50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط
آخر تحديث GMT07:11:11
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

عام 1978 شهد أول معرض جماعي لفناني المملكة في الرياض

50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - 50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط

مجلس الفن السعودي
الرياض - العرب اليوم

انطلقت بدايات الفن التشكيلي في ستينات القرن العشرين في المملكة العربية السعودية عندما أقيمت معارض فردية بجهود شخصية من الفنانين أنفسهم، وبذلك يكون تجاوز عمر هذا الفن خمسين سنة.

وكانت المدارس والأندية الرياضية ومراكز التنمية الاجتماعية مواقع لمعارضهم، لكن ظهور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في السبعينات وانشاء إدارة الشؤون الثقافية وإدارة الفنون التشكيلية فيها، ساهما في تنظيم العمل، وجمع الفنانين، وخصوصاً الناشئين ومتخرّجي معهد التربية الفنية ومعاهد المعلمين والثانوية العامة.

أقيمت المعارض المركزية في الرياض ومدن أخرى وسميت معارض «المناطق والمعاصر والمقتنيات والمراسم» وغيرها، بخلاف المعارض التي كانت تقيمها مكاتب الرئاسة في بعض مدن المملكة. وكانت الرئاسة تقدّم جوائز لتشجيع الفنانين، كما كانت ادارة الفنون التشكيلية فيها اشبه بخلية نحل في توافد الفنانين عليها، ومجموعة الاختصاصيين المصريين الذين تعاقدت معهم، إلى جانب الإداريين من السعوديين، وكانت توكل إلى كل منهم مهمة او نشاط، وكانت الإدارة معنية بالمشاركات الخارجية فكانت تنتقي الفنانين الأكثر تميزاً ونشاطاً ومشاركة في معارضها الداخلية.

أقيمت الأسابيع الثقافية في عدد من البلدان العربية والأجنبية وشاركت الرئاسة في مناسبات عربية ودولية شجعت الفنانين، وقدمتهم إلى الخارج، وفي المقابل كانت جمعية الثقافة والفنون ظهرت في النصف الأول من السبعينات، واهتمامها بالفنون التشكيلية جعلها تتبنى بداية إقامة معارض شخصية لعدد من الفنانين السعوديين في الرياض، بالإضافة إلى نشاط فروعها في عدد من مدن المملكة. وشهد عام 1978 أول معارضها الجماعية لفناني المملكة في الرياض.

انتقلت الشؤون الثقافية بكل حملها إلى وزارة الثقافة والإعلام، وتقلص عدد موظفي الفنون التشكيلية في الرئاسة، وغادر الاختصاصيون المملكة وبقي الفنان صالح خطاب الذي تسلم إدارة الفنون التشكيلية وحده، ربما مع قلة من الإداريين. وأقيمت في السنوات الأولى نشاطات عدة ومعارض جماعية، كانت بمثابة بذرة لتنمية العمل الاداري الفني على المستوى الرسمي، لكن ذلك لم يتحقق.

تسلم عبدالعزيز السبيل وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وأبو بكر باقادر وكالة الوزارة للعلاقات الدولية الثقافية، ومن تلك الفترة اصبح في الوزارة جهتان تعمل كل منهما بعيدة من الأخرى من الناحيتين الإدارية والتنظيمية. سعى السبيل في نظرة بعيدة الى العمل المتخصص، فطرحت الوكالة تبنيها جمعيات متخصصة، وبدأ العمل بالفنون التشكيلية التي تم الإعداد مبكراً لوضع لائحة اختير لإعدادها عدد من الفنانين والأكاديميين أصحاب الخبرة، وظهرت «الجمعية السعودية للفنون التشكيلية» بعد جلسة عمومية اختير فيها مجلس إدارة الجمعية الذي انتخب بالتالي رئيسه ونائبه وامين سره وامين صندوق للجمعية.

كان الأمل معقوداً على ميزانية مخصصة للعمل، وحاول السبيل التغلب على ذلك بداية بدعم الجمعية من مخصصات الوزارة، وانطبق ذلك على الجمعيات التي أنشئت في ما بعد للمسرح والتصوير الضوئي والخط العربي والكاريكاتور، الا ان تخصيص ميزانيات للجمعيات لم يتم، فتُركت ترعى نفسها، ما جعل بعضها يقفل ابوابه.

ترك السبيل الوكالة متقاعداً وتسلمها بعده ناصر الحجيلان الذي لم يستطع ان يحل كثيراً من مشكلات الجمعيات. وتبنت الجمعية التشكيلية افتتاح فروع لها مع إمكان تخصيص مقرات للفروع الجديدة من ممتلكات الوزارة، لكن ذلك لم يتم حتى اليوم. ففرع الجمعية في جدة على سبيل المثال اتخذ من غرفة حارس في المركز السعودي للفنون التشكيلية مقراً ومكتباً لرئيس الجمعية.

أما في الدمام فليس هناك مقر للجمعية التي يلتقي أعضاؤها أحياناً في منزل احد الأعضاء، والنشاطات ليست مؤثرة كثيراً، بل هي نشاطات إعلامية اكثر من شيء آخر. وكان الفراغ الذي خلّفه غياب دور وزارة الثقافة والاعلام داخلياً وخارجياً مجالاً للمؤسسات الخاصة والأهلية لتطرح نفسها راعية للفنون وبعض الفنانين، فوقعت في المفاضلة والقفز على تاريخ الفن المحلي، وركضت خلف الهواة والمبتدئين وبعض الفنانين الشباب، وتدخل بعضها أحياناً في شكل الإنتاج.

ونظمت دورات وورش وملتقيات مدفوعة ليس لكثير منها تأثير أو فائدة حقيقية، فصارت هناك المعارض التي يشارك فيها البعض برسوم او إيجار، كما يتحمل الفنانون في كثير من المناسبات الإنفاق على انفسهم في مشاركاتهم الخارجية.

في المقابل، استطاع بعض الفنانين الاستفادة من شركات ومؤسسات لرعاية نشاطاتهم الداخلية والخارجية، وانزوى كثير من الفنانين الحقيقيين، لتواري النشاطات الرسمية او نشاطات أخرى تبنتها مؤسسات كبيرة كالخطوط السعودية ووزارة الخارجية وباحة الفنون وغيرها.

ظهر في جدة مجلس الفن السعودي الذي ينظم اعماله وفق برنامج محكَم فيه المعارض واللقاءات والدعوات الخارجية والداخلية، وظهرت في الرياض مسك للفنون التشكيلية، ومبادرتها هذا العام وهي الاولى مشجعة، مع أهمية درس المشروع ليظهر على نحو أكثر اختياراً وتنظيماً وشمولاً، وتقوم قاعات العروض الفنية او المؤسسات بدور يتماشى مع توجهاتها وقدرتها على التسويق.

في ظل كل ذلك، بقيت الجهة الرسمية غائبة ولم نسمع خلال الفترة السابقة الا عن بعض المشاريع الفنية، اما نشاطاتها الخاصة فغائبة على مستويي الداخل والخارج، بل ليس هناك من تواصل بينها وبين الفنانين. وهؤلاء بكل فئاتهم يحتاجون إلى الجهة الرسمية التي تبني علاقة معهم كما كانت إدارة الشؤون الثقافية والفنون التشكيلية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب تدعوهم وتستضيفهم وتنظم لهم المعارض، وتطبع لهم الأدلة والملصقات وتشرف على عملهم وتنتدبهم وترشحهم للمعارض الخارجية حضوراً ومشاركة.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط 50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab