نيويورك - مادلين سعادة
خصَّصت إحدى الصحف الأميركية، مساحة كبيرة للحديث عن الزيارة الحالية لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، معتبرة أنه "بعد أن أدرك الجيل الجديد من الشباب السعودي أن ثورة الغاز الصخري يمكن أن تؤثر سلبا بصورة دائمة على مستقبل النفط، اتجهت الأنظار إلى محاولة البحث عن استثمارات جديدة، تقي الاقتصاد شرور الاعتماد على مصدر دخل واحد، وقامت المملكة العربية السعودية بتقديم بديلها الاقتصادي الذي أسمته "رؤية المملكة 2030"، والذي بذل الأمير محمد بن سلمان جهدا كبيرا لإقراره وتقديمه إلى مجلس الوزراء السعودي، إذ تمت إجازته وصدرت أوامر ملكية بإنزاله حيز التنفيذ الفعلي".
وقالت صحيفة "واشنطن تايمز" : إن "هذه الرؤية التي أعدها الأمير الشاب تقوم على أن الأمور الاقتصادية في المملكة لا يمكن أن تستمر على وضعها الحالي، من ناحية الاعتماد على النفط مصدرا وحيدا للدخل، لا سيما مع تراجع احتمالات عودة النفط إلى أسعاره القديمة، وتنادي بتنويع المصادر والاندماج بصورة أكثر في الاقتصاد الحديث، إذ يؤكد الرئيس الجديد لشركة "أرامكو" أن الخلافات السياسية باتت تطغى على طبيعة عمل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وأن التوجهات والأيديولوجيات باتت تطغى على ما سواها".
وأضافت الصحيفة: أنه "عبر الخطة الاقتصادية الجديدة فإن اقتصاديين كثيرين يتوقعون أن تشهد المملكة العربية السعودية خلال الفترة القليلة المقبلة نهضة نوعية، على غرار ما أحدثته بعض الدول المجاورة، مثل الإمارات العربية المتحدة، التي لا تتمتع بإنتاج كبير من النفط، مثل ما هو الحال في المملكة، لكنها استطاعت النهوض والنمو، عبر الاعتماد على بدائل اقتصادية أخرى".
وأشارت "نيويورك تايمز" الى أنه "من عناصر الدخل التي يمكن للمملكة أن تستفيد منها تفعيل الجانب التجاري والسياحي، إذ تتمتع المملكة بخاصية فريدة لا تشابهها فيها أي دولة في العالم، وهي أنها تضم المقدسات الإسلامية، إذ يؤمها المسلمون من كل أنحاء العالم لأداء الحج والعمرة وزيارة المشاعر المقدسة، ويمكن عبر تطوير التجارة ومرافق استضافة المسلمين للحج والعمرة، أن تحقق المملكة عائدات مالية تقدر بمليارات الدولارات سنويا".
وأشارت كذلك الى أن السعودين يفكرون بصورة جادة في توسعة صندوق الاستثمارات السيادية عبر بيع حصة 5 % من أسهم شركة أرامكو العملاقة، وهو ما يتوقع أن يوفر حوالي تريليوني دولار، سيتم توجيهها واستخدامها لشراء حصص كبيرة في شركات عالمية، وتدعم الرؤية خطط التوسع في هذا التوجه والاستحواذ على نسب في الشركات العالمية"
وختمت الصحيفة بالقول "كل هذه الأفكار التي يعمل السعوديون على تنفيذها في الوقت الراهن، تستحق القول إن من يقفون وراء رؤية المملكة 2030 يقودون ثورة في الصحراء".
أرسل تعليقك