واشنطن - رياض أحمد
يبدأ اليوم السبت في على مسرح يهودي في واشنطن، عرض مسرحية "ادميشان" (اعتراف) للكاتب اليهودي موتي ليرنار ومن إخراج سايناي بيتر، يتناولان فيها مذبحة "دير ياسين التي نفذتها العصابات الصهيونية في فلسطين عام 1948، بعد أن كانت الحكومة الإسرائيلية منعت عرضها في إسرائيل بسبب توقعها
احتمال إثارة توتر سياسي واجتماعي داخل الكيان الاسرائيلي، علماً أنه حتى يهود واشنطن ترددوا في الموافقة على عرضها في واحدة من مسارحهم.
وكان الكاتب كرر بأنه لن يعرضها خارج إسرائيل، وإذا اضطر إلى ذلك فلا بد أن يعرضها في مسرح يهودي، حتى لا يتهم بمعاداة السامية، أو على الأقل، وهو اليهودي، حتى لا يتهم بأنه يكره نفسه.
في نهاية السنة الماضية، وافق المركز الاجتماعي في واشنطن "جي سي سي" على عرض المسرحية، لكن اشترط أن تخفض من 34 منظرا إلى 16 منظرا، وألا تقدم مثل على شكل مسرحية، ولكن مثل "وورك شوب" أي (ورشة عمل). وسيعرض هذا العمل على مسرح "جي" الحرف الأول من كلمة "جويش"(يهودي)، وهو مسرح يهودي معروف بتوجهاته الليبرالية، وله صلة بمنظمة "جي ستريت" (الشارع اليهودية الليبرالية في واشنطن)، التي تأسست قبل سنوات قليلة، لكنها بدأت تسبب صداعا للمنظمات اليهودية الكبيرة في واشنطن، مثل أكبرها: "ايباك" (لجنة العمل الأميركية الإسرائيلية).
يقع مسرح "جي" داخل مبنى المركز الاجتماعي اليهودي "جي سي سي"، لهذا اضطر إلى أن يوافق على شروط المركز بتخفيض مناظر المسرحية، وبأن يسميها ورشة عمل، لا مسرحية.
معلوم أن بلدة "دير ياسين" هي قرية فلسطينية تقع غرب القدس المحتلة عندما دخلتها العصابات الصهيونية المسلحة عام 1948، خلال حرب تأسيس دولة إسرائيل. ونفذوا فيها مذبحة بشعة بقيادة مناحم بيغن، الذي صار في وقت لاحق رئيس وزراء إسرائيل. واقتسم مع الرئيس المصري أنور السادات جائزة نوبل للسلام (بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1979).
وحسب تقارير دولية، ذبح اليهود 107 أشخاص، بين رجل وامرأة وطفل (يقول آخرون إن العدد كان 450)، حصدوا بالرصاص كل الرجال لدى عودتهم من الحقول ثم ألقوا بهم في بئر القرية. بعد المذبحة استوطن اليهود القرية. وفي عام 1980 أعادوا البناء فوق أنقاض المباني الأصلية، وسموا الشوارع بأسماء مقاتلي منظمة "إرغون" الذين نفذوا المذبحة.
وتعليق على هذا العمل المسرحي كتب بيتر ماركز، محرر الشؤون المسرحية في صحيفة "واشنطن بوست"، يقول: هذه دراما إسرائيلية تسبب العذاب. هذا تراث إسرائيل العنيف وهي دولة في بدايتها. هذا تراث يبدو أنه لن ينتهي، لأنه يستمر يصب وكان منبعه بحيرة عذاب لا قاع لها. ورغم أن ماركز قال إن العرب واليهود يتبادلون الاتهامات حول أسباب المذبحة وما حدث فيها.
وأضاف: الدليل على ذلك أن المسرحية أثارت نقاشا حادا (دون أن يقول وسط اليهود) منذ أن كانت فكرة في إسرائيل. وأثارت نقاشا أكبر عندما قرر مسرح (جي) في واشنطن أن يعرضها، لأول مرة في العالم.
أرسل تعليقك