أبوظبي - العرب اليوم
سيكون زوار مهرجان «هاي أبوظبي» الذي يقام بالتعاون مع وزارة التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، على موعد مع تحفة استثنائية تسجل ظهورها الأول في الوطن العربي، وتعيد إحياء خريطة العالم التاريخية. هي «الكرة الفضية» التي تعود جذورها إلى القرن الثاني عشر، وصممها آنذاك الشريف الإدريسي، أحد كبار الجغرافيين الإسلاميين في عصره، وهي عبارة عن لوحة مستديرة فضية كبيرة الحجم، تصف بتفاصيلها المحفورة العالم القديم.
وتجدر الإشارة إلى أن خريطة «الكرة الفضية» الأصلية، التي تم تصميمها في عام 1153 لم تعد موجودة، إلا أن «منارة السعديات» تستضيف تحفة إبداعية تعيد إحياء هذه الخريطة التراثية التي أعيد إنتاجها بتكليف من «مؤسسة فاكتوم» للحفاظ على التراث، بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية.
وتُعد الخريطة الأصلية واحدة من أعظم الإنجازات الجغرافية التي عرفت خلال العصور الوسطى، ويرجع ذلك إلى ما كانت تتمتع به من دقة عالية في وصف أطراف العالم وملامحه الجغرافية، على قرص دائري فضي ضخم، يبلغ قطره مترين.
وقد ألف العالم الجغرافي الشهير الإدريسي، معتمداً على قرون من الأبحاث والجهود الجغرافية الإسلامية في رسم الخرائط، خلال القرن الثاني عشر، كتاباً يضم 70 خريطة إقليمية تغطي كافة أنحاء العالم، مثلما كان معروفاً آنذاك، كما نجح الإدريسي في حفر تفاصيل خريطة العالم على كرة فضية محاطة بإطار خشبي، جاعلاً مدينة مكة المكرمة في منتصفها. ولم يتبقَّ من ذلك الكتاب المعروف بعنوان «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، سوى نسخ لاحقة منه.
وظلت هذه الكرة الفضية هي الخريطة العالمية الأكثر تطوراً على مدار ثلاثة قرون عقب إنتاجها.
وقد أعادت «مؤسسة فاكتوم» خلال هذا المشروع التراثي الحيوي تصميم الخريطة الفضية الأصلية التي وضعها الإدريسي، بالاعتماد على أحد أفضل النسخ المتبقية من الكتاب الأصلي، والتي تحتفظ بها المكتبات البودليانية في جامعة أكسفورد. وتُعد هذه النسخة العصرية ثمرة للأبحاث التاريخية الشاملة، وحلول التكنولوجيا الرقمية المتطورة، في ترميم الأعمال التراثية، وذلك وفقاً لأعلى مستويات المهارات الحرفية.
وسيتم عرض الخريطة أمام الجمهور يوم الجمعة الموافق 28 فبراير (شباط) بمشاركة المؤرخ البريطاني جيري بوتون، صاحب كتاب «تاريخ العالم في اثنتي عشرة خريطة».
قد يهمك أيضا
الإمارات الأولى إقليميا والـ17 عالميا فى سعادة الأطفال
الرئيس الإماراتي يقوم بجولة للإطلاع على عمليات تطوير غابة محمية "غناظة"
أرسل تعليقك