الداخلة- ناديا أحمد
أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، أن أفريقيا اليوم تتوافر أكثر من غيرها على مؤهلات متعددة الأبعاد، تتيح آمال العالم في غد أفضل، مما يبعث على التفاؤل، ويغذي طموحات وآمال الجميع، لاسيما ما يتعلق بالثروات الطبيعية.
وأعلن الملك، خلال رسالة إلى المشاركين في أعمال المنتدى الاقتصادي والسياسي الدولي في الداخلة المغربية، أن نسبة النمو الاقتصادي في أفريقيا، هي الأعلى منذ العام 2000، بينما ارتفع حجم مبادلات القارة التجارية مع دول العالم بأكثر من 200% خلال الفترة ذاتها"، مشيرًا إلى أن عدد سكان القارة سيبلغ ملياري نسمة بحلول العام 2050، الشيء الذي سيمكنها من توظيف هذا الرصيد الديموغرافي الهائل، لاسيما الشباب، لتعزيز موقعها على الخريطة الاقتصادية للعالم.
وأكد العاهل المغربي أن القارة تتوافر على أكبر رصيد من الثروات الطبيعية، التي يتعين استثمارها لخدمة التنمية البشرية المستدامة لساكنتها، وتتعزز فيها يومًا بعد يومٍ، الديمقراطية والحكامة الجيدة، مذكرًا بأن أفريقيا توجد اليوم، في مرحلة مفصلية من تاريخها، وتحتاج إلى وضع استراتيجيات وأدوات وآليات مبتكرة لدعم مسيرتها نحو التقدم.
وأضاف: لتحقيق هذا الهدف لابد لأفريقيا أن تتحرر بصفة نهائية، من قيود الفترة الاستعمارية من ماضيها وتنظر بكل عزم نحو المستقبل، وأن تتحلى بالمزيد من الثقة بنفسها وبقدراتها الذاتية، كما يتعين أن تعمل على بلورة ودعم شراكات تعود بالنفع على جميع الأطراف وعلى الرفع من حصتها في خلق القيمة على الصعيد الدولي والدفع بالاندماج الاقتصادي الإقليمي إلى الأمام، وخلق فضاءات مشتركة للرخاء، تضمن حرية تنقل الأشخاص والسلع.
وسجل الملك أن "أفريقيا في حاجة إلى الاستثمار على نطاق واسع في بنياتها التحتية، وتحسين ظروف عيش مواطنيها".
ومن جهة أخرى، شدد على أن "أفريقيا في أمسّ الحاجة إلى موارد طاقية لإنجاح جهودها التنموية، وتتوافر القارة على موارد هائلة للطاقة المتجددة، التي ينبغي تعبئتها لتحقيق التنمية المستدامة"، مبرزًا أن فكرة تطوير مشروع خاص بالطاقات المتجددة تستمد وجاهتها، بالنظر إلى الفرص الغنية التي تتيحها أفريقيا الأطلسية، في مجالي الطاقة الريحية والشمسية.
ونوّه الملك إلى "ضرورة تعبئة آليات التعاون البيني الأفريقي، فقد علمتنا دروس التاريخ أن الترابط والتكافل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، شرط أساسي لتحقيق الإقلاع، والمغرب يدرك تمام الإدراك أن أيّة جهود معزولة لتحقيق التنمية، مآلها الفشل".
أرسل تعليقك