فاس- حميد بن عبد الله
يحتضن المركب الثقافي "الحرية" في مدينة فاس المغربية، بين 22 و26 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، الدورة السابعة لمهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري، المنظم تحت عنوان "هكذا تكلم الجسد".
ويشارك في المهرجان فرق كوريغرافية من المغرب وتونس ومصر وفرنسا وإيطاليا وروسيا وبلاد الغال، يقدمون عروضًا يومية في هذا الفن، المحتفى به في هذا المهرجان منذ
ستة أعوام. ويتضمن برنامج الدورة عروضًا كاريغرافية بعناوين "تنورة بين السماء والأرض"، وهي عبارة عن رقصة مصرية صوفية، من أداء عبد الله الجاسر، و"سبعة ألوان" من تقديم مجموعة الأعماق المغربية، و"نداء الجسد" كلوحة للرقص الحديث تشارك فيها كلير شاستينغ، وجوناتان سانشيس، وسارة ماتري غير من فرنسا، ولوحات الرقص المعاصر بعنوان "افتحه" لروبيرطا تيراسا من إيطاليا.
وتقدم فرقة "نجمة" في جامعة إفران المغربية، التي تضم راقصين من فرنسا وروسيا وتونس والمغرب، عرض "المقصورة" كلوحة رقص شرقي حديث، يؤديها فيرونيك بن أحمد، وليلى التعملي، وبلاندين غاران، ومانون غاران، وجوستين مونوفراي، فيما تقدم حنان الخاديري ونبيهة برني وسحابة بركاش رقصة "الخيمة"، لفرقة بالاسم ذاته، من الساقية الحمراء (الجنوب المغربي).
وتؤدي فرقة ميريغا بيلسر، من بلاد الغال، في اليوم الأخير، عرضًا كوريغرافيا بعنوان "أحيانا ننظر"، حيث يتناوب على الرقص فيه كارتين بينيت، وبيندا نيف، وميريغا بيلسر، إضافة إلى العرض الذي تقدمه الفرقة التونسية المغربية "كول جام"، بعنوان "الروح" من أداء أحلام المرسلي، ووجدي كاغي، وتنظيم محترفات يومية للرقص، تحت إشراف فنانين مشاركين.
ويشارك المغربيين شكيب التازي، وهشام العلوي، والفرنسية فيرونيك بن أحمد، والإيطالية روبرتا تيراسا، وميريغا بيلسر من بلاد الغال، في فعاليات المائدة المستديرة المنظمة بالمناسبة في عنوان "سيميائيات الجسد"، في المقهى الأدبي كوميديا، بغية تدارس جوانب استنفار الرقص للحواس والمشاعر واعتمالات الدواخل، في تسنين جمالي للجسد، ينتشله من اعتيادية اليومي والنفعي.
وتتميز هذه الدورة بالإعلان عن إنشاء بنك للمعلومات المتعلقة بالرقصات المغربية، يكون من مهامه تجميع كل الرقصات الحية والمهددة بالاندثار، وتوثيقها بالصورة المتحركة والثابتة، وأرشفة البحوث، التي يتم إنجازها بغية تأسيس ذاكرة كوريغرافية، وتيسير السبيل لكل الباحثين في هذا المجال، من المغاربة والأجانب، وحماية التراث الكوريغرافي من التبدد والانقراض.
ويؤكد مدير المهرجان عزيز الحاكم أن "المهرجان، الذي أنشأته جمعية بابل للثقافة والفن في مدينة فاس، منذ عام2007، فضاء للتلاقي والتلاقح وتبادل المعارف بين الفنانين الكوريغرافيين المغاربة والأجانب، وإتاحة الفرصة لهواة الرقص والمهتمين وعامة الناس للاستمتاع بأجمل الفرجات الكوريغرافية المحلية والعالمية، طيلة أسبوع كامل".
ويشكل المهرجان مناسبة للتفكير في الوسائل الكفيلة بتطوير الرقص التقليدي، والتراثي، والرقي به من مستوى العفوية إلى مرتبة التعبير بالحركات والإشارات عن مكنونات الجسد، بلغة كوريغرافية خاصة، عبر الجمع بين الرغبة في تعريف الجمهور بمميزات الرقص المعاصر، وخصوصيات الرقص التقليدي، ومد الجسور بين ما هو أصيل وحديث في مجال الرقص.
وبما أن المغرب بلد "الألف رقصة ورقصة" فقد كان ضروريًا التفكير في فضاء مناسب لاستحضار مجموع الرقصات التقليدية والتراثية المغربية، إلى جانب أحدث التجارب الكوريغرافية العالمية، لإطلاع فناني العالم على غنى الرقص المغربي وتنوعه، في ضوء الحاجة الماسة إلى نشر ثقافة الجسد، لاعتبارها مؤشرًا حضاريًا على علو شأن الثقافة.
ويكتسي المهرجان الطابع الثقافي الملائم لشعاراته وأهدافه، حيث جرت العادة على تنظيم أنشطة موازية للعروض، منها إقامة معارض فنية، وعقد مائدة مستديرة، في محور مستقى من شعار المهرجان، وتنظيم محترفات للرقص يستفيد منها الشباب والأطفال، وتقديم عروض سينمائية كوريغرافية، تطلع الجمهور على بعض التجارب الكوريغرافية الرائدة.
أرسل تعليقك