المصممان جورج قزي وأسطا يهربان من فوضى بيروت إلى هولندا
آخر تحديث GMT00:24:25
 العرب اليوم -

تشكيلتهما لـ 2021 تجلّت في تصاميم مغزولة بالأحلام والحب

المصممان جورج قزي وأسطا يهربان من فوضى بيروت إلى هولندا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المصممان جورج قزي وأسطا يهربان من فوضى بيروت إلى هولندا

هوت كوتير
بيروت - العرب اليوم


لم تكن العملية سهلة... كانت تحتاج إلى الكثير من الإرادة والقوة... كان سلاحنا الوحيد لتجاوز المآسي التي توالت علينا في الآونة الأخيرة هو التجرد من الواقع بإنكار حصولها». بهذا استهل الثنائي جورج قزي وأسعد أسطا تصريحاتهما عن تشكيلتهما الأخيرة من الـ«هوت كوتير» لخريف وشتاء 2021. تشكيلة ولدت فكرتها في باريس من وحي الفن والطبيعة الهولندية ورأت النور في بيروت في عز أزمتها. يقول جورج: «غداة انفجار مرفأ بيروت، كان هناك غضب لا يوصف يعتمل بداخلنا ترجم نفسه فيما بعد في رغبة محمومة في الإبداع. لم يكن الأمر مجرد تحدٍّ بقدر ما كان عناداً أيضاً...

لم يكن أمامنا حل آخر سوى الانغماس في العمل والتحلي بالإيجابية والأمل حتى نستمر ونشعر بوجودنا». يلتقط أسعد أسطا خيط الحديث معلقاً: «تذكرنا بأن مهمتنا كمصممين قائمة أساساً على تجميل الحياة وإدخال السعادة على الغير... تذكرنا أيضاً أنه من دون فن ومن دون جمال تفقد الحياة معناها وتُصبح مملة». ولأن هذه الحياة لم تكن ملهمة في بيروت حينها، ارتأيا أن يحلقا بخيالهما بعيداً عنها إلى حقول التوليب المتفتحة بكل درجاتها اللونية المترامية على مدى البصر، وإلى متاحف ومعارض أمستردام حيث توجد لوحات خالدة لفيرمير ورامبرانت وفان كوخ. وبالنتيجة جاءت هذه التشكيلة تحاكي لوحات فنية مفعمة بالرومانسية والأنوثة وفي الوقت ذاته تعصف بالحياة والأمل بغد أفضل. 

كل غرزة وكل طية كانت تتراقص بين الواقع والحلم. الواقع الذي فرضته كورونا والأزمة الاقتصادية ثم انفجار مرفأ بيروت والحلم ببداية عهد جميل، وكأنها توثيق لرحلة بدأت كهروب من الشتات والفوضى والألم لتنتهي بحلم هولندي جميل. يتذكر المصممان أنهما في شهر مارس (آذار) الماضي، وفي عز أزمة كوفيد 19. كانا يتواجدان في باريس كعادتهما في كل موسم موضة. كان يسكنهما التفاؤل والأمل بمستقبل باهر لا سيما أنهما احتفلا قبل ذلك بأشهر قليلة بمرور 10 سنوات على تأسيس دارهما «قزي وأسطا». لكن فجأة تغير كل شيء.

أغلقت الموانئ والمطارات وفاحت رائحة الخوف من فيروس غير مرئي في كل العالم. لم يكن أمامهما سوى العودة إلى بيروت بعد أن أُجهض برنامجهما في زيارة أمستردام لتصوير تشكيلتهما فيها على خلفية حقول التوليب المتفتحة في فصل الربيع. لم يخطر ببالهما أن الأمر سيزيد بلة بحيث يُدمر مشغلهما ويودي الانفجار ليس برسوماتهما ومجموعة من تصاميمهما بل أيضاً بأحلامهما القديمة.يؤكد المصممان أنهما رغم ذلك لم يستسلما. فربما تكون التشكيلة وُلدت من رحم الفوضى والمعاناة، لكن المفارقة أنهما حرصا فيها على أن تصرخ بالجمال والفرح، من خلال مجموعة من فساتين الزفاف تحديداً.

كانت هذه الفساتين بمثابة طوق النجاة بالنسبة لهما على المستوى المادي أيضاً، لأن موسم الأعراس لم يمُت كما صور البعض. بالعكس زاد إقبال العرائس على الـ«هوت كوتير»، لأن القيود المفروضة على التجمعات الكبيرة في الأعراس جعلت العروس في زمن كورونا تقتصد ميزانية لا يستهان بها كانت تُصرف سابقاً على فرق موسيقية وقاعات فخمة مزينة بالورود، إضافة إلى عدد هائل من الضيوف. ما اقتصدته ذهبت النسبة الأكبر منه لفستان العمر. هذا الفستان المصمم على مقاسها وحسب مزاجها أصبح استثمارها الأهم في رصيد الذكريات. بيد أن كمية الجمال في هذه الفساتين لم تأخذ من التصاميم المخصصة للمساء والسهرة حقها. بالعكس كانت كل طية أوريغامي تظهر في تنورة، أو كسرة تتدلى من الظهر إلى الأرض أو كشاكش أو بليسهات متماوجة تحاكي عملاً فنياً أو شكل زهرة التوليب أو لونا من ألوانها المتدرجة من الأبيض إلى البرتقالي والبنفسجي إلى الأزرق والأسود. والنتيجة أن تشكيلة «قزي وأسطا» للخريف والشتاء 2021 جاءت نابضة بالألوان والحياة ولسان حالها يقول إن «الشمس تُشرق دائماً بعد العاصفة، والأزهار تتفتح بعد كل شتاء والحياة بدون فن لا طعم لها».

 

أغلب القطع، إن لم نقل كلها، تحمل اسماً فنياً يُوحي بشكلها أو بلوحة رسمها فنان ما. هناك مثلاً تصميم يقطر أنوثة مستوحى من لوحة المزهرية لفان كوخ جسد حب الرسام الشهير للزهور، وأخذت فيه تضاريس المرأة شكل مزهرية. يتكون التصميم الذي تُميزه درجات مختلفة من الأخضر، من ثلاث قطع: كورسيه بدرجة هادئة تُزينه تطريزات على شكل بتلات ناعمة من حرير الأورغنزا، ينفش حجمه عند الخصر ليُؤطر تنورة مستقيمة تكاد تلامس الكاحل بدرجة مختلفة من الأخضر. وتكتمل هذه اللوحة المفعمة بالأنوثة بـ«كاب» طويل ببلسيهات باللون الأخضر الربيعي يتدلى من جانب الكتف ويعانق الخصر بحزام مبتكر من اللون نفسه. تشمل المجموعة أيضاً جاكيت واسعة مستوحاة من لوحة لرامبرانت مصنوعة من المخمل الداكن وتتميز بأكتاف غير محددة وأكمام منفوخة تحمل استدارة زهرة التوليب. أكثر ما يلفت فيها تطريزاتها الغنية التي تداخلت فيها خيوط الذهب مع بريق اللؤلؤ لتخلق تناقضاً لذيذاً بين الظل والضوء. أما تأثير فيرمير فتجلى في فستان سماوي منسدل تركزت تفاصيله على الأكمام المطرزة فتبدو وكأنها أجنحة بنسب متدرجة.

 

رغم ميل المصممين الدائم إلى التصاميم الهندسية والفنية، فإن إحساسهما بالألوان إضافة إلى التقنيات والتطريزات الدقيقة التي لجأ إليها نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة بين الانسيابية والخطوط الهندسية. وحتى تكتمل هذه اللوحة الفنية، صُورت التشكيلة في بيروت في قاعة «دي غورناي» المتخصصة في رسم مناظر طبيعية على ورق الجدران باليد، لتكون خلفية مثالية تُعزز روحها المطبوعة بالفن الباروكي وتُعوض عن حقول التوليب. وبالفعل كان مفعولها قوياً. فقد أيقظت أيضاً رغبة محمومة للانعتاق من قيود الحجر الصحي والأماكن المُغلقة، والانطلاق إلى البرية للإحساس بالحياة وتلمُس الفرح.

قد يهمك أيضاّ :

كلاسيكيات الماضي وحداثة المستقبل في أسبوع الـهوت كوتير

أسبوع باريس للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2018

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصممان جورج قزي وأسطا يهربان من فوضى بيروت إلى هولندا المصممان جورج قزي وأسطا يهربان من فوضى بيروت إلى هولندا



GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 06:48 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ملابس الفرو الفاخرة لإطلالة فريدة ودافئة في فصل الشتاء

GMT 08:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات أنيقة وعصرية تناسب شهر نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 01:41 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 07:49 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال

GMT 12:15 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هجوم صاروخي من اليمن يستهدف وسط إسرائيل

GMT 00:01 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab