تونس تتجه نحو التحرير التدريجي لأسعار السلع الأساسية للحد من عجز الموازنة
آخر تحديث GMT00:30:19
 العرب اليوم -

ستشمل المرحلة الأولى من المشروع "الحليب والزيوت النباتية"

تونس تتجه نحو التحرير التدريجي لأسعار السلع الأساسية للحد من عجز الموازنة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تونس تتجه نحو التحرير التدريجي لأسعار السلع الأساسية للحد من عجز الموازنة

الحكومة التونسية
تونس ـ العرب اليوم

وضعت لجنة مُشكّلة في الحكومة التونسية مخططًا للتحرير التدريجي لأسعار السلع التي ظلت تباع بسعر مدعم طيلة عقود ماضية، وذلك للحد من عجز الموازنة.

وأكّدت السلطات في البلاد أنها بصدد إعداد مشروع لإصلاح منظومة الدعم يرتكز على مبدأ دعم الدخول عوضًا عن دعم المواد الأساسية، وذلك عبر تحويلات مالية لمستحقي الدعم، وقالت إن هذا المشروع سيعرض للنقاش بين الأحزاب والمنظمات الاجتماعية.

وستركّز المرحلة الأولى من هذا المخطط على تحرير أسعار الحليب والزيوت النباتية، فيما تتعلق المرحلة الثانية بالخبز من الحجم الكبير والباغيت "الخبز الفرنسي" بالغضافة إلى المرطبات، وتشمل المرحلة الثالثة السكر والسميد والكسكسي والمعجنات الغذائية.

وأكّدت مصادر من وزارة التجارة التونسية أن خيار المرور عبر ثلاث مراحل، تمتد كل واحدة منها ما بين 6 و9 أشهر، سيُمكن من معالجة مشاكل النقص المحتمل في السلع.

واقترحت الحكومة إنشاء قاعدة معلومات عن الفئات التي ستستهدفها الدولة بالدعم النقدي من خلال التحويلات النقدية، على أن يصل الدعم للمستحقين آلياً، وذلك للمستفيدين من البرنامج الوطني لمساعدة العائلات المعوزة وبرنامج النفاذ إلى العلاج بأسعار مخفضة وفق صحيفة الشرق الأوسط.

وتُعدّ هذه هي المرة الأولى في تونس التي تتجرأ فيها الحكومة على اقتراح تغيير بمثل هذه التفاصيل لمنظومة الدعم التي هي محل تباين في وجهات نظر العديد من الأطراف السياسية والاجتماعية، وفي مقدّمتها الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) الذي يعارض مراجعة الدعم الموجه إلى الفئات الفقيرة.

وتلا هذا المقترح , مؤتمر صحافي عقده عمر الباهي، وزير التجارة التونسية، بحضور سمير الطيب، وزير الفلاحة، إذ أكد الباهي أن تونس لا يمكنها التخلي عن دعم المواد الأساسية، لكنه انتقد منظومة الدعم الحالية، وقال إنها "تشرع للفساد، ولذلك وجب إصلاحها".

وتتهم الحكومة منظومة الدعم الحالية بالتشجيع على الاستعمال غير المرخص للمنتجات المدعمة وعلى التهريب، كما أن الكثير من الأنشطة الاقتصادية تستغل الدعم بشكل غير ملائم، وهذا يشجع على الاستعمال غير القانوني لهذه المنتجات وعلى التهريب والاحتكار.

وبتوقّع أن تتخطى قيمة الدعم الموجه نحو المنتجات الأساسية في تونس خلال السنة الحالية مستوى ملياري دينار "نحو 740 مليون دولار" مقابل 1.5 مليار دينار سنة 2010.

ويقدم الصندوق العام للتعويض دعمه في الوقت الحالي للزيوت النباتية والحليب ومشتقات الحبوب على غرار القمح اللين "خبز وفارينة الحلويات" ومشتقات القمح الصلب "كسكسي والمعجنات والسميد" وشعير العلف والورق الموجه لصناعة الكراسات والكتب المدعمة. يُشار إلى أن 23 في المائة من المواد الأساسية مدعمة، وأن 7 في المائة من الدعم تتمتع به الأسر الثرية.

وشرعت تونس في تنفيذ منظومة الدعم منذ عقد السبعينات من القرن الماضي، وذلك بهدف دعم الفئات الفقيرة والحفاظ على قدرتها الشرائية، واعتمدت الحكومات المتتالية مبدأ تجميد أسعار البيع للمواد المدعمة رغم الارتفاع المتواصل لكلفة الإنتاج من المواد الأولية والأجور والطاقة.

وأكّدت أحدث الدراسات التي أجرتها مؤسسات اقتصادية عدة، من بينها المعهد التونسي للاستهلاك "معهد حكومي",أن الانحراف المسجل على مستوى منظومة الدعم التي استفادت منها عدة أطراف من غير المستحقين، وأن الدعم أثقل ميزانية الدولة نتيجة ارتفاع كلفته حيث باتت تمثل نحو 1.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الخام، و5 في المائة من ميزانية الدولة، ونحو 26 في المائة من نفقات التنمية. 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس تتجه نحو التحرير التدريجي لأسعار السلع الأساسية للحد من عجز الموازنة تونس تتجه نحو التحرير التدريجي لأسعار السلع الأساسية للحد من عجز الموازنة



GMT 13:49 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

محمد سعد يعود للسينما بعد غياب 5 سنوات
 العرب اليوم - محمد سعد يعود للسينما بعد غياب 5 سنوات

GMT 13:20 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

التأخر في النوم يهدّد الأطفال بمرض الضغط

GMT 04:36 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

انسحاب الزمالك من لقاء القمة أمام الأهلي

GMT 12:09 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الفنانة الفلسطينية ريم اللو

GMT 12:18 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

غارات إسرائيلية على غرب رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab