أكد محرر الشؤون الاقتصادية في،صحيفة "الاندبندنت" البريطانية جيمي أرميتاج أنَّ "العاصمة لندن تشتهر بتوفير ملاذ آمن للمعارضين واللاجئين الأجانب، وهي بشق الأنفس تعود إلى
الثورة الفرنسية وما وراءها، فكما هو الحال الآن، يتفشى الثراء الفاحش بين الحكومات المتدفقة، وكل منها تدعي طهارة سمعتها".
وأوضح أرميتاج "لكن بالتأكيد وفي كثير من الحالات يوجد الكثير من المليونيرات يستخدمون أموالهم في جرائم القتل الإنجليزي وغسيل الأموال، ومع ذلك، وفقا للادعاءات في قضية
المحكمة العليا، هناك حالة غريبة، حيث ماكسيم باكييف، نجل رئيس قرغيزستان المخلوع كرمان بك باكييف".
وأضاف "يعيش باكييف في قصر يبلغ سعره 3.5 مليون جنيه إسترليني في أحد ضواحي لندن، رغم اتهامه وإدانته بالقتل والفساد في وطنه، إلا أنَّه ينفي المزاعم ويقول إنَّ الملاحقات القضائية ذات دوافع سياسية".
واتهمت الحكومة الانتقالية في قرغيزستان عام 2010، نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف بدفع 10 ملايين دولار لتنظيم أعمال العنف التي أدت إلى مقتل 170 شخصًا على الأقل جنوب البلاد.
وصرَّح النائب الأول للرئيس القرغيزي بالوكالة ألمظ بك أتمباييف في مؤتمر صحافي، "كل هذا جرى تنظيمه من قبل نجل الرئيس السابق، ماكسيم باكييف الذي أنفق الكثير من ماله منذ نيسان/ أبريل 2009 من أجل تمويل أعمال الشغب".
وتابع أرميتاج "في هذه الدولة الصغيرة الواقعة في آسيا الوسطى، فر الرئيس المخلوع من قرغيزستان بعد الانتفاضة الشعبية التي وقعت في نيسان/ أبريل 2009 وأسفرت عن قتل 87 شخصًا".
واستطرد "على بعد مسافة قريبة في اوكسفوردشاير، يعيش شون دالي، رجل أعمال يدعي أن باكييف اعتدى عليه في العاصمة القرغيزية بشكيك، في حين كان يحاول مساعدة شركة بريطانية للفوز برخصة لتعدين الذهب في قيرغيزستان، ويدعي السيد دالي أنه بينما كان يساعد الشركة البريطانية، كان محل انتقاد منافسيه والمدعومين جزئيا من قبل بوريس يريزوفسكي وباكييف".
وأشار إلى أنَّ فترة التفاوض عام 2006 شهدت محاولة قتل السيد دالي، حيث وجد في منزله جريحًا بعد أن قضى يوما مع أصدقائه في المطعم، وبعدها منحت رخصة التعدين لمنافسيه.
وأبرز "أما الرئيس ماكسيم والد كرمان، أطيح به عام 2010، وكان أحد الفارين إلى روسيا البيضاء مع أعضاء آخرين من أسرته، أما مكسيم ذهب إلى خارج البلاد بالفعل ووصل إلى لندن على متن طائرته الخاصة والتي هبطت في مطار فارنبورو حيث قدم طلب اللجوء، ما أثار ذعرًا كبيرًا في المنظمات غير الحكومية لمكافحة الفساد".
وأصدرت في العام الماضي محكمة في بيشكيك حكما غيابيا على باكييف بتهمة محاولة الاغتيال، ولكن باستخدام هذا الحكم يقاضى الآن دالي لباكييف عن إصابته الشخصية في أحد المحاكم العليا في لندن.
ورفض فريق الدفاع عن باكييف الدعوى وأكدوا قناعتهم بأنَّ هذا الحكم في قرغيزستان قد يكون ظلما، واتخذ دون إتباع الإجراءات القانونية الواجبة، كما أنّ أدلة دالي المزعومة "محرجة"؛ ولكن محامي الطرفين يستعدون لجلسة المحكمة في حزيران/ يونيو المقبل.
وتطالب المنظمات غير الحكومية لمكافحة الفساد التحقيق في المعاملات المالية المشبوهة لباكييف، والتي تعتقد أن القصر الذي يعيش فيه الآن تم شراؤه باسم شركة مسجلة في بليز، حيث تسمح للمالكين الحقيقيين بإخفاء هويتهم.
أرسل تعليقك