الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
ألقت الضربات الجوية السعودية مع حلفائها على اليمن بضلالها على أسعار النفط، حيث ارتفع سعر خام برنت حوالى 600 % أمس الخميس ، في الوقت الذي أبدى فيه المستوردون الآسيويون قلقهم من حدوث تعطل فوري للإمدادات، وذلك لأن الهجوم على الحوثيين قد يثير في شأن أمن شحنات النفط من الشرق الأوسط. إلا أن العديد من المتخصصين أكدوا أن الإمدادات ستكون خلال الفترة الحالية آمنة، عوضاً عما كانت عليه في السابق تحت سيطرة الحوثيين.
من جانبه أكد عضو مجلس الشورى الدكتور خالد العقيل نقلا عن صحيفة "الوطن" على أن الارتفاع جاء كرد فعل بسبب الاحداث، مبيناً أن صعود السعر إلى 60 دولار للبرنت ليس مشكلة كبيرة.
وتابع عضو مجلس الشورى "الثقة الآن كبيرة من حيث أمن الإمدادات خصوصاً بعد عاصفة الحزم، وذلك لأن المشكلة في السابق كانت تكمن في وجود الحوثيين والإيرانيين على أبوا ب عدن والسيطرة على باب المندب ما يسبب قلقا كبيرا"، منوهاً بأن التحالف السعودي الدولي مع كبرى دول العالم بعث بالطمأنينة للجميع على مرور النفط والسلع الأخرى، وتحديداً بعد أن يتم احتواء المواقف فسيكون الأمر أكثر طمأنينة، مشيراً إلى أن المملكة والدول الأخرى التي تساندها تريد أمن التجارة الدولية.
وأوضح الدكتور خالد العقيل أن استمرار الارتفاع مرهون بتحسن الاقتصاد العالمي لكي يزيد الطلب على السلعة، مؤكداً أنه في لم حال لم ينتعش الاقتصاد فسيكون الارتفاع مجرد مسألة وقتية.
وقفزت أسعار النفط مع قلق التجار والمستوردين من الهجمات التي تعد أحدث تطور في صراع بدأ يخرج عن نطاق السيطرة في أغنى منطقة بالنفط في العالم. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل إلى 59.78 دولار للبرميل قبيل الساعة 8.00 بتوقيت جرينتش، وبزيادة بلغت حوالي 600 % عن التسوية السابقة. وارتفع الخام الأميركي أكثر من ثلاثة دولارات، ليصل إلى 52.35 دولار للبرميل.
لكن مؤشرات أخرى في السوق لم تتأثر، فقد شهدت السندات الخليجية تحركات محدودة للغاية، بينما ارتفعت تكاليف التأمين على الديون التي تستخدم للتحوط من العجز عن سداد الديون السيادية بشكل طفيف.
وقال مديرو صناديق ومحللون إن ذلك يرجع إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي أظهرت في الأعوام القليلة الماضية قدرتها على حماية اقتصاداتها من التهديدات الجيوسياسية مثل الاضطرابات في العراق وانتفاضات الربيع العربي في 2011.
وأكد محللون إن انكشاف دول مجلس التعاون الخليجي على اليمن من الناحية الاقتصادية يكاد يكون معدوما، وربما أقل من العراق حيث تمارس بعض شركات الطاقة والاتصالات الخليجية عمليات كبيرة تأثرت على مدى الأشهر الستة السابقة. ويبين المتخصصون أن اقتصادات الخليج ربما تستفيد بالفعل من الصراع في اليمن إذا دفع ذلك أسعار النفط للصعود، وزادت إيرادات الصادرات.
أرسل تعليقك