انطلقت، الأحد، بمدينة شنقيط الموريتانية التاريخية (530 كلم شمال شرق نواكشوط)، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المدن القديمة بمشاركة المغرب كضيف شرف، ويضم الوفد المغربي المشارك في هذا المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الموريتانية، إلى غاية 15 نونبر الجاري، والذي يقوده وزير الثقافة والشباب والرياضة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الحسن عبيابة، على الخصوص، سفير المغرب بنواكشوط، حميد شبار، والمدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، جبران الركلاوي، وكاتب عام مؤسسة الموكار، زكي الزيادي، وعن دار الصانع، أنس هبور.
وقال عبيابة في كلمة خلال حفل الاطلاق الرسمي للمهرجان، "إننا فخورون باختيار المملكة المغربية ضيف شرف للدورة التاسعة لمهرجان المدن القدمة، مما سيساهم في إبراز التلاحم والتلاقح والترابط التاريخي والثقافي والفكري، في المدن القديمة وطرائق تشييدها وفي تشابه وظائفها الثقافية، حيث كانت منارات للعلم والمعرفة، ما زال بريقها مستمرا إلى يومنا".
وأضاف أن "موريتانيا ظلت على الدوام حاضرة في الوجدان المغربي، حضورا مميزا وقويا، إذ نقاسم أشقاءنا الموريتانيين نفس الشعور بكون البلدين لا يجمعهما فقط الجوار الجغرافي، بل تجمع بينهما عراقة العلاقات التاريخية التي خلقت تفاعلا ثقافيا استثنائيا ترابطت فيه وتفاعلت العادات والتقاليد في الملبس والمأكل والمشرب والعمران، وهو التفاعل الاجتماعي الثقافي الذي ينطلق من الماضي ليستشرف المستقبل بالانفتاح على آفاق تطوير العلاقات التقليدية العريقة وفتح إمكانيات وفضاءات أخرى جديدة ترسخ المكتسبات وتدمجها في منظومة آفاق التعاون المستقبلية".
وأشار إلى أن المغرب، الذي يحضر اليوم هذه التظاهرة الثقافية "لنقاسمكم أوجها من تعابير الثقافة المغربية المتنوعة من معارض وندوات وسهرات فنية وتراثية ومديح وسماع"، حريص "من منطلق وعينا بمتانة علاقاتنا الثقافية، على توطيد آفاقها المستقبلية".
ومن جهته، قال وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الموريتاني، سيدي محمد ولد الغابر، إن برنامج النسخة التاسعة من مهرجان المدن القديمة يتضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية، التي تعكس روح الأمة الموريتانية في مختلف تجلياتها.
وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، قد قال في كلمة الافتتاح الرسمي للمهرجان، إن هذه التظاهرة تهدف إلى "ترقية التراث العلمي لمدننا القديمة وصون موروثنا الثقافي والمحافظة على طابعها المعماري الفريد وترقية كنوزها التراثية ودعم إنتاجها المحلي وأنشطتها المدرة للدخل بخلق فرص عمل جديدة"، مشيرا إلى أن المهرجان "يشكل كذلك عنصرا بارزا ضمن الاستراتيجية التنموية الشاملة التي رسمتها الدولة لمنح هذه المدن مقومات النمو والتطور بفك العزلة عنها وتحديث بناها التحتية وجعلها مناطق سياحية نشطة".
وأضاف "نحن مصممون على تحقيق هذه الأهداف، وعلى أن لا يتحول المهرجان إلى مجرد احتفالية ينتهي أثرها مع انتهاء فعالياتها، ولذا ستعمل الحكومة على أن تكون نسخ هذا المهرجان مناسبات لتقييم الوضع العام للمدن المحتضنة ولإقرار سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تحسين هذا الوضع والرفع من مستواه".
ويعد الجناح المغربي، الأكبر من نوعه من بين أجنحة المعرض المنظم على هامش المهرجان، حيث يتوزع على خمسة أروقة لكل من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، ودار الصانع، والمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، ومؤسسة الموكار، والتي تضم معارض للكتب ومنتوجات للصناعة التقليدية وصور خاصة بالموروث الثقافي الصحراوي وكذا المدن التاريخية.
وسطرت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة، بهذه المناسبة، برنامجا غنيا، يتضمن ندوة فكرية وثلاث محاضرات، وأمسيتين للقراءات الشعرية، بالإضافة إلى ست سهرات غنائية.
وتتناول الندوة الفكرية موضوع "الأسس المشتركة في التاريخ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بين جنوب المغرب وبلاد شنقيط"، بمشاركة عدد من المتدخلين، بينما تعالج المحاضرات الثلاث مواضيع "ملامح من التراث الثقافي المغربي من خلال المدن العتيقة المصنفة تراثا عالميا"، ويلقيها مدير التراث الثقافي بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، يوسف خيارة، و"التراث المخطوط بالمغرب الإسلامي من خلال ذخائر الخزائن المغربية، ويلقيها رئيس قسم المتاحف بالوزارة، فؤاد المهداوي، و"تدبير التراث الثقافي اللامادي.. مؤسسة الموكار نموذجا"، ويلقيها عبد الله العلوي.
أما الأمسيتان الشعريتان فسينشطهما كل من الشاعرة أمينة لمريني، والشعراء جمال أماش، والطالب بويا لعتيك، ومحمد الرباوي، بينما ستحيي فرق (الأصالة لفن المديح والسماع)، و(الأصالة لموسيقى الآلة)، و(الأمل للدقة العيساوية والفنون الشعبية)، السهرات الغنائية.
من جهتها، ستنظم وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب ندوة فكرية حول موضوع "الأسس المشتركة في التاريخ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بين جنوب المغرب وبلاد شنقيط".
يذكر أن مهرجان المدن القديمة، الذي نظم في دورته الأولى سنة 2011، يقام كل سنة في إحدى المدن التاريخية الموريتانية الأربع، وهي شنقيط وتيشيت وولاتة وودان، وذلك بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف.
قد يهمك أيضًا
وزيرة الثقافة الموريتانية تكرم مسؤولًا ثقافيًا مصريًا
البرلمان الموريتاني يصادق على 3 مشاريع قوانين خاصة بالانتخابات
أرسل تعليقك