أسوان – محمد العديسى
أسوان – محمد العديسى
تعامدت الشمس، صباح الجمعة، على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبده في مدينة أبو سمبل في محافظة أسوان في جنوب مصر، وهي الظاهرة التي تحدث مرتين في العام الأولى في 22 تشرين الأول/ أكتوبر يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني، والثانية يوم تتويجه في 22 شباط/ فبراير. ويعد الحدث الأبرز ضمن 4500 ظاهرة فلكيَّة شهدتها مصر الفرعونيَّة
.
وحضر الاحتفالية التي أقيمت في ساحة المعبد قبل وبعد حدوث التعامد وسط حضور أمني مكثف (قرابة 3000 شخص من المصريين والأجانب والعرب). كما حضر عدد من المسؤولين، أبرزهم محافظ أسوان والسفير الأوغندي في القاهرة، وقنصل اليمن في القاهرة والقيادية في حزب "الدستور" جميلة إسماعيل. كما حضر عدد من الفنانين المصريين بناء على دعوة من حركة "تمرد"، بينهم الفنان أحمد بدير والفنانة مي كساب. كما شهد الاحتفالية رئيس جمعية المراسلين الأجانب وفولكهارد فوندفورد، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والأمنية في محافظة أسوان.
وقدمت فرق الفنون الشعبية الخاصة في إقليم جنوب الصعيد الثقافي عددا من العروض الراقصة، كما قدمت الفرق النوبية بعض أغاني التراث النوبي.
وقال المدير العام لآثار أبو سمبل ومعابد النوبة أحمد صالح عبد الله: إنه أصدر أوامر لجميع العاملين في المعبد على ضرورة أن تكون الاحتفالية أثرية بحتة، مشيرا إلى أنه "لن يسمح باستخدام أو حمل أية شعارات حزبية أو دينية خلال احتفالية التعامد، لأن نقل ظاهرة التعامد لوسائل الإعلام في العالم أجمع، هدفها الدعاية للسياحة المصرية وعودة حركة السياحة مرة أخرى".
وأضاف صالح أن "التعامد حدث في الساعة الخامسة و35 دقيقة، واستمر لمدة 20 دقيقة، في ظاهرة فلكية هي الأبرز في التاريخ الفرعوني".
وأوضح صالح أن "تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده في أبو سمبل، في 22 تشرين الأول، يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة، بحيث أن بداية موسم الزراعة أيام الفراعنة يبدأ في 21 تشرين الأول، أما تعامد الشمس على وجه الملك في 22 شباط، فيحدث في مناسبة بداية موسم الحصاد. وأوضح أن "ما عرف عن أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث في يوم مولد الملك ويوم تتويجه هو أمر لا يوجد له أساس علمي، مؤكدا صعوبة تحديد أي تاريخ ليوم مولد الملك أو يوم تتويجه، لأنه ليس هناك سجل للمواليد في مصر القديمة. وتابع: إن أبو سمبل وما جاورها من مناطق كان لها أهمية كبيرة في عالم الفلك، بحيث عثر في موقع النبطه الأثري شمال غرب أبو سمبل على البوصلة الحجرية الأولى، وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف عام".
فيما أكد محافظ أسوان مصطفى يسري، في تصريحات صحافية سابقة، أن "احتفالية تعامد الشمس تعتبر بمثابة البداية الحقيقية لعودة الحركة السياحية من جديد، لما تعكسه أهمية هذا الحدث المهمة والفريدة".
أرسل تعليقك