الرياض - أحمد نصًّار
أعطى ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمس الاربعاء شارة اطلاق افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 29"نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ، كما زار يرافقه الأمير مقرن بن عبد العزيز والأمراء، جناح الهيئة العامة للغذاء والدواء المشارك لأول مرة في المهرجان. وقص ولي العهد الشريط إيذانا بافتتاح الجناح،
وتجول ومرافقوه في أقسامه، حيث شاهد معرض العينات التي قامت الهيئة بضبطها والتحذير منها سواء المستحضرات العشبية أو الأدوية أو الأغذية، وجناح خاص للمشروعات المستقبلية للهيئة، وكذلك الخدمات الإلكترونية الخاصة بأنظمة الهيئة.
كما زار ولي العهد ومرافقوه جناح المؤسسة العامة للموانئ حيث كان في استقباله المهندس عبد العزيز بن محمد التويجري الرئيس العام للمؤسسة وقص ولي العهد الشريط إيذانا بافتتاح الجناح، فيما قدم التويجري سردا تاريخيا عن ماضي الموانئ السعودية منذ نشأتها قبل 80 عاما، وحجم التطور الذي وصلت إليه حتى الآن، وجملة من الخطط ذات العلاقة بمستقبل الموانئ في السعودية.
واطلع الأمير سلمان، على محتويات الجناح التي ضمت بحيرة تحكي العلاقة بين الموانئ والبحر، ومعرض يحتوي على أكثر من 90 صورة فوتوغرافية تتناول أنشطة الموانئ السعودية إلى جانب شاشات عرض تبين قصة الموانئ بين الأمس واليوم.
بينما اختتم ولي العهد السعودي جولته بزيارة لجناح دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف المهرجان وقص الشريط إيذانا بافتتاح الجناح، وتميز جناح الإمارات بتنوع وغنى تراثه ومفرداته، بداية من قسم الحياة البدوية التي احتضنت عروضا حية للصقارة وتأدية فنون الشلة والربابة في الخيمة التراثية، فيما استعرضت الأهازيج والصناعات البحرية في البيئة البحرية.
وكانت السوق الشعبية أحد أهم أقسام جناح دولة الإمارات الذي ضم العناوين والتراثيات المستوحاة من البيئة والفنون الإماراتية المختلفة مثل الحرف اليدوية والأكلات الشعبية الإماراتية.
وشملت جولة ولي العهد الركن الخاص بالصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية، التي تروي مراحل تاريخية وأحداثا مهمة في حياة الشعب الإماراتي، والعلاقات الإماراتية السعودية، وصورا أخرى تحكي مسيرة التطور الإماراتية في القرن العشرين.
وبدأ الحفل الخطابي بكلمة الحرس الوطني، ألقاها الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني السعودي رئيس اللجنة العليا للمهرجان، رحب فيها بولي العهد راعيا لحفل افتتاح المهرجان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وضيوف المهرجان.
وقال: أهلا بك في مساء من مساءات الوطن حيث الأمس واليوم وإشراقات الغد.. هنا، حيث تتلاقى الأجيال وتتسامى الأفكار بهذا الجمع الكريم من المثقفين والمفكرين والأدباء الذين نرحب بهم أجمل ترحيب في بلدهم وبين إخوانهم وأصدقائهم، وعلى صعيد هذا المهرجان الذي تلتقي في رحابه أصالة الماضي العريق بكل مخزونه التراثي والتاريخي بحاضر زاهر مشرق بكل معطياته ومستجداته.
وأضاف: إنها (الجنادرية) في حديثها السنوي عن إنسان جزيرة العرب، ابن الصحراء الذي اكتسب منها شموخ جبالها وصلابة أرضها.. هذا الإنسان العربي، الذي حمل رسالة الإسلام الخالدة إلى أصقاع الدنيا، ناشرا قيمه ومثله العليا.. رسول محبة وداعية سلام، وإنسان إبداع ونماء.
ووصف الأمير متعب بن عبد الله في كلمته "الجنادرية" برمز الوطن.. ووفاء الأجيال.. وذكرى لمسيرة طويلة من البناء والعمل، ووقفة مع النفس للعبر والدروس، وصعيد جاد للحوار الهادف.
وعدها مناسبة للفرح بالوطن، بكل مكوناته الجميلة.. وبكل ما تختزنه ذاكرته من إبداعات أبنائه الفنية والتراثية والفكرية.
وعن النشاط الثقافي الذي دأب المهرجان منذ انطلاقه على إقامته، قال وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان: ها هم نخبة من مفكري الأمة، ومفكري العالم، مع مفكري المملكة، يطرحون في مهرجان هذا العام الكثير من الموضوعات التي تحاكي المتغيرات والمستجدات على مستوى العالم أجمع.. في نقاش جاد وموضوعي وصريح، يجسد هوية الجنادرية ومنهجها الذي دعت إليه منذ سنواتها الأولى.
وقدم الأمير متعب دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف المهرجان، قائلا: سيدي ولي العهد الأمين.. في هذا العام تحل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ضيفا على المهرجان، في إطار النهج الذي يتبناه المهرجان في كل عام للتعرف على تراث وثقافات الدول الشقيقة والصديقة، ولا شك في أن هذه المشاركة هي محل تقديرنا واعتزازنا، وستسهم في تعزيز ما يربط المملكة والإمارات من قواسم مشتركة، وتعاون بناء في شتى المجالات.. فنحن شعب واحد ننهل من ثقافة مشتركة وأهداف متطابقة وقيادات متضامنة، وهم قبل هذا وذاك أهل كرم وأصحاب بيت أعزاء.
وأشاد بما يظهره الشعب السعودي من أصالة في معدنه، في ظل ما يشهده العالم أجمع من اضطراب بمتغيرات متسارعة، وما يصاحبها من تحولات في المشهد الاجتماعي والسياسي والفكري. وقال: دائما ما يكشف هذا الشعب عن ثباته وقوة إرادته ويبرهن على تلاحمه ووحدة صفه وعمق وعيه وصلابة نسيجه، وأنه شعب وفي أصيل يدرك أنه لن يكون بإذن الله عرضة للمساومة والمزايدات وأنه ليس بيئة خصبة لأصحاب الأجندات والشعارات التي تستهدف أمنه واستقراره. وأضاف: إننا شعب محبة وسلام، لكننا لن نتسامح فيما يمس ديننا وكرامتنا وأرضنا؛ فالمملكة، وكما عرفها الجميع وكما رسمت لها قيادتها الرشيدة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز لا تريد إلا السلام والأمن والرخاء للجميع، وتنطلق في علاقتها على الصعيد الإقليمي والعالمي من مبدأ الاحترام المتبادل مع جميع الدول والشعوب بعيدا عن التصنيفات الطائفية أو السياسية أو الفكرية.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى الثامن والعشرين من فبراير/ شباط الحالي، وستشهد الفعاليات الثقافية ندوتين بعنوان "السلفية والحركات السياسية الإسلامية"، وستنعقد في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق "إنتركونتننتال"، وسيشهد المهرجان حضور 300 مشارك من داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى الكثير من الندوات والمحاضرات والأمسيات، إلى جانب ندوة خاصة بالنساء في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، كما ستنظم أمسيات شعرية خاصة بالشعر الفصيح في عدد من الأندية الأدبية في جدة والدمام والأحساء ونجران وجازان، وأخرى للشعر الشعبي وجمالياته على أرض الجنادرية على مدى ثلاثة أيام، وقاعة الملك فيصل، علاوة على مسرحيات متنوعة.
وسيبدأ اليوم في تمام الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي بزيارة أرض المهرجان والفعاليات حتى 12 مساء، مع إمكانية تمديد وقت الزيارة يومي الخميس والجمعة حتى الساعة الثانية فجرا، وخصصت الأيام الأربعة الأولى للشباب، بينما تبدأ العائلات زيارتها من يوم الاثنين 17 فبراير/ شباط حتى نهاية المهرجان.
وتشهد أرض مهرجان الجنادرية عمليات توسعة ميدانية متنوعة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الجهات المشاركة، موضحا أن عددا من الجهات الحكومية ستفتح مقراتها الجديدة هذا العام في الجنادرية، مثل هيئة الغذاء والدواء، والمؤسسة العامة للموانئ.
وستتضمن فعاليات مهرجان الجنادرية حزمة من البرامج الجديدة، التوعوية، والثقافية، والترفيهية، منها المحاضرات، والندوات، وعروض السوق الشعبية، والرقصات الفلكلورية المفتوحة، والألعاب الشعبية المشهورة في المملكة قديما، علاوة على الأنشطة المسرحية التي ستقدم بأسلوب فني مشوق، ومعرض الكتاب الذي يعرض أحدث الكتب والمطبوعات، والفنون التشكيلية.
أرسل تعليقك