مجنون ليلى الفارسي تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة
آخر تحديث GMT14:01:00
 العرب اليوم -

"مجنون ليلى الفارسي" تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "مجنون ليلى الفارسي" تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة

متحف الفن الإسلامي
القاهرة - العرب اليوم

من بين المقتنيات التي يمتلكها متحف الفن الإسلامي في القاهرة في مخازنه، ولم تحظ بفرصة العرض الجماهيري بعد، مخطوطة نادرة وفريدة من نوعها لقصة "مجنون ليلى"، التي انتقلت من الأدب العربي إلى الأدب الفارسي على مر عصوره المختلفة، مع بعض التعديلات التي منحت البطل نزعة صوفية.

والمخطوطة الفارسية الأشهر التي جسدت هذه القصة، تحمل اسم الشاعر نظامي الكنجوي، وقلده كثير من الشعراء من بينهم أمير خسرو الدملوي، وعبد الرحمان جامي، ومكتبي شيرازي، والأخير هو صاحب المخطوطة الموجودة في مخازن المتحف الإسلامي، التي كانت موضوعا لدراسة شاملة أجراها الباحث دكتور سامح فكري البنا، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة أسيوط، ونشرت في العدد الأخير من مجلة "اتحاد الآثاريين العرب".

وتتميز هذه المخطوطة التي تحمل رقم تسجيل (14895)، بأنها رغم صغرها، تحتوي على فنون الكتّاب المتعارف عليها من تجليد، وكتابات، وتذهيب، وتصوير.

ولا تحمل هذه المخطوطة في سجلات المتحف أي تاريخ، ولكن الدراسة التحليلية والدراسات المقارنة التي شملت أسلوب التصوير والتجليد، جعلت الباحث يحدد بأنها ترجع إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، إبان العصر القاجاري، وذلك بعد وفاة مؤلف المخطوط الشاعر مكتبي شيرازي، أحد شعراء فارس في القرن التاسع الهجري.

ومن الأمور التي تميز بها فن العصر القاجاري الذي ظهر في المخطوطة؛ الشوارب الكثيفة، والوجوه الدائرية، والأسلوب البسيط، وقلة الألوان والأشخاص.

ويقول دكتور البنا في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط": "لم أحدد فقط الفترة الزمنية، لكني وصفت أيضًا هذا المخطوط بأنه من النوع الشعبي".

ويوجد نوعان للمخطوطات بعضها يتم تحت رعاية ملكية، ويظهر ذلك في نوعية الألوان المستخدمة وشكل التجليد والتذهيب، ولكن النسخة محل الدراسة استطاع الباحث القطع بأنها نسخة شعبية، لا تحمل أي شكل من أشكال الفخامة الموجودة في النسخ التي تم إعدادها تحت رعاية ملكية.

وحدد الباحث في دراسته اسم مؤلف المخطوط، وهو الشاعر مكتبي شيرازي الذي ورد اسمه في صفحة العنوان، وهو من شعراء القرن التاسع الهجري، وتميز أسلوبه الشعري بالإيجاز، واللجوء إلى التراكيب البديعة والجديدة، واجتناب الوصف.

ووفق البنا فإن من "سبقوا مكتبي من شعراء فارس نقلوا القصة من العربية، لكن مكتبي صبغ القصة بالصبغة الصوفية، فكان المجنون صوفيا وقع في العشق الإلهي الأزلي، فكان توق المجنون إلى ليلى رمزية لتوق الرجل إلى الله عز وجل".

ونجح مصور المخطوط موضع الدراسة من عكس ما أورده الشاعر من اختلافات بين القصة العربية الأصلية، والتوجه الفارسي في التعامل معها، وما أضافوه لها من لمحة صوفية.

وفيما يخص الاختلافات بين النسخة العربية والفارسية، نجد أحداث القصة العربية تدور في الصحراء والبادية حيث الجمال وقلة النباتات، في حين نجد صور هذا المخطوط تعكس ما نظمه الشعراء الإيرانيون من حدائق خضراء ومياه، وكذلك عكس مصور هذا المخطوط الملمح الصوفي في العديد من الصور، نذكر منها ظهور مجنون ليلى في صور الزاهد الضعيف بالنسبة لكل عناصر التصوير، كذلك نظراته المليئة بالحزن الدائم، وظهوره وسط الوحوش، ووقوف الطائر فوق رأسه، وهي لمحات تشير إلى أن العشق الإلهي منحه القوة التي تجعله قادرا على السيطرة على هذه الكائنات.

وتوقف الباحث في دراسته أمام التباين في أسلوب العلاقة بين الصورة والأبيات الشعرية، ويقول: "جاءت صور المخطوط موضع الدراسة أحيانا متوافقة مع مضمون الأبيات الشعرية الفارسية المصاحبة لها، مثل زيارة مجنون ليلى للكعبة، وأحيانا لا تتلاءم مع مضمون الأبيات مثل تصوير زيارة والد مجنون ليلى له".

ومن الأمور التي لفتت انتباه الباحث في المخطوط، هو أن موضوعات صور المخطوط ظهرت بالشكل نفسه على بعض التحف القاجارية، ولا سيما السجاد والبلاطات الخزفية.

ويشير البنا إلى أن ذلك يعكس بدوره أن المناظر التصويرية لقصة ليلى والمجنون كانت من المناظر المفضلة لدى فناني التحف التطبيقية في العصر القاجاري.

قد يهمك أيضا:

"الشارقة للمتاحف" تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين

مُتحف الفن الإسلامي يعرض منتجات الورش التراثية في مترو القاهرة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجنون ليلى الفارسي تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة مجنون ليلى الفارسي تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 10:46 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 12:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

مصرع شخصين بسبب انهيار جليدي بجنوب شرق فرنسا

GMT 05:30 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

زلزال جديد بقوة 4.3 درجة يضرب إثيوبيا

GMT 03:15 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

السلطات الأميركية تطالب بإخلاء 85 ألف شخص في لوس أنجلوس

GMT 03:00 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تفعيل حالة التأهب الجوي في 10 مقاطعات أوكرانية

GMT 11:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

لوهافر يعلن رسميا ضم أحمد حسن كوكا لنهاية الموسم الحالى

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

بلو أوريجين تؤجل إطلاق صاروخها الجديد لمشكلة فنية

GMT 03:06 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقتل 8 أشخاص بسبب تفشي فيروس ماربورغ في تنزانيا

GMT 03:09 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض عقوبات على سفن نفطية روسية

GMT 11:28 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

كاف يكشف عن شعار وكأس بطولة أمم أفريقيا للمحليين 2024

GMT 12:16 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد "موضوع عائلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab