الممثلة ثريا جبران وزير الثقافة
الرباط ـ سعيد بونوار
احتج بعض من الفنانين المغاربة على الأجور التي يتقاضونها إبان المُشاركة في عدد المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة، ورغم أن تلك الوزارة التي تترأسها الممثلة ثريا جبران تعد الجهة الأكثر نشاطًا من حيث تبني عدد من المهرجانات إلا أن موازنتها تبقى ضئيلة لا تستجيب لتطلعات الوزارة التي تراهن على تنشيط الحقل
الثقافي والفني والتراثي الوطني بما يضمن الحفاظ على الهوية ويحقق الاختلاف ولها من الاهتمامات و الأعمال ما لا يمكنها من تخصيص أموال لهذه المهرجانات التي تقوم أساسًا على الهم الثقافي وليس التجاري، إذ مع ضآلة الموازنة التي تخصصها الحكومة لوزارة الثقافة، تجد هذه الوزارة نفسها مطالبة بتحقيق العدل التسييري لقطاعات التراث والنشر والفنون.
هذا و تعتبر أضخم موازنة يمكن أن تخصصها الوزارة لمهرجان من مهرجاناتها لا تتعدى في الغالب الـ 50 مليون سنتيم، وفي الغالب يكون المبلغ في حدود الـ 30 مليون سنتيم، ويبدو أن هذا المبلغ لا يساوي أجر نجم أجنبي تستقطبه بعض المهرجانات التي تراهن على البعد التجاري.
فيما تتمحور أغلب مهرجانات وزارة الثقافة المغربية بشأن الموسيقى والفنون الشعبية، بهدف الحفاظ على الجانب المهم من الموروث الثقافي، من خلال تنوع هذه الفنون وأشكالها التعبيرية العامة التي تجمع الغناء والموسيقى والحركة، بالإضافة إلى ما تضفيه الملابس والآلات والإكسسوارات من مسحة جمالية.
وفي السياق ذاته وتحرص وزارة الثقافة المغربية على تنظيم ما يقارب 18 مهرجانًا على مدار السنة، من بينها المهرجان الدولي لثقافات الواحات الذي ينظم في فكيك، والمهرجان الدولي لمسرح الطفل في تازة، الذي يعمل على استشراف عناصر الإمتاع والترفيه وكذا استعراض نماذج وخبرات وتجارب وطنية ودولية تعنى بفنون وتقنيات المسرح الموجه للأطفال واليافعين.
كما تنظم المهرجان الدولي للأشرطة المرسومة في تطوان، والمهرجان الدولي للعود في المدينة نفسها، ومهرجان "تارودانت" للدقة والإيقاعات، والمهرجان الوطني لعبيدات الرما ويقام مهرجان المديح والسماع في مولاي إدريس زرهون تحت إشراف وزارة الثقافة، بالإضافة إلى مهرجان "الروايس" ومهرجان "الموسيقى الأندلسية" في شفشاون ومهرجان الموسيقى الغرناطية في وجدة ومهرجان وليلي، والمهرجان "الوطني للمسرح" الذي يهدف إلى تتويج الموسم المسرحي.
و يذكر أن من بين المهرجانات التي تهتم وزارة الثقافة بتنظيمها، مهرجان بني عمار في مولاي إدريس زرهون، ومهرجان روافد بأزوان-العيون ومهرجان "أحيدوس " في عين اللوح وهو تقليد سنوي تشارك فيه العديد من الفرق المنتمية إلى هذا المجال من التعبير الفني و المقبلة من مجمل المناطق المجاورة، ومهرجان "العيطة" في آسفي وتشارك في هذا المهرجان مجموعات وفرق من فن العيطة من مختلف أقاليم المملكة، ومهرجان الملحون في الراشيدية، ومهرجان "الغناء والشعر الحساني" في الداخلة.
وتساهم هذه المهرجانات في الانفتاح على العالم الخارجي بفضل مشاركة فرق وفنانين أجانب يساهمون في إثراء الميدان الثقافي الوطني، وخلق نقط للتلاقي والتبادل ومقارنة التطور الفني المحلي بنظيره في الثقافات الأخرى.
أرسل تعليقك