المناعة، فيما يعتبر هذا الاجراء الجديد الذي اختبر في مختبر كارولين خطوة الى الامام، لاستخدامه لتكنولوجيا قوية باستخدام الحمض النووي، وفي هذه الحالة ستستبدل المواد الكيميائية بحبل قصير من الحمض النووي، والذي سيمكن العلماء من اختبار العينة باستخدام تقنيات عزل الحمض النووي التي تعتبر أكثر حساسية بكثير في الكشف عن المرض من الاجسام المضادة التقليدية.
ويوضح المؤلف المشارك في الدراسة بيتر روبنسون " هذا بالأساس مرتبط بأداة العلم الأساسية التي كنا نطورها للكشف عن تعديلات البروتين، ولكنا أدركنا أن المبادئ الأساسية كانت واضحة جدا وهذا قد يخدم في تطوير نهج افضل لأداة التشخيص."
واختبر الباحثون تقنيتهم التي تستخدم الحمض النووي مع أربع اختبارات متاحة في المختبر، فوافقت إدارة الأغذية والعقاقير على الاختبار الذي أجرى على العلامات البيولوجية لسرطان الغدة الدرقية.
واستطاعت التقنية الجديدة أن تتفوق على كل التقنيات الأخرى بحد أدنى 800 مرة وحد أعلى 10 الاف مرة، ويستطيع الأطباء تمييز الامراض مبكرًا جدًا باستخدام هذه التقنية، وتابع دكتور روبنسون " لقد كان اختبار الغدة الدرقية تاريخيًا صعبًا جدًا الى حد ما، لأنه يوفر الكثير من الإيجابيات والسلبيات الزائفة في التشخيص، ونحن نعتقد أن الاختبار الجديد الذي نقدمه سيكون أكثر حساسية لكننا تفاجئنا من مدى حساسيته."
وقادت عالمة الكيمياء في جامعة ستانفورد الطبيبة كارولين بيتروزي الاختبارات وهي مهتمة منذ وصولها الجامعة بهذه البحوث وتقول " انتقلت الى جامعة ستانفورد مع توقعي بان طلابي سيبتكرون منتجات وتقنيات للتشخيص مبهرة ومتطورة، وقد تحقق هذا الهدف اليوم."
وفاز الفريق ببضعة منح للمضي قدما في التجارب السريرية وستجرى احدى التجارب بالتعاون مع مقاطعة الاميدا في مختبر الصحة العامة الذي سيساعد الفريق على تقييم التقنية كأداة لفحص فيروس نقص المناعة البشرية، فالاكتشاف المبكر والعلاج يمكن أن تساعد في ضمان الحد من اثار المرض على المريض وتقليل فرصة أن ينتقل الى الاخرين.
ويدعم هذا الجهد المركز الوطني للنهوض بحركة العلوم في المعاهد الوطنية للصحة، وقال الطالب المشارك في البحث تشينغ تينغ " العديد من الناس متعاونون معنا ومتحمسون للاختبار كثيرا، وعلى النقيض من العديد من التقنيات التشخيصية السابقة فان هذا الاختبار يمكن تطبيقه باستخدام أجهزة موجودة مسبقا في معظم المختبرات."
وتتبع الباحثون أيضا اختبارا لمرض السكري من النوع الأول والذي يمكن ان يؤدي الكشف عنها الى إدارة هذا المرض والتقليل من الاثار الجانبية.
أرسل تعليقك